سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 26 ديسمبر 1978..وفاة الشيخ مصطفى إسماعيل أعظم من تغنوا بالقرآن الكريم وعازف العود والبيانو والكمان

الشيخ مصطفى إسماعيل
الشيخ مصطفى إسماعيل
انتهى الشيخ مصطفى إسماعيل من تلاوته الأخيرة للقرآن الكريم يوم 22 ديسمبر 1978، فى مسجد «البحر» بدمياط بحضور الرئيس السادات، ثم توجه إلى مسكنه الصيفى بالإسكندرية، وفجأة أصابته جلطة بالمخ، فانتقل إلى المستشفى الجامعى بالإسكندرية، حسب جريدة الأهرام يوم 24 ديسمبر 197، ثم توفى بعد ظهر 26 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1978، ودفن فى قريته «ميت غزال» مركز السنطة، محافظة الغربية يوم 28 ديسمبر. 
 
كانت وفاته بمثابة «إسدال الستار على المشهد الأخير فى مسيرة أعظم من تغنوا بالقرآن بين قراء العصر الذهبى لدولة التلاوة»، وفقا للدكتور نبيل حنفى محمود فى كتابه «نجوم العصر الذهبى لدولة التلاوة»، وختاما لحياة مقرئ فذ، قال عنه الكاتب الصحفى كمال الملاخ فى الأهرام ، 27 ديسمبر 1978: «كان الشيخ مصطفى إسماعيل يقتنى مكتبة موسيقية كبيرة، ويجيد العزف على العود والبيانو والكمان، فمن رأيه أن مرتل القرآن لابد أن يتعلم الموسيقى والنغم».
 
كان هو مع الشيخين محمد رفعت وأحمد ندا «الثلاثة الذين ارتفعوا إلى القمة فى دولة التلاوة ولم يصل إليهم أحد»، بتقدير الكاتب الساخر محمود السعدنى فى كتابه «ألحان السماء»، ويذكره الكاتب يحيى عاصم فى رسالة إلى السعدنى نشرها فى نهاية كتابه: «إذا كان لكل من الشيوخ القراء، محمد رفعت، والبهتيمى، والمنشاوى، وشعيشع، وآخرين، أسلوبه الخاص، فذلك الأسلوب إنما هو أسلوب واحد لاغير، أسلوب جميل ولكنه أسلوب واحد ووتيرة واحدة، أما مصطفى إسماعيل فكان مجموعة كبيرة من الأساليب، وكان متمكنا من الألحان والأنغام إلى حد لم يضاهيه أحد فيه، وكان يتلاعب فى الألحان والأنغام، وسألت أنا ذات يوم عملاقا آخر فى ميدان آخر ذا صلة وثقى بألحان السماء عن أحسن قارئ للقرآن فكان جوابه: مصطفى إسماعيل، ومفيش غيره.. هذا ماقاله لى محمد عبدالوهاب، مطرب الملوك والأمراء والصعاليك والغلابة فى كل مكان».
 
ولد عام 1905، بقرية «ميت غزال» وحفظ القرآن فى القرية، ووفقا للزميل عبدالحفيظ سعد فى «مذكرات الشيخ القارئ مصطفى إسماعيل»المنشورة فى «الأهرام المسائى»22 أغسطس 2009: «كان الشيخ إسماعيل جد الصبى هو أول من اكتشف جمال صوته، فطلب إلى الشيخ إدريس فاخر، وهو عالم فى القراءات من أبناء القرية أن يعلمه فن التجويد وأحكام القراءات».. يشير «سعد» إلى أن لحظة التحول الأولى فى حياته جاءت حين اصطحبه جده فى زيارة لمدينة طنطا، وقرأ قبل صلاة الظهر فبهر الحاضرين كان بينهم طالب فى المعهد الأحمدى بمسجد سيدى أحمد البدوى، فاقترح على الجد أن يلحقه بالمعهد ليتعلم القراءات وفنون التجويد».. أما لحظة التحول الثانية فحين قرأ وهو فى السادسة عشرة من عمره مع بعض المشاهير فى مأتم «حسن القصبى» عضو مجلس الشيوخ عن طنطا، وامتلأ سرادق العزاء بالحضور فى مقدمتهم سعد باشا زغلول.
 
كانت ليلة «القصبى» فاتحة خير على الوافد الجديد إلى دولة التلاوة، وبعدها تعددت المناسبات التى شارك فيها، حتى كان إحداها فى مطلع الثلاثينيات من القرن الماضى بحى المغربلين بالقاهرة، وبدأ التلاوة فيها بعد منتصف الليل بنصف ساعة حتى أذان الفجر فى الساعة الثالثة والنصف صباحا.. كانت تلك الليلة شهادة ميلاد نجم جديد فى دولة التلاوة وبعدها استقر فى القاهرة.
 
كان صوته فى نهاية الثلاثينيات ومطلع الأربعينيات فى أوج قوته وجماله وتألقه، حسب تأكيد نبيل محمود، موضحا: «صوته متراميا يمتد على أكثر من ديوانين كاملين، والديوان هو سلم موسيقى يتكون من ثمانى درجات موسيقية، أدناها قرار النغمة وأعلاه هو الجواب، فإذا ما استند صوته الباذخ المساحة إلى قدرة فائقة فى الانتقالات المقامية، فإن فى وسعه أن يصنع الأعاجيب».. يتوقف الناقد والمؤرخ الموسيقى كمال النجمى أمام «مقدرته الأخاذة والتلوين النغمى» قائلا فى كتابه «أصوات وألحان عربية»: «سمعته مرة يتحزن فى تلاوته، فسمعت نغمة الصبا المعروفة بالحزن فى الألحان العربية تنبعث من حنجرته كأنها منغمسة فى دموعه، ثم بلغ آيات تقتضى الحماسة فى الأداء، فإذا بنغمة «الراست» تتفجر كقرع الطبول، فانتقل الشيخ الفنان القدير من الحزن والوداعة إلى القوة والحماسة فى طرفة عين».
 
يذكر نبيل محمود، أن لحظة التحول الحاسمة فى حياة مصطفى إسماعيل كانت مع نقل الإذاعة تلاوته لأول مرة فى إبريل 1943 من سرادق ضخم أقيم بجوار مسجد الرفاعى احتفالا بذكرى وفاة الملك فؤاد، وبعدها أصبح واحدا ممن يستعين بهم القصر الملكى فى إحياء الليالى الرمضانية التى أقامها من سرادق أقيم من أمام قصر رأس التين بالإسكندرية عامى 1945 و1946، ثم من أمام قصر عابدين عام 1947، غير أنه لم يسلم من الهجوم عليه، إلى حد تقديم بلاغ ضده يتهمه بالخروج على «أسس التلاوة الشرعية»، وفقا لكمال النجمى فى كتابه «الغناء المصرى.. مطربون ومستمعون».
 
طاف بلاد العالم قارئا للقرآن، وحصل على أعلى الأوسمة من لبنان وسوريا ودول آسيوية، وحصل على وسام الجمهورية من جمال عبدالناصر عام 1962.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بوتين: العالم يشهد تحولات جذرية والنظام الأحادي القطب بات من الماضي

3 شهداء ومصابين إثر قصف الاحتلال تكية خيرية في مدينة دير البلح وسط غزة

غلق اتجاه القادم من تقاطع الإقليمي مع إسكندرية الصحراوي حتي طريق السويس أسبوعا

الزمالك يطلب 7 ملايين جنيه لإعارة حسام أشرف وسموحة يرفع عرضه لـ4 ملايين

إصابة جنديين من قوات الاحتلال إثر استهدافهما بصاروخ مضاد للدبابات شمال غزة


ميركاتو الأهلى..7 راحلين و8 صفقات جديدة والقوس لا يزال مفتوحا

الأهلي يدفع 8 آلاف دولار لمكتب محاسبة أمريكي ومفاجآة سارة بشأن الضرائب

9 آلاف دولار للفرد بإجمالى 5 مليارات.. شركة أمريكية تضع تكلفة تهجير الفلسطينيين

محمد صلاح يزين قائمة أفضل 10 صفقات في تاريخ كرة القدم

إصابة 13 شخصًا فى حادث تصادم ميكروباصين بطريق نجع حمزة فى سوهاج


الداخلية تضبط 48 سائقا لتعاطيهم المخدرات على الطريق الإقليمي

تعرف على موقف الأهلي من عودة محمد عبد المنعم لتدعيم الدفاع

بمناسبة عاشوراء.. أول ظهور علنى لخامنئى منذ بدء حرب إيران وإسرائيل

مليونية حب فى الزعيم عادل إمام بعد ظهوره..والجمهور يعبر عن اشتياقه

إيقاف 7 مهندسين بسبب بناء جسر بزاوية 90 درجة فى الهند.. فيديو

الأهلي يمنح علي معلول 13 مليون جنيه.. اعرف السبب

بي اس جي ضد الريال.. إنريكي يتسلح بالتاريخ لعبور الملكي في المونديال

ريال مدريد ينفرد برقم تاريخى فى كأس العالم للأندية تحت أنظار الأهلى

مواعيد مباريات اليوم.. نهائي مثير فى كأس الكونكاكاف الذهبية

حراس المرمى الأكثر حفاظًا على شباكهم في البيج 5 منذ عام 2000

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى