سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 27 ديسمبر 1979.. مجلس الأمن القومى الأمريكى يضع خطة «الجهاد فى أفغانستان باسم الإسلام ضد الإلحاد»

جيمى كارتر
جيمى كارتر
كانت الساعة السادسة والنصف صباحا فى واشنطن يوم 27 ديسمبر، مثل هذا اليوم، عام 1979، حين نزل الرئيس الأمريكى جيمى كارتر إلى مكتبه، كان مستشاره لشؤون الأمن القومى «برجنيسكى» فى انتظاره بنفاذ صبر، حسبما يذكر الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه «الزمن الأمريكى – من نيويورك إلى كابول»، مضيفا: «كان كارتر يعرف أن أخبارا مثيرة تنتظره، فقد أيقظه «بريجنيسكى» من النوم فى الساعة الثانية صباحا ليخطره بأن الجيش السوفيتى دخل أفغانستان».
 
دخلت القوات السوفيتية أفغانستان يوم 26 ديسمبر 1979، وهى الخطوة التى تلقفتها الإدارة الأمريكية كفرصة ذهبية لحسم الحرب الباردة لصالحها مع موسكو، كما أنها الخطوة التى فتحت الباب واسعا لنمو قوى الإرهاب إقليميا وعالميا باسم «الجهاد الإسلامى»، وإعادة قراءة ملف هذه المرحلة يساعد فى أن نضع أيدينا على الأطراف الدولية والإقليمية التى تصنع هذه القوى الإرهابية وتربيها وتوظفها، وتهدد بها كلما أرادت.
 
كان لقاء «كارتر» و«برجنيسكى» ضمن اجتماع مجلس الأمن القومى الأمريكى، ويذكر هيكل تفاصيله اعتمادا على الوثائق الأمريكية، وضمنها مذكرات كارتر، ووزير خارجيته «سايروس فانس» و«برجنيكسى»، يؤكد أن الاجتماع استقر على عدة خطوات أبرزها:
 
أن الولايات المتحدة عليها أن تشجع عناصر المقاومة فى أفغانستان على تكثيف نشاطها بما يمكنها من تعطيل الجيوش السوفيتية، ثم الانتقال من حرب التعطيل إلى حرب التوريط، أى حرب استنزاف ترغم السوفيت فى النهاية على الانسحاب عسكريا فى ظروف غير ملائمة سياسيا، وبما أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تظهر فاعلا رئيسيا فى النشاط العسكرى المعادى للسوفيت فى أفغانستان، حتى لا يؤدى ذلك إلى صدام مسلح بين القوتين، فإن عليها أن تجد قيادة بديلة لهذه الحرب الخفية، ولا بد أن تكون لهذه القيادة أهلية تعطيها نوعا من المشروعية ضد السوفيت.
 
استقرت المناقشات على أن يتم تكوين «تحالف إسلامى» واسع، وإغراء السعودية بدور قيادى على رأس هذا التحالف الذى يخوض «الجهاد دفاعا عن الدين والشرع، وأن يتم إمداد المقاومة» فى أفغانستان بسلاح سوفيتى الصنع حتى يصعب اتهام الولايات المتحدة بأنها مصدره، وذلك يعطيها فرصة أن تقول للسوفيت إذا سألوها، إن هذا سلاح سوفيتى تحصل عليه «المقاومة الإسلامية» من الاتحاد السوفيتى أو قواته فى أفغانستان «أى من عندهم».
 
كان الدور المنوط بالرئيس السادات أن يلعبه حاضرا فى تلك المناقشات، ووفقا لهيكل فإنه قيل: «إن مصر يمكن إقناعها بأن تقدم سندا قويا للسعودية فى تدخل إسلامى معاد للسوفيت فى أفغانستان، والرئيس أنور السادات متحفز فى أى وقت للعمل ضد الاتحاد السوفيتى، وهو بالفعل منهمك فى نشاطات متنوعة فى هذا الاتجاه بموجب اتفاق «نادى السافارى» الذى يضم السعودية والمغرب وإيران ومصر وفرنسا، ومع أن تجمع السافارى يركز نشاطه على أفريقيا، فإنه ليس صعبا إقناع السادات بفتح جبهة أخرى لهذا النشاط يقوم عليها عمل جهادى ضد السوفيت فى أفغانستان».
 
يؤكد هيكل، أن المناقشات طرحت «مغريات إضافية تقنع الرئيس السادات وهى»، إن الثورة الإسلامية فى إيران تشغل باله، خشية زيادة نفوذ الجماعات الإسلامية فى مصر ولو بالعدوى، وهو «أى الرئيس السادات» غاضب من الثورة الإيرانية، لأنها أنهت حكم أسرة «بهلوى»، وعزلت صديقه «محمد رضا بهلوى» شاه إيران، إن الرئيس السادات راغب إلى أقصى درجة، وإلى آخر حد فى التعاون مع الولايات المتحدة عن اعتقاد لديه من أيام إدارة نيكسون وكيسنجر بأن 99% من أدوار حل قضية الشرق الأوسط فى يد الولايات المتحدة وحدها»، وهو لم يقصر فى إعلان ما يعتقده ولا فى التصرف على أساسه».
 
انتهت مداولات مجلس الأمن القومى الأمريكى بتوجيه رئاسى يقضى بأن يتوجه «بريجنيكسى» إلى منطقة الشرق الأوسط بادئا بالقاهرة لمقابلة الرئيس السادات، والبحث معه فى تنظيم جهد إسلامى شامل يساند المقاومة الإسلامية الأفغانية فى مواجهتها لجيش الاحتلال السوفيتى، ثم يتوجه مستشار الأمن القومى بعد القاهرة إلى الرياض لمقابلة الملك خالد وولى العهد الأمير فهد، ووزير الدفاع الأمير سلطان، ويجرى معهم محادثات تضمن حشد موارد السعودية ونفوذها لقيادة «جهاد إسلامى» ضد الشيوعية فى أفغانستان، وإذا نجح بريجنيسكى فى مهمته مع الرئيس السادات فإنه يستطيع أن ينقل إلى القادة السعوديين ما يطمئنهم إلى أنهم ليسوا وحدهم فى «ساحة الجهاد»، وأخيرا يتوجه «بريجنيسكى» إلى باكستان ليقوى موقف الحكومة فيها بموارد السعودية ونفوذها، وبثقل مصر ووسائلها، وحتى تثق هذه الحكومة فى أنها سوف تكون وسط عمل إسلامى يلتف فيه من حولها، ويجمع على أرضها قوى الإسلام وإمكانياتها، وكان ذلك حلما بعيد المنال، والآن أصبح فى متناول اليد.
 
طوال الأسبوع الأول من يناير 1980 كان «برجن يسكى» فى زيارة سرية للشرق الأوسط، يوم 3 يناير كان فى القاهرة، واجتمع مع الرئيس السادات ثلاث ساعات ونصف، وفى 4 يناير كان فى جدة، ويوم 5 يناير وصل إلى «إسلام آباد»، ليرتب الأرضية للجهاد باسم «الإسلام ضد الإلحاد».     
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

العش وعمر كمال على رأس 11 لاعبا يغيبون عن الأهلى أمام فاركو الليلة

إصابة فليك فى تدريبات برشلونة قبل مواجهة ريال مايوركا

المستشار الألمانى: يجب على روسيا الموافقة على وقف إطلاق النار مع أوكرانيا

موسم صيد الإخوان.. مطاريد الشرق والغرب.. انتفاضة عالمية فى مواجهة شرور الجماعة الإرهابية.. وحلفاء الماضى يستفيقون على مخاطر وألاعيب عصابة حسن البنا.. صيحات دولية تؤكد: لا مكان لا مكان للإخوان فى مجتمعاتنا

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر


مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول ضد بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي والأهلى ضد فاركو

جميلة عوض تعوض غيابها عن السينما بـ4 أفلام دفعة واحدة

كل ما تريد معرفته عن المعهد الشرطى الصحى.. الشروط والمجموع المطلوب للتقديم

تفاصيل إحالة عامل للمحاكمة بتهمة التعدى على سيدة داخل سيارة

المؤبد وغرامة تصل 5 ملايين جنيه عقوبة إغراق المخلفات الخطرة فى البحر


ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 وأسوان 49

من البطاطس إلى القهوة.. موجة الغلاء تضرب موائد العالم.. الأرز والكاكاو وزيت الزيتون ضحايا جديدة للتغير المناخى.. ارتفاع الأسعار تصل حتى 280%.. سعر القهوة يزيد 100%.. والزيتون يواصل الصعود بنسبة 50% سنويا

100 عام على ميلاد هدى سلطان.. باقية بمسيرتها الفنية وأعمالها الخالدة

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو اليوم الجمعة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

حبس المتهمين بمطاردة سيارة فتيات على طريق الواحات 4 أيام

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك ينهى أزمة مستحقات البرتغالى جوزيه جوميز بالتراضى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى