هل كان حلم إقامة دولة يهودية في الأندلس سبب مذبحة غرناطة؟

أرشيفية
أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

تمراليوم الذكرى الـ953، على قيام مسلمو غرناطة بالهجوم على القصر الملكي ويصلبون الوزير اليهودي يوسف بن نغريلا، وزير ملك البربر باديس المظفرمن غرناطة، كما كان زعيم الطائفة اليهودية في غرناطة، وقتل معظم السكان اليهود في المدينة بما سمي مجزرة غرناطة، وذلك في 30 ديسمبر عام 1066م.

كان لباديس بن حبوس الصنهاجي ثالث حكام طائفة غرناطة، كاتب ووزير اسمه أبو العباس وكان لأبو العباس هذا مساعد يهودي اسمه "يوسف بن نغريلا" كان داهية شديد الذكاء وأيضاً حسن السيرة فلما توفى أبو العباس أخذ يوسف اليهودي مكانه وأخذ في التقرب إلى باديس وكان ينتظر الفرصة السانحة ليترقى في منزلته عند باديس.

وبحسب كتاب " مملكة غرناطة في عهد بني زيري البربر 403هـ - 483هـ" تأليف الدكتورة مريم قاسم طويل، فإن يوسف عين فى المتصرفين والعمال من اليهود، وأخذ نفسه بالاجتهاد فى جميع المال واستخراجه، فاستطاع بحنكته أن يملأ خزائن باديس بها أن يمكنه من الإنفاق على جيشه، وسلم يوسف بعض اليهود المناصب الهامة فى غرناطة، وعلى رأسهم الشاعر ابن عزرا الذى كان يتقن اللغة العربية إلى جانب العبرية، وكان ينظم بالعربية فى موضوعات الغزل والخمر ووصف الطبيعة وغيرها من أغراض الشعر.

واتخذ "يوسف" لقب أبيه الناغيد، وكان يظهر بمظهر أميره باديس، وكان ليوسف على أميره جواسيس من نساء وفتيان فى قصره يغمرهم بالمال، بحيث لم يكن يخفى عليه شىء من أموره كل ما يجرى داخل القصر، وبعد موت ابن باديس، على يد "يوسف" حسبما توضح المؤلفة، انطوى "باديس" على نفسه وزهد فى طلب البلاد، وأخلد للراحة، وفوض أمره إلى وزيره يوسف، وبسبب هذا تمادى يوسف فى سلطانه وشمخ بأنفه، فتطاول على القرآن الكريم، وجاهر فى الطعن فى ملة الإسلام، واليهود مع ذلك تتشاءم باسمه، وتظلم من جور حكمه، وقد هاجمه ابن حزم الأندلسى فى رسالته الموسومة بـ"الرد على ابن النغريلة".

وكان يوسف يحتقر الأديان جميعيا، إذ لم يكن يهوديا إلا بالاسم فقط، فقد حمل على الدين الموسوى، ولم يكن يؤمن بكبار رجال الدين اليهودى، ووصل به الأمر إلى حد احتقارهم، كما جهر بالغض من الدين المحمدى، وحرف كثيرا من آيات القران وتهكم على بعضها، وجاهر بالإلحاد.

وبحس عدد من الدراسات شعر يوسف اليهودي بتزايد السخط الشعبي ضده وأن منزلته عند باديس قد ضعفت ففكر في التفاهم مع أبي يحيي بن صمادح صاحب مملكة ألمرية واستدعائه للاستيلاء على غرناطة، ومهد اليهودي السبيل لمشروعة الخطير بأن عمل على تعيين زعماء صنهاجة الذين يخشى بأسهم في الأعمال البعيدة واستطاع ابن صمادح بالفعل أن يستولى على وادي آسن الواقع شمال شرقي غرناطة وأن يشحنها برجاله والمخطط اليهودي يسير في طريقه وباديس غارق في لهوه منكب على لذاته وشعبه يضطرم سخطاً على الطاغية اليهودي.

وبالعودة إلى الكتاب سالف الذكر، فإن يوسف طمح بحكم غرناطة وإقامة دولة لليهود فيها، فاتصل بالسر بالمعتصم ابن صمادح، وحثه لى أن يدخله غرناطة، ويكون فى المرية، وبالفعل أغارت على غرناطة بعوث المعتصم تقول أنها قدمت باستدعاء يوسف، وباديس فى هذا الحال منغمس فى بطالته.

لكن ووفقا للمؤلفة مريم قاسم طويل، فإن عبد المجيد نعنى يرى أن اليهودى لم يكن يريد إقامة دولة يهودية، ومن المرجح أن يكون وجد نفسه مضطرا للتعاون مع المعتصم ومساعدته فى احتلال غرناطة، ليتقرب منه ويضمن ديمومة نفوذه بغرناطة، حتى وفاة باديس ومن ثم يتولى هو الحكم.

وكان لنفوذ "يوسف" فى غرناطة أن طلب من "باديس" نفى أبى إسحاق الإلبيرى، فكتب الأخير فيه قصيدة هجاء أثارت حفيظة المسلمين بغرناطة، فذاعت بين المسلمين ودفعته للهياج على يوسف وقومه.

ذلك إلى اشتعال الثورة في 10 صفر 459 هـ، بعد أن حدثت مشادة في قصر ابن نغرالة، خرج على إثرها عبد وأشاع أن ابن صمادح سيهاجم المدينة. هاجم الناس القصر، وقتلوا ابن نغرالة، وهاجموا اليهود في كل مكان وفتكوا بعدد كبير منهم، ويعتقد البعض أن الضحايا وصلوا إلى 4 آلاف قتيل، واستغل ابن صمادح الاضطراب في غرناطة وضم وادي آش، سار باديس بعد ذلك لقتال ابن صمادح، بمعاونة من المأمون بن ذي النون صاحب طليطلة على أن يتنازل له عن مدينة بسطة، وبدأ بمهاجمة وادي آش، استسلمت وادي آش، ثم اعتذر ابن صمادح لباديس وعادت الأمور بينهما إلى سابقها، ثم أقنعه أحد وزرائه بانتزاع بياسة من يد علي بن مجاهد العامري، ونجح باديس في ذلك.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قرارات النيابة فى واقعة سرقة فيلا نوال الدجوى.. تعرف عليها

الحوثيون: قررنا فرض حظر بحري على ميناء حيفا الإسرائيلي

مصطفى غريب يضفى حالة من الكوميديا على أحداث فيلم المشروع X

ليفربول يتقدم على برايتون بهدفين مقابل هدف بالشوط الأول بمشاركة محمد صلاح.. فيديو

نوال الدجوى.. ماذا قالت التحريات الأولية عن سرقة فيلا 6 أكتوبر ؟


الأرصاد تحذر: شبورة ورياح مثيرة للرمال والأتربة على هذه المناطق غدًا

الزمالك يقترب من حسم صفقة مهند على مهاجم الشرطة العراقي

كريم محمود عبد العزيز ضيف أولى حلقات "فضفضت أوى" على Watch it

اتحاد الكرة يفاضل بين 3 مدربين لقيادة منتخب مصر في كأس العرب

فرص عمل للصيادلة بمرتبات تصل لـ9400 جنيه.. تفاصيل


الإدارة الأمريكية لـ"إسرائيل": أوقفوا الحرب على غزة وإلا سنتخلى عنكم

استمرت أكثر من ساعتين.. الرئيس الروسي يعلن تفاصيل محادثاته مع ترامب

فهد المولد.. هل يعود إلى الملاعب بعد غيبوبة تجاوزت 8 أشهر وأرقام مميزة؟

السيطرة على حريق مخلفات ومواد تخزين بمصنع أسمدة فى التبين دون إصابات

مقترح الرابطة يمنح قبلة الحياة لـ3 أجانب فى الأهلي قبل مونديال الأندية

بعد أن فقد وعيه.. طائرة تقل 200 راكب تسافر من ألمانيا لإسبانيا بدون طيار

تعيين رئيسة النقل بـ"إيجماك" يثير غضب المستثمرين لمخالفته قانون الكهرباء بالفصل عن القابضة.. اختيار عضو "جهاز المرفق" ورئيس التفتيش التجارى بمجالس الإدارات يشكك في قانونيتها.. والوزير يوجه بمراجعة القرارات

وزير العمل ومحافظ دمياط يفتتحان ملتقى توظيف لتوفير 1100 فرصة عمل للشباب

نجوى كرم تتألق بالأبيض والأسود فى حفلها الغنائي بقبرص

التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى