CNN: الرئيس الفرنسى يختبر صبر حلفاء الناتو بعد وصف الحلف بـ"الميت إكلينيكيا"

أبدى حلفاء فرنسا استيائهم من تجاوز تصريحات إيمانويل ماكرون فى مجلة الإيكونومست الشهر الماضى، بأن الناتو يعانى من "الموت الإكلنيكى"، وفقا لشبكة سي إن إن الأمريكية.

كما تحدثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى جانب الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج فى نوفمبر وقالت إنها لا توافق على وصف الرئيس الفرنسي للتحالف الذى استمر 70 عامًا، مضيفة أنها لا تعتقد أن مثل هذا الحكم مناسب.

وقال تيري دي مونبريال، رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، وهو مركز أبحاث مقره باريس، فى إشارة إلى اعتماد ألمانيا على الناتو: "فى ألمانيا عندما تقول إن حلف الناتو ميتًا فانه يعتبر من المحرمات" مضيفا انه من جانب التعاون العسكري فان الناتو يعمل بشكل جيد لكن لا توجد لديه رؤية سياسية او استراتيجية واضحة.

وأضاف: ربما تكون رسالة ماكرون قد استُلمت فى برلين، ولكن في أوكرانيا وغيرها من الدول السوفيتية السابقة، كانت أجراس الإنذار أعلى صوتًا بأن التهديد الحقيقي لأوروبا في هذه الأيام لا يأتى من موسكو في الشرق، ولكن من إرهابيين الى الجنوب.

وقالت الشبكة الامريكية إن تصريحات ماكرون لفتت الانتباه إلى التغيرات الجيوسياسية التي تحدث الى جانب تقسيم العالم الى كتلتين من القوى العظمى (الصين وامريكا) في الوقت الذي لا يريد ان تجبر اوروبا على اختيار جانب.

وبحسب التقرير فقد أعاد ماكرون التأكيد على ما أصبح واضحا بالنسبة للأوروبيين، قائلا: بينما لا تزال الولايات المتحدة حليفتها، فإنها لم تعد موثوق واحد في خطاب سابق له في اغسطس الماضي.

وأشار إلى الطرق التي سقط بها الأوروبيون في خمول ما بعد الحرب الباردة، خوفًا من نفس الأعداء والاعتماد على نفس الأصدقاء القدامى دون التفكير في الظروف المتغيرة فعلى سبيل المثال الغاء معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى والتي تؤثر بشكل مباشر على الأمن الأوروبي.

وفي نفس السياق حث ماكرون مستشاريه على إلقاء نظرة أخرى على العلاقات مع روسيا.

وقال فرانسوا هيسبورج، المستشار الخاص لمؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في تصريحات لشبكة CNN "إنه لا ينظر إلى الشرق كبديل"، لكن مستشاري ماكرون يقولون إنهم يريدون إعادة النظر في العلاقات مع روسيا.

من الواضح ان الرئيس الفرنسي يعمل على اثبات موقفه من خلال توسعه في حلف الناتو والانفتاح تجاه روسيا وغيرها من المسائل الجيوسياسية وفي الوقت نفسه، يبدو أنه يبحث باستمرار عن طرق أخرى يمكن أن تجد بها باريس قضية مشتركة مع واشنطن

واشار هيسبورغ ان ماكرون مفكرا قبل ان يكون سياسي ورئيس ولا يوجد شيء يحبه أكثر من مجرد نقاش جيد.