جعجع: لبنان ينهار بالكامل..وحكومة "تكنو-سياسية" هى التفاف على مطالب الشعب

أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن طرح قوى السلطة تشكيل حكومة تمزج ما بين التكنوقراط والسياسيين معا (تكنو-سياسة) يمثل التفافاً حول مطالب الانتفاضة الشعبية التى يشهدها لبنان منذ 50 يوماً، مشيراً إلى أن البلاد تشهد انهياراً كاملاً يقتضى تشكيل حكومة متخصصة ومستقلة بالكامل عن أطرف السلطة حتى تكون بمنأى عن المناكفات السياسية، جاء ذلك فى كلمة ألقاها جعجع فى ختام اجتماع تكتل الجمهورية القوية (الكتلة النيابية لحزب القوات اللبنانية) .

وقال: "الحكومة التكنو-سياسية التى تطرحها قوى السلطة اليوم، ما هى الا حكومة لون واحد، لأن الاختصاصيين فيها هم مجرد ديكور للقوى السياسية ذاتها التى تعمل وفق خلفيات سياسية ومصلحية وفئوية، والتى أفقدت لبنان ثقة الناس به داخلياً وخارجياً، فيما المطلوب اليوم حكومة متخصصة ومستقلة بالكامل عن أطراف السلطة، تعمل وفق خلفيات علمية واقتصادية ووفق أسلوب جديد يتميز بالنزاهة والكفاءة والموضوعية والتجرد ويُعيد الى لبنان الثقة المفقودة".

وأضاف جعجع: "الوضع الاقتصادى المعيشى فى واد، وجماعة السلطة تتصرف وكأنها تعيش على المريخ. لبنان ينهار بالكامل وقوى السلطة ذاتها لا تزال مُصرة على محاولة صرف أكثريتها النيابية الدفترية فى السلطة التنفيذية فيما الأكثرية الشعبية أصبحت فى الموقع المقابل تماما".

وسخر رئيس حزب القوات اللبنانية من حديث بعض القوى السياسية عن وجود "مؤامرات خارجية وتمويل من جانب سفارات أجنبية" يقف خلف انتفاضة اللبنانيين، قائلا: "إن أهم سفارة تقف خلف الثورة هى السلطة بذاتها، سلوك السلطة الحاكمة كفيل لوحده بإشعال أضخم الثورات من دون منّةٍ من أى سفارة أو أى جهة أخرى" .

ولفت إلى أن الأكثرية الوزارية لم تبادر إلى اتخاذ أى خطوة إصلاحية جدية فى الاتجاه الصحيح، وأنها على العكس تمعن فى تصرفات تسرع من عجلة الانهيار، واصفاً هذا الأمر بأنه يمثل "قمة انعدام الإحساس مع الناس واللا مسؤولية وخداع الناس".

وأشار إلى أن لبنان يشهد بصورة يومية إغلاقاً لمؤسسات تجارية وصناعية وسياحية وفندقية، وتسريح المئات من الموظفين وفى أفضل الأحوال اقتطاع نصف الرواتب فى سبيل تأجيل الإغلاق، إلى جانب أزمات المحروقات والخبز والدواء والرعاية الصحية ونقص الدولار والسيولة، فضلا عن أزمة الثقة داخليا ودوليا، وتوقف الاستثمارات، وارتفاع معدلات التضخم والغلاء الفاحش فى الأسعار.