سجن الطاعة فى 2019.. بدروم مُلئ بالثعابين ومخرن شركة وتربة بالبساتين.. قصص معاناة زوجات سلط القانون على رقابهن سيف لقب "ناشز" وهددهن بالحرمان من حقوهن.. سيدة: نسلم نفسنا للقاضى أو القسم عشان ما يتقلش علينا ناشز

محكمة الأسرة - أرشيفية
محكمة الأسرة - أرشيفية
كتبت أسماء شلبى
«أسيرات لا يملكن مصيرهن فى سجن بيت الطاعة».. بتلك الجملة تذكرن ضحايا قانون الطاعة، ما حدث لهن دون إرادتهن عندما سقن بالإجبار للعيش تحت سقف واحد مع أزواجهن رغم استحالة العشرة بينهم ليتفننوا فى الإساءة لهن، وإذلالهن مستخدمين قانونا يهدر آدمية النساء ويتنافى مع الشرعية، على حد وصفهن، ويتعارض مع المنطق، لتتعرض آلاف السيدات للاعتداء والإهانة والابتزاز تحت  غطاء قانونى يستغله الأزواج للانتقام من زوجاتهن، وإذا لم ترضخ تصبح بحكم القانون «ناشز».
 
مآسى السيدات اللاتى مررن بتجارب قاسية مع بيت الطاعة، رصدتها المنظمات الحقوقية ومحاكم الأسرة، منهن حالات ساقها حظها التعيس لترك سجن الطاعة والزج بها وراء القضبان بعد أن فاض بهن الكيل من عنف الأزواج، وأخريات خرجن بعاهات مستديمة، والبعض منهن فقدن أبناءهن عقابا على تمردهن على العنف الزوجى، لتصل نسب تلك الدعاوى وفقا لشكاوى الزوجات أمام مكاتب تسوية المنازعات لأكثر من %70.
 
2588571-1641373903
 
 
وتعلق المحامية الحقوقية دعاء عباس أن بيت الطاعة إجراء قانونى يعطى للزوج الحق فى إجبار زوجته أن تعود إلى بيت الزوجية وإذا امتنعت فإنها تعتبر ناشزا، أى تفتقد حقوقها من مؤخر ونفقة بل يذهب بعض القضاة إلى أبعد من ذلك كحرمانها من الزواج مرة أخرى باعتبارها ناشزا، ليستخدم كوسيلة ضغط لإذلال المرأة.
 
وتشير دعاء عباس إلى أن النساء يواجهن مشكلة إمكانية الدخول فى دوامة المحاكم لرفع قضية طلاق أو خلع تجنبا للمشاكل أو لضيق ذات اليد، وتتحمل طاعة زوجها الذى يسىء معاملة زوجته ويلحق الضرر بها، مضيفة أن الحياة بين الزوجين لا تكون جبرا أو بالإكراه، لأن هذا يخالف الشرع الذى يؤكد أن الحياة الزوجية أساسها الرضا والإيجاب والقبول.
 
وتؤكد أن بيت الطاعة وإن كان إجراء قانونيا، فإنه يعطى الزوج الحق فى إجبار زوجته رغما عن إرادتها وبالقوة الجبرية على العيش فى ظروف غير آدمية، ليصبح قانون الطاعة سيفا مسلطا على رقبة المرأة المصرية رغم التعديل الذى أضيف عام 1979 فى القانون رقم 44، بإلغاء استخدام القوة الجبرية، ولكن ظل التعامل معها باعتبارها ناشزا إذا لم تمتثل بتنفيذ الحكم، وهو ما يسقط حقوقها المالية من نفقه وخلافه.
 
وتتابع المحامية: تملأ محكمة الأسرة أمثلة صارخة لاستخدام الزوج حق الطاعة للانتقام من الزوجة وتعذيبها وابتزازها بشكل كيدى ليصلن لمرحلة النشوز بسبب إخفاء الزوج مقر مراسلة الزوجة حتى يحرمها من حقوقها المادية.
 
418-1
 
 
وقال الشيخ محمد البسطويسى، نقيب عام الأئمة والدعاة ومفتش عام الدعوة بوزارة الأوقاف، إن العلاقة الزوجية قائمة على المودة والرحمة، ولا يمكن أن توجد المودة والرحمة عند إجبار أحد طرفى العلاقة على استمرار هذه العلاقة، مضيفا: «إذا استحالت العشرة بين الزوجين يتدخل إما القاضى أو المأذون للتفريق بينهما بالمعروف».
 
وتابع: القانون دوره تحقيق العدالة بين الزوجين، فإن أعرضت الزوجة عن زوجها ورفضت الرجوع ورفض الزوج تسريحها، تلجأ الزوجة للخلع وترد للزوج ما أعطاه لها.
 
وأضاف نقيب عام الأئمة والدعاة: «العلاقة الزوجية تقوم بالأساس على الرضا والإيجاب والقبول»، مؤكدا أنه لا يجوز إجبار الزوجة على العيش مع زوجها عند استحالة العشرة بينها، مستشهدا بقوله تعالى: «ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه».
 
وأضاف أن الشرع حفظ للمرأة حقوقها عند الطلاق، مؤكدا أنه لا يجوز أن يستخدم الزوج طرق ملتوية لحرمان زوجته من حقوقها المادية، لأن الزوج مكلف شرعا مكلف بأداء حقوق زوجته المادية وتهيئة منزل لائق لمعشيتها.
 

أبرز شكاوى الزوجات أمام محاكم الأسرة فى 2019

حنان السيد إبراهيم، الزوجة البالغة من العمر 29 عاما والمتزوجة منذ 8 سنوات، وقفت أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة، تشكو فصلا من فصول معاناتها التى بدأت بتدخل حماتها فى حياتها وانتهت بحرمانها من حقوقها الشرعية وطفليها التوأم، قائلة: «كل مشكلتى أنى رفض العنف الزوجى وإجبارى على حياة زوجية تعيسة».
 
وتكمل  الزوجة التى تقف مهددة بالحبس بسبب دفاعها عن نفسها بعد أن انهال زوجها عليها بالضرب: «أقف أمام محكمة الأسرة منذ 3 سنوات ضد تعسف زوجى، الذى أقام دعوى إنذار بالطاعة ضدى 5 مرات، وفى كل مرة يكون الحكم أن زوجى غير أمين علىّ نفسيا وماليا».
 
وتضيف الزوجة: «تحايل زوجى المحترم على القانون بالشهود الزور وأخذ حكم طاعة وهددنى حال عدم تنفيذه بحرمانى من أبنائى فذهبت، فوجدته نقل مسكنه لبدروم يحتوى على أثاث بدائى وملىء بالثعابين وألزمنى بالمكوث فيه».
 
وتؤكد الموظفة بإحدى شركات التأمين: «انتهت حياتى بحكم بالنشوز ونفذ تهديدى وخطف أطفالى وتزوج على منقولاتى وتركنى معلقة».
 
ضحية أخرى لقانون الطاعة وجدت نفسها ملزمة من قبل زوجها صاحب الشركة بالعيش فى مخزن شركته بصحبة طفلته عقابا لها على إقامة دعوى خلع للهروب من العنف الزوجى.
 
وتشكو السيدة الثلاثينية فى دعوى الطلاق للضرر مأساتها مع قانون الطاعة: «استحالت العشرة بيننا طلبت الانفصال ولكنه رفض، فقررت رفع دعوى خلع، ولكنه فاجأنى بإقامة دعوى طاعة، وزور فى محل السكن، ووجدت نفسى أعيش مجبرة فى مخزن شركته حياة غير آدمية ودون خصوصية أخشى على نفسى بسبب العمال الذين سلطهم لتهديد حياتى وتسبب فى إصابتى بالذعر».
 
وتكمل: «حتى نجلته لم يخف عليها وعرضها للعنف وبعد شهور بعد أن حقق غرضه بتأديبى قرر إقامة دعوى طاعة للمرة الثانية وأرسل إخطارا بالدعوى على المنزل، ولم أنفذ الحكم، وهو ما جعلنى فى نظر القانون ناشزا بسبب مرور 30 يوما دون رجوعى لزوجى».
 
وتعانى «صفاء. م. أ» من إلزامها بالرجوع لزوجها بعد صدور حكم الطاعة ضدها بسبب خوفها من أن تفقد حقوقها الشرعية، وتبكى قائلة: «كل يوم أتعرض للضرب والإهانة، رغم أننى كنت أعمل خادمة لأنفق عليه وعلى المنزل، وكان ينتزع أموالى غصبا ليشترى السجائر ويضربنى مثل الحيوانات بالخرطوم حتى أنزف الدماء من كل جسدى».
 
وأكملت صفاء مأساتها قائلة: «حاولت أن أوفر لابنتى الدخل المناسب، وهربت منه، ولكنه كان يلاحقنى بتهديداته وأجبرنى على العيش فى بيت الطاعة معه دون إرادتى، وأكد لى أنه سيظل يعذبنى ولن يتركنى إلا جثة».
 
وتشير الزوجة إلى أنها وجدت نفسها تعيش فى تربة بالبساتين وعندما تظلمت على الحكم بسبب عدم ملاءمة محل السكن قدم زوجها شهادة فقر ليلزمها بالقبول بالعيش برفقته رغم الخطر الذى يلاحقها وضربه وتعنيفه المستمر لها.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصرع جوتا لاعب ليفربول فى حادث مروع بإسبانيا

بدء التحقيقات مع سائق التريلا المتسبب فى دهس 7 سيارات على دائرى المعادى

قانون الإيجار القديم.. احسب إيجار شقتك حسب المنطقة والتصنيف

وزارة التعليم تحقق فى تداول أسئلة الكيمياء والجغرافيا على صفحات الغش

عميد معهد القلب الأسبق يفسر أسباب وفاة المطرب أحمد عامر


حالات تستوجب الإخلاء الإجبارى للوحدة السكنية بقانون الإيجار القديم

سيناريوهات تنتظر سفاح المعمورة فى جلسة الحكم بعد إحالة أوراقه للمفتى

نانت يعاقب مصطفى محمد بالبيع بعد رفض دعم المثلية

وزير الخارجية يستعرض مع نظيره السعودى تطورات الأوضاع فى غزة

تفاصيل دهس تريلا لـ 7 سيارات على الطريق الدائرى بالمعادى.. صور


وزير الخارجية يبحث مع سكرتير عام الأمم المتحدة الأوضاع الاقليمية المتسارعة

الطقس اليوم الخميس 3-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة وشبورة ورطوبة مرتفعة

عيادات الموت.. تفاصيل ضبط مهندسة وسكرتيرة انتحلتا صفة طبيبة تجميل

القانون يُلزم الهيئة الوطنية بتشكيل لجان مراقبة لرصد مخالفات الانتخابات

الدورى المصرى ضمن أقوى 25 مسابقة محلية فى العالم

مأساة فى المنيا.. أب يقتل أطفاله الثلاثة بسبب خلافات أسرية

اليوم إجازة رسمية للعاملين بالقطاعين الحكومى والخاص بمناسبة ذكرى 30 يونيو

"الصحة العالمية" تطلق مبادرة لزيادة ضرائب التبغ والكحول والمشروبات السكرية

مسرح سوكسيه.. مشروع أشرف عبد الباقي الجديد بالساحل الشمالي

حر لا يُطاق.. الأرصاد تحذر: طقس شديد الحرارة اليوم الخميس 3 يوليو 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى