طرطوف.. مسرحية أشعلت الصراع بين موليير والكنيسة

موليير
موليير
كتب أحمد إبراهيم الشريف
تمر اليوم ذكرى رحيل الكاتب المسرحى الفرنسى الشهير موليير، الذى رحل فى 17 فبراير 1673 ميلادية، لكن قبل هذا الرحيل المفاجئ وبعده حدث صراع طويل بين "المسرحى" والكنيسة.
 
كان أساس هذا الصراع الكبير مسرحيته "طرطوف"، التى كتبها مولير 1664 وتناول فيها النفاق الدينى، مما أدى إلى فى غضب الكنيسة عليه؛ لدرجة أن أحد القساوسة طالب بحرقه حيًا.
 
وعن هذه المسرحية كتب إبراهيم العريس فى (الحياة): يتوجب علينا أن نذكر هنا كيف أن موليير نفسه اضطر لكتابة، وإعادة كتابة، مسرحيته ثلاث مرات على الأقل كيما يتمكن من تقديمها، إذ فى كل مرة كانت تقدم، كان أهل الجمعيات أو "التقوى" أو حتى أهل البلاط وأصحاب المصالح والمشارب المتنوعة والمختلفة يصرخون زاعقين مطالبين بمنع المسرحية، كذلك لا بد من أن نذكر تلك الحكاية التي تقول لنا إن الملك نفسه، الذى كان محباً لفن موليير راعياً له، حامياً لفرقته، شاهد "طرطرف" فى نسختها الأولى فى العام 1664، واستمتع بها كثيراً وضحك أكثر.. ولكنه فى اليوم التالى وجد نفسه يأمر بمنعها. لماذا؟ بكل بساطة لأنها أثارت غضب جمعيات الجانسينيين، الذين كانوا - كما أشباههم فى كل مكان وزمان وفى كل المجتمعات قديمة كانت أو جديدة - عيّنوا أنفسهم بأنفسهم حماة للأخلاق فى المملكة، كما أثارت غضب غير تلك الفرقة من الفرق الدينية التى كانت تعمل فى الخفاء، لكن نفوذها كان يطاول كبار رجال الدولة.
 
وهكذا اختفت المسرحية كما صاغها موليير للمرة الأولى، من دون أن يُعثر لها على أثر، كما اختفت أجزاء كبيرة من المسودات والمحاولات "التصحيحية". والحال أن ما نعرفه اليوم هو النص الثالث الذي كتبه موليير، بعد خمس سنوات من ظهور النص الأول ثم اختفاؤه. وكان موليير، بعد منع الملك النصّ الأول، أخفاه، ثم اشتغل فى العام 1667 على نصّ ثانٍ عنوانه "بانولف أو النفاق"، ولكن هذا النص الجديد سرعان ما مُنع بدوره تحت ضغط الجمعيات نفسها، وبناء على طلب رئيس مجلس النواب فى ذلك الوقت. وفى العام 1669، ظهر نص ثالث، مخفّف إلى أبعد الحدود، بحيث إن الجمعيات والسلطات لم تجد نفسها قادرة على منعه. وهذا النص، لا النص الأساسي، هو الذي نعرفه اليوم.. ومن الصعب، طبعاً، تصوّر ما كان عليه النص الأول فى تفاصيله وحواراته التى يبدو أنها كانت شديدة الجرأة. طالما أن موليير كتب المسرحية وهو معتقد أن فى وسعه تمرير أفكاره وغضبه على مدّعى الدين والأخلاق.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فتح الحركة على السكة الحديد بموقع سقوط حاويات من قطار بضائع بطوخ

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

موعد مباراة الزمالك وحرس الحدود بكأس عاصمة مصر

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان


محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

غرامة تصل لـ 5 ملايين جنيه عقوبة نشر أخبار خاطئة عن الطقس

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

الصقر: لم يكن هناك تنسيق مع حسام حسن وضغطت على طولان لاستكمال المهمة

حسام البدرى: من الوارد تواجد أفشة مع أهلى طرابلس.. والعميد يحظى بدعم كبير


حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

مصرع فلاح أثناء درس محصول الفاصوليا البيضاء بالمنوفية

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

رسالة غضب من ترامب إلى نتنياهو بسبب غزة وسوريا.. ماذا قال البيت الأبيض؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى