اليمين الإيطالى يطوى صفحة عام السيطرة على "مفاصل الدولة".. شعبية متزايدة بعد تولى الحكومة.. دعوات الخروج من الاتحاد الأوروبى تتزايد أمام ضعف اليسار الوسط.. والمهاجرون والأقلية المسلمة يدخلون دائرة التهديدات

كتب فاطمة شوقى
كان ذلك قبل ما يقرب من عام كامل.. قالت الصناديق فى روما كلمتها ، وكشفت نتائج الانتخابات التى جرت فى مارس 2018 فوزراً مدوياً لحركة النجوم الشعبوية بـ32.22% وحزب رابطة الشمال اليمينى المتطرف بواقع 17.69% من مقاعد البرلمان، ليشكلاً معاً حكومة ائتلافية فتحت معها إيطاليا صفحة جديدة من تاريخها لتسجل أول موجة صعود يمينى بهذا الحجم داخل السلطة.
 
الفوز الاستثنائى الذى حققه اليمين الإيطالى فاقم من مخاوف بروكسل والاتحاد الأوروبى، لتبنى الوافدون الجدد إلى السلطة فى ذلك الحين برامج تدعو للخروج من عضوية الاتحاد والتخلى عن الالتزامات الإقليمية والعابرة للحدود أمنيا وسياسياً واقتصادياً ، والسير على نهج بريطانيا التى تتفاوض حالياً على آلية مغادرة الاتحاد.
 
 
وعلى صعيد الداخل الإيطالى تظل القوى اليسارية والليبرالية أمام مستقبل غامض، لعدم قدرة أى منهم على المنافسة حتى الآن، حيت تتراجع شعبية المعارضة المتمثلة فى اليسار الوسط وذلك وفقا لاستطلاعات الرأى التى تجرى أسبوعيا فى المتوسط من قبل  هيئة "يو تراند" للخدمات الاستشارية.
 
وعلى مدار عام داخل السلطة، زادت المخاوف الأوروبية، فى وقت تتزايد فيه شعبية اليمين واليمين المتطرف داخل إيطاليا ، وسط تهديدات باتت واضحة للأقلية المسلمة، ومخاوف لا ينكرها منصف للمهاجرين بشكل عام.
 
وأكد استطلاعات رأى جرت مؤخراً فى إيطاليا أن حزب "رابطة الشمال" اليمينى المتطرف الذى ينتمى إليه وزير الداخلية ماتيو سالفينى هو الحزب الأكثر شعبية فى البلاد وحصل على 31.1%، وتراجعت شعبية الحزب الديمقراطى المعارض "يسار الوسط" إلى 16.4%، وجاء حزب حركة خمس نجوم الشريك فى الائتلاف الحكومى فى المركز الثانى بحصوله على 28.6%.
 
وصدرت تلك الأرقام بينما يكافح حزب "رابطة الشمال" وحزب "حركة خمس نجوم" لصياغة خطط بشأن الميزانية للعام الجارى، إلا أنه من المتوقع أن تؤثر الموارد المالية المحدودة على قدراتهما على تنفيذ وعودهما الواسعة، خلال الحملة الانتخابية.
 
زعيم حركة خمس نجوم 
 
 
وخلال عام فى السلطة، سيطرت ثلاثة ملفات على أداء الحكومة اليمينية فى روما، فى مقدمتها الهجرة  حيث تعد أحد القضايا الرئيسة التى ناقشها الائتلاف الفائز فى حملته الانتخابية، وقد زعم القائمون على الائتلاف أن الحكومة السابقة فشلت فى التصدى لتدفق المهاجرين عبر البحر المتوسط، وأنها لم تتبع إستراتيجية الإعادة القسرية للمهاجرين من أفريقيا عبر ليبيا ثم البحر.
 
وشبه ماتيو سالفينى المهاجرين الأفارقة بالعبيد، حيث أنه يقود حملة شعبية ضد الهجرة منذ توليه الحكومة الإيطالية الائتلافية فى يونيو الماضى.
 
واعتمد الائتلاف فى حملته على اعتبار أن الهجرة هى "قنبلة جاهزة للانفجار" معتبرا أنها غزوا لإيطاليا، ووعد الائتلاف خلال الحملة الانتخابية بترحيل قرابة 600 ألف مهاجر غير شرعى من البلاد، محملين الاتحاد الأوروبى مسئولية عدم التعاون مع إيطاليا فى التصدى للمهاجرين.
 
أما ثانى الملفات، فكان الخروج من عضوية الاتحاد الأوروبى، حيث يعد الائتلاف اليمينى الحاكم من أكبر المعادين لفكرة البقاء فى عضوية الاتحاد والمطالبين بالخروج والتنصل من القوانين المالية وقوانين المهاجرين داخل الاتحاد.
 
ويعتقد اليمين المتطرف أن قضيتى الهجرة والاتحاد الأوروبى مرتبطتان ببعضهما، ما يعنى أن الحل الوحيد لعدم تعاون الأوروبيين مع إيطاليا في قضية المهاجرين، هو الخروج من الاتحاد الأوروبى والتحلل من سياساته واتفاقياته.
 
 
وفى المرتبة الثالثة، يأتى ملف الاقتصاد حيث يطرح اليمين خيار فرض ضريبة ثابتة على الدخل فى إيطاليا، من أجل التعافى من أزمة منطقة اليورو الاقتصادية، التى بدأت منذ 2008، وهو الملف الذى ربما يعد التحدى الأصعب أمام الائتلاف اليمينى الحاكم.
 
وأمام الشعبية المتزايدة والتقدم الذى يحرزه اليمين المتطرف وحكومته يوماً تلو الآخر، تتزايد التهديدات التى يواجهها ليس فقط المهاجرين، وإنما الإيطاليين ذوو الديانة المسلمة والتى تعد أقلية داخل المجتمع الإيطالى.
 
ويحذر خبراء عدة من أن يكون يؤدى تنامى صعود اليمين المتطرف فى زيادة النزعة العنصرية لدى المواطنين تجاه المسلمين واللاجئين بشكل عام،  وهو الأمر الذى تجلى مؤخرًا بقيام أحد أعضاء حزب رابطة الشمال بإطلاق النار على عدد من اللاجئين في شهر فبراير الماضي.
 
ومن المتوقع أن يشهد مسلمو إيطاليا مزيدا من القوانين العنصرية التى تحاول التضييق عليهم خلال الفترة المقبلة، إذا ما نجح استمرار اليمين فى السيطرة على  الحكومة، خصوصا إذا تحالف مع أحزاب ذات أيديولوجيات متقاربة فيما يتعلق بقضايا اللاجئين والاتحاد الأوروبى، وهو أمر يتوقعه عدد من المراقبين.
 
وكانت الرابطة قد عارضت ممارسة المسلمين لشعائرهم الدينية، إذ دفعت سلطات شمال إيطاليا إلى إقرار منع بناء المساجد فى الإقليم، ف فبراير 2015، وقبل شهر من عقد الانتخابات الأخيرة، وعد زعيم حزب الرابطة سالفينى الناخبين بأنه سيغلق المراكز الإسلامية كافة داخل إيطاليا، في حال فوزه، متهما إياها بممارسة نشاطات "ممنوعة وغير قانونية".
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الكتابات الفلكية على الصخور العنكبوتية فى عصر ما قبل التاريخ بالوادى الجديد لغز حير الباحثين.. تنتشر بعدة مواقع أثرية بالخارجة وتنيدة والجلف الكبير.. إحدى أشكال الكتابة الهندسية وتحدد الخسوف والكسوف بدقة.. صور

ترامب بعد انتهاء المؤتمر الصحفى مع بوتين: سأجرى زيارة للعاصمة موسكو

تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك يعلن قائمة مباراة المقاولون واستبعاد الجزيرى وبانزا

لا لاستغلال المصطافين.. منع فرض إكراميات أو رسوم إضافية على رواد شواطئ الإسكندرية.. السياحة والمصايف: حملات وخطوط للشكاوى.. المحافظ يوجه بفصل عامل بشاطئ النخيل لطلب إكرامية.. يؤكد: عقوبات تصل لفسخ التعاقد.. صور

محمد صلاح يبكي بعد هتافات جماهير ليفربول لـ دييجو جوتا (فيديو)


محمد شريف: تسجيل الأهداف عمل جماعى.. وتعلمنا من أخطاء مباراة مودرن

محمد صلاح يسجل فى فوز ليفربول الصعب على بورنموث 4 - 2 بالدوري الإنجليزي

الإسماعيلي يفتقد محمد إيهاب أمام الاتحاد السكندرى ويستعيد قائده محمد عمار

منتخب الشباب يتعادل سلبيا مع المغرب فى الودية الثانية استعدادا لكأس العالم

خسارة يد الأهلي أمام فيزبريم فى بطولة كأس الأبطال الدولية


تحية ورسالة ريبيرو لـ"ديانج" عقب مغادرة مواجهة الأهلى وفاركو.. فيديو

تفاؤل أمريكي وتمهل روسي.. ملفات شائكة على طاولة قمة ترامب وبوتين

مراسل القاهرة الإخبارية: ترامب يسعى لخطوة أولى نحو السلام بين روسيا وأوكرانيا

شهاب يقدم "مرزمن" فى مهرجان العلمين ويهدى كاب لطفلة صغيرة.. صور

بخطأ فادح من شوبير.. فخري يسجل هدف فاركو الأول أمام الأهلي والنتيجة 1-3.. صور

بيان مصرى وعربى ودولى مشترك: إسرائيل الكبرى تشكل تهديدا للأمن القومى العربى

حكم أزمة بيلينجهام يدير مباراة مايوركا ضد برشلونة في الدوري الإسباني

فوز ناشئي اليد على النرويج 47-26 في تحديد مراكز بطولة العالم

252 حالة زواج مبكر خلال عام وهذه المحافظة فى الصدارة.. القومى للأمومة والطفولة: الجدة والأم فى مواجهة الرجال لإحباط زواج الأطفال.. وخط نجدة الطفل يتلقى البلاغات عبر الخط الساخن 16000

عودة أسود الأرض.. العلمين الجديدة وصلاح يزينان بوستر ليفربول بافتتاح بريميرليج

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى