ريمون ميشيل يكتب : التسامح والعفو في المسيحية

عفو وتسامح أم عنف وإنتقام ؟ شتان الفرق بين تلك المشاعر والأخرى ، ولكن أيهما نختار ولماذا ؟

 

قال أحد الحكماء إن القدره علي الاحتمال يجعل عدوك يتراجع عن الأذى والضرر الذي كان ينوي أن يلحقه بك ليُصبح صديق ، بل وعبداً لك ، وقد يبدو للبعض في ظواهر الأمور أن الانتقام هو شفاء للمشاعر بتحقيق لذة الانتصار علي الأخر ولكن حقيقة الأمر ليست كذلك فيأتي الإنتقام في قاموس المعاني بمعني الجهل والحماقة ، وذلك لما يتبعه من عواقب علي شخص المنتقم لأن النار لا تُطفَأ بالنار أبداً.

 

قد يندم من أخطأ في حقك ويتراجع لاحقاً عندما تقابل إساءته بعفو وتسامح وهو تماماً ما حدث مع الأرشدياكون حبيب جرجس عندما نشر أحد مقالاً مسيء له فقابل تلك الإساءة لا بمثلها بل بمحبه وهو ما جعل المسيء نادماً باكياً وهو ما حدث أيضاً بالمثل مع قداسة البابا كيرلس السادس ، وإن لم يحدث ذلك فقانون الحياة الطبيعي إن ما تزرعه (تسامح كان أم كره) ستحصده في حياتك من نفس النوع أيضاً ، وحينما يحين وقت الحصاد ستتذكر إن ما أنت فيه كان بمثابة النتيجة الطبيعية لما قد فعلته سابقاً.

 

ولذلك قد امتلأت تعاليمنا المسيحيه بالعفو والتسامح للجميع ، فقد إجتمع السيد المسيح بالجموع علي الجبل لكي يعلمهم دستور أخلاقي لهدوء وسلام النفس  ولسعادتها أيضاً في الحياه فقال لهم : حينما يؤذيك أحدهم لا تقابل الشَر بمثله بل من لطمك علي خدك الأيمن (أي فعل الشَر بك) فحول له الأخر أيضاً (أي إظهر له الجانب الأخر وهو المحبه والتسامح)  ويفسر الرسول بولس ذلك إلي أهل أفسس مخاطبهم قائلاً: حينما تفعل ذلك مع عدوك فإنك بذلك تجمَع جمر نار على رأسه ، وحينها سيُرَد لك عفوك وتسامحك.

 

 وتلك الفضيله تحتاج إلي جهد وتدريب لأنها من سمات الأقوياء أصحاب النفوس الساميه والأخلاق الراقيه، ولذلك يوصي الرسول بولس أهل روميه قائلاً لهم علي قدر طاقتكم سالموا جميع الناس كما وأوصي في خطابه إلي أهل كولوسي أن يحتملوا بعضهم البعض إن كان أحد يشكو علي الأخر فيغفر ويسامح كما فعل السيد المسيح سابقاً.

 

في عظة السيد المسيح للجموع قال لهم إن إستطعتم التسامح والمغفرة سيغفر لكم الله أيضاً أخطائكم وإن لم تغفروا للناس لا يغفر لكم الله زلاتكم لأن الله يري المتسامح ويري أيضاً المنتقم ويُجازي كل واحد حسب عمله.

سمعان بطرس وهو أحد تلاميذ السيد المسيح الأنثى عشر قد شهد عنه  فى رسالته الأولي وقال إنه إذا شُتِم لم يكن يشتم بالمثل وإذا تألم من أحد لم يكن يرُد الألم أو يتعامل بالقسوة.

تذكر أن الانتقام هو الطريق الأسهل والأقرب ولكن عواقبه ومتاعبه خَفِيه لذلك فهو اختيار النفوس الهشة والضعيفة أما النفس القوية فلا تقبل باختيارات الضعفاء ، فمهما بدي الشر منتصر في الجولة الأولي  فإن الخير هو الفائز الأخير بالمعركة بأكملها ، وتذكر دائماً إن أفضل دواء للعنف هو العفو والتسامح .

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

الأهلى أمام سبورتنج والزمالك يواجه الزهور فى مؤجلات دورى رجال الكرة الطائرة

تغيير الفلنكات بموقع سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بطوخ.. مباشر

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات


مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

الصقر: لم يكن هناك تنسيق مع حسام حسن وضغطت على طولان لاستكمال المهمة

الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

حسام البدرى: من الوارد تواجد أفشة مع أهلى طرابلس.. والعميد يحظى بدعم كبير


البطل الأسترالى أحمد الأحمد يوجه رسالة لأمه من المستشفى.. فيديو

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

اعرف إزاى تفصل نفسك عن بطاقة التموين أونلاين.. الخطوات والأوراق المطلوبة

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

النهايات أخلاق.. انفصال إيمى شومر وكريس فيشر بود متبادل بعد 7 سنوات زواج

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى