نيهال أحمد تكتب: زهرة الحياة الجميلة

تعبيرية عن الحب
تعبيرية عن الحب
الانتظار والافتراق، العناق الصامت الصامد، انتظام الأشياء بداخلنا فوضاها فى أن واحد، إيمانٌ خاشعٌ ينبِض بصدق، هو الحب، هو انفطار قلبٍ على قلبٍ دون دوافع.
 
الحب أن يتخلل شخص إلى أعمقِ نقطةٍ فيك، وأن يدَعك طليقًا بكامل وعيه وثقته بأنك عشقُه الوحيد، الحب انهزام الأنا، وإضافة نون وألف فى آخر الكلمات والقرارات والمصير، الحب هو التلاقى والوجع الدامى، أن تقِف على دربٍ بدايتُه خطٌّ مستقيم، فإذا عصَيت وتعثرَت خطواتك عُدت إليه تائبًا بصيرًا، هو أن تمتلِك اللاحدود من الغفران واللاحدود من الحنان، الحب هو الطُّهر كأشجارٍ غفا عليها المطر، هو دفءٌ وأمانٌ نقى يتحدى ذبذبات الواقع. 
 
وإن كُنت لم أوفِ التعريف حقه، فهناك من سيقول كذِب الشعراء ولو صدفوا، وأن الحب ليس بهذا الكمال على أرض الواقع، لكن، أمَا مِن أحدٍ توقف ليتساءل عن السبب؟!
لماذا يُخلَّد كمال الحب داخل الروايات بينما يرحل مِن القلوب بعد برهةٍ من الزمن؟!
لتكن الإجابة ببساطة، أننا لا نعيش الحب كما يجب أن يكون، إننا نرِث شكل الحب ونُوِّرثه للأجيال التى تأتى من بعدنا دون تغيير أو إبداع؛ فأصبح للحب طقوسًا، أن فقدنا بندًا منها فقَدَ الحب بريقه وانطفأ فى قلوبنا دون أدنى إنذارٍ أو وعي، إننا لا نعرفُ شيئًا عن الحب سوى أننا نريد أن نُحِب وأن نعيش الحب، ليس إلا!
لا يهم كيف يكون وكيف سنُكمِله أو إلى أين سيكون مُستقرُّنا، إننا نكتفى بلقب الحب وشرف الدخول إلى ساحته، أما ما بعد ذلك فلتكن للروتين والعادات والتقاليد عصا القيادة، والتى تُنهى مسارها دومًا على نقطةٍ واحدة، وربما على سؤالٍ واحد، أين ذهبَ الحب؟!
إننا لا نُفرِّق بين شكل الحب وإحساس الحب، أما عن الشكل، فهو إطار العادات، والأعراف، والبيئة الاجتماعية والثقافية، إلخ، إنه الجسد أو الغلاف الجوى الذى يحتوى بداخله إحساس الحب.
وأما عن إحساس الحب، فهو تفاصيل أخرى ومعانٍ تتفاوت فى المقدار والاحتياج، إن حاجَتك للإحساس بالأمان تختلف عنى وعن مليون شخصٍ آخر غيرك على هذا الكوكب، كما أن حاجتى للاهتمام تختلف عن حاجتِك، وحاجة الآخرين للإحساس بالرحمة والعطف والتودد والاحتواء تختلف عن حاجتى وحاجتِك وحاجة كل إنسان يُشارِكك الوجود على هذه الأرض، فكل هذه الأحاسيس ما هى إلا إحساس الحب.
ولتكن القضية أننا نركز على شكل الحب لا إحساسه، نكتفى بالنظرة الأولى والراحة الأولى وحادثة الصدفة الأولى، والتى تبنى لدينا قناعةً أننا دخلنا حَرَم الحب، بل وتربَّعنا على عرشه، ولا ثمة أى نوعٍ من الفراق سيعصِف بنا.
ومن السذاجة أيضًا، أن نرى أننا حين نضحى ببعض الفوارق الاجتماعية أو الثقافية أو البيئية، أننا ننتصر للحب، كل هذا جميل، ولكل منا الحق فى اختيار الشريك وألا ينظُر لتلك الفوارق التكوينية لنا، والتى يبدو البعض منها مع الوقت وهميًّا، لكننا لا ننتصِر! إننا نغضُّ الطرف عن بعض التفاصيل من أجل شكل الحب لا أكثر، أما عن إحساسه، فتلك هى المشكلة، هى الصدمة والصدام الحقيقي؛ لأن تفاوت درجات الإحساس بيننا ودرجات احتياجاتِنا للمشاعر المختلفة هى المشكلة، وليست الفوارق الاجتماعية أو الثقافية.
كل منا يدخُل علاقة حب من أجل هدفٍ واحد؛ وهو إشباع فراغاتٍ إحساسية لديه، ومن هنا تبدأ الخلافات، عندما يجد كل منا أن الطرف الآخر لا يُعطيه ما ينتظره، ليس لتقصيرٍ منه أو أنه ما عاد يُحِب، ولكنه يُمارِس الحب معك من وجهة نظره فقط، يُعطيك ما يشعر به هو، لا ما تحتاجُه أنت، وربما يُعطيك ما ينقصه ليُعوِّض إحساسه بفقده فيك، لتبدأ الصدمات والفتور والعادة والروتين بالتعايش، والذى يطرح مع الوقت على مسامِعنا سؤالًا، أين الحب الذى قد كان؟! ولماذا لا يدوم مثل حب الروايات؟!
إنه لم يرحل ولم يمُت.، 
إنه حى فينا، ولكننا لا نسأل ولا نفكر، إننا نُعطى بلا مقابل وهذا جميل، ولكن قد يكون الطرف الآخر أو من يُشارِكك العلاقة ليس بحاجةٍ لكل هذا السخاء، هو فقط بحاجةٍ إلى القليل من شيءٍ معين، ولهذا..
لا تسَل حبيبكَ أينَ الهوى، لأن صَرْحَكَ باقٍ فيهِ وما هوى، كل ما فى الأمر هو السؤال عما ينقُصنا من مشاعر كى يُزهِر إحساس الحب بداخلنا.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا.. البداية مع زيمبابوى 22 ديسمبر

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة للعام 2025/2026.. قبول 2757 طالبا بعد اختبارات دقيقة بأحدث التقنيات.. 48 ألف متقدم والنتيجة تعتمد على الشفافية.. اختيار عناصر نسائية وخريجى الحقوق


نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات


قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

تفاصيل عرض المليون دولار من برشلونة لضم حمزة عبد الكريم وموقف الأهلي

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

صحيفة إنجليزية تحذر رونالدو من انتقال محمد صلاح إلى الدوري السعودي

دموع وتصفيق وأرقام قياسية فى ليلة عودة محمد صلاح التاريخية.. فيديو وصور

حكام مصر الستة يتوجهون إلى المغرب للمشاركة فى أمم أفريقيا

التنمية المحلية: تخفيض رسوم ترخيص المحال العامة لمدة 6 أشهر بنسبة تصل لـ50%

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى