الذين يحترفون إفساد الفرحة.. جردوا "رامى مالك" مصريته التى عبر عن اعتزازه بها..أدخلوه فى مقارنات مع محمد صلاح رغم اختلاف حالتيهما وعاقبوه على دور "المثلى" فى الفيلم الفائز بالأوسكار

رامى مالك
رامى مالك
سارة علام

فى عصر مواقع التواصل الاجتماعى، يصاب الجميع بحمى "الترند"، وكأن تلك الكلمات التى ينقرها الجالسون خلف الشاشات بإمكانها أن تغير حقائق ثابتة، أن تسحب جنسيات من أصحابها، وتضع كل من يختلف عن التصورات السائدة فى قالب يخصه، على طريقة المحاكمات الشعبية التى كانت تجرى فى الميادين أيام العصور الوسطى البائدة، ولكنها تلك المرة تتخذ صبغة جديدة، ترتدى ثوب التكنولوجيا والحداثة خارجيا بينما تبقى العقول الحاكمة خلف الشاشات مكانها البعيد عن التطور الحضارى وعصر العلم.

برزت تلك الحمى، منذ فوز المصرى الأمريكى رامى مالك، بجائزة الأوسكارأفضل ممثل، عن دوره في فيلم "الملحمة البوهيمية" (بوهيميان رابسودي)، حيث عبر النجم عن سعادته بتلك الجائزة بينما هو ابن لمهاجرين مصريين، وهى عبارة تجلب الفخر لأى مصرى،  فى الظروف الطبيعية وتجعل من نبأ فوز مصرى الأصل اعتز بأصوله خبرًا سعيدًا إلا أن التريند الرائج لم يكن كذلك.

لماذا عبر رامى مالك عن اعتزازه بمصريته فوق مسرح الأوسكار؟

ينتمى رامى مالك، للجيل الثانى من المهاجرين المصريين الأقباط فى الولايات المتحدة، والذين اصطلح على تسميتهم أقباط المهجر، إذ غادروا بلادهم فى الستينات والسبعينات متجهين صوب الولايات المتحدة الأمريكية، يعيشون فى مجتمعات مصرية هناك معظمها فى كاليفورنيا حيث تربى رامي،  ونيو جيرسى التي صارت عاصمة المصريين في بلاد العم سام.

المجتمعات القبطية فى الولايات المتحدة، هاجرت من مصر فيزيائيا ولكنها تعيش مصريتها كل أحد، حيث كان للبابا كيرلس السادس،  الفضل فى تأسيس كنائس مصرية بالمهجر، تصلى القداسات باللغتين العربية والإنجليزية، وامتدت حركة الكنيسة التوسعية فى الخارج فى عصر البابا شنودة الثالث، حتى وصلت الكنائس المصرية فى المهجر لـ62 دولة آخرها بوليفيا فى أمريكا اللاتينية.

تجعل المجتمعات الكنسية، المصريين مرتبطين بوطنهم الأم، تعلم اللغة العربية للأجيال الثانية والثالثة من المهاجرين الذين ولدوا هناك، تحرص على ربطهم بالكنيسة وبخصوصيتها الثقافية التي تضرب بجذورها لألفي عام فى التاريخ، ومن ثم فإن خروج الفائز من الأوسكار من بين هذا المجتمع وحرصه على التعبير عن مصريته، لم يكن أمرًا مصطنعًا بل واقع معاش وثيق الصلة بظروف تكوينه كابن لمهاجرين مصريين.

العامل الثانى هنا، أن أمريكا أرض المهاجرين تعانى من موجة تعصب يميني عارمة وصلت بالرئيس دونالد ترامب،  على رأس السلطة وهو يروج نعرات التمييز ضد المهاجرين مصحوبا بإحساس عام بالتفوق للأوروبي الأبيض على حساب الأجناس الأخرى رغم أن الأوروبى راعى البقر هو مهاجر أيضًا، ولقد أراد "مالك" من رسالته تلك الانتصار للمهاجرين أمثاله الذين يرفعون رأس أمريكا فى المحافل الدولية ضد نبرة التمييز تلك.

كذلك فإن الانتساب لمصر، ولحضارتها الفرعونية ذائعة الصيت، لا ينتقص من الفائز بالأوسكار ، إنما يؤكد على قيم المجتمع الأمريكى الكوزموبليتانية التي بدأت تتوارى خلف التيار اليميني الذى يسيطر على الولايات المتحدة وأوروبا خاصة بعد تزايد أعداد المهاجرين فى أعقاب الربيع العربى.

لماذا أدخلت السوشيال ميديا رامى مالك فى مقارنة مع محمد صلاح؟

تبدو المقارنة بين رامى مالك ومحمد صلاح، مضحكة  إذ ينتصر "من يحترفون إفساد الفرح" لفكرة أن المصري هو من عاش مصريته بمعاناته اليومية وظروف حياته الصعبة وأوضاعه الاقتصادية المرهقة، كقصة الكفاح التي صاحبت ظهور محمد صلاح،  القادم من ريف الدلتا إلى الدوريات الأوروبية، وهى مقارنة مضحكة إذ تسحب دماء رامى مالك المصرية وانتمائه الهوياتى الذى عبر عنه لمجرد إنه لم يشارك المصريين ظروفهم القاسية تلك، رغم أن رامى مالك وأسرته بالطبع قد عاشوا قصة كفاح مختلفة بداية من تعلم اللغة الانجليزية ثم العادات والتقاليد الأمريكية وحتى الاستقرار فى المجتمع الجديد وصولًا لرعاية الفنان وتعليمه وهى كلها قصص تنتصر لقيم الكفاح والعمل والانجاز دون النظر لتفاصيل الظروف المكانية أو الزمانية.

كيف عاقبت محاكم السوشيال ميديا رامى مالك على دور "المثلى" فى فيلمه الفائز؟

أما موجات الغضب الأخرى من فوز رامى، فقد كانت تأتيه دائما من معسكر الإسلاميين ، والوصف هنا ليس بالضرورة لمن ينتمون لجماعات الإسلام السياسي ولكن لكل من وضعتهم أفكارهم فى نفس الموقع مع هؤلاء، الذين لا يستطيعون حتى اليوم التفريق بين الشخصية الواقعية والشخصية الفنية، ويتعمدون إسقاط دور الفنان على حياته الشخصية.

الذين احترفوا الشعور بالدونية

بينما يروج هؤلاء لمقولة "لو رامى كان عمل الدور دا في مصر كان اتحبس"، بينما كان لخالد الصاوى ، دورا مماثلا فى الفيلم الشهير عمارة يعقوبيان ولم يعاقبه أحد، وجسد زكى فطين عبد الوهاب الدور نفسه فى فيلم واحد صحيح ، أيضًا دون أن يعاقبوا بالحبس أو بالإساءة وقد استقبل النقاد تلك الأعمال بالكثير من الحفاوة ولكنه إحساس عام بالدونية صار من أبجديات الحياة الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعى.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

التضامن:11 مليار جنيه زيادة بمخصصات معاش تكافل وكرامة فى الموازنة الجديدة

أزمة مباراة القمة.. 3 سيناريوهات أمام لجنة التظلمات فى اجتماع اليوم

تشييع جثمان الفنان السوري من أصول فلسطينية أديب قدورة اليوم بدمشق

مقتل إنفلونسر فى المكسيك خلال بث مباشر.. والسلطات تؤكد إجراء تشريح للجثة.. صور

فى ختام جولته الخليجية.. ترامب يلتقى محمد بن زايد اليوم فى الإمارات


رفع الحد الأقصى لسن المتقدم بمسابقة معلم مساعد من معلمى الحصة حتى 45 عامًا

ضبط عملات أجنبية بقيمة 17 مليون جنيه فى السوق السوداء

وظائف فى الإمارات برواتب تصل إلى 4000 درهم شهريا.. التفاصيل

أزمة مباراة القمة.. التظلمات تستمع لأقوال رئيس لجنة المسابقات قبل إصدار القرار

قرار هام من وزير التربية والتعليم لمعلمى الحصة بعد قليل


أكرم القصاص يكتب: جولات ترامب.. صفقات وتحولات الحرب والسلام

منتخب الشباب يواجه المغرب في نصف نهائي أمم أفريقيا تحت 20 سنة.. اليوم

الطقس اليوم الخميس 15-5-2025.. أجواء حارة نهارا والعظمى بالقاهرة 30 درجة

180 دقيقة حاسمة.. محمد صلاح يطارد الذهب والأرقام القياسية في إنجلترا

أمير قطر يفاجئ ترامب بهدية غير متوقعة بعد توقيع اتفاقيات تاريخية

حريق بكورنيش مصر القديمة.. والحماية المدنية تتمكن من إخماده (صور)

موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا

الفنان محمد غنيم مهدد بالسجن 3 سنوات.. وهذه فرصته الأخيرة

موعد مباراة الأهلي أمام البنك فى دوري nile والقناة الناقلة

ريال مدريد يقلب الطاولة على مايوركا ويحافظ على آماله فى المنافسة على لقب الليجا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى