سلطان القاسمى.. سلطان العاشقين

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم وائل السمرى
«كل عين تعشق حليوة.. وانتى حلوة فى كل عين» كلمة قالها شاعر مصر الكبير «أحمد فؤاد نجم» فى إحدى قصائده واصفا «مصر»، موحيًا للجميع بأن حب مصر ليس اختيارًا وإنما جبر محبب، فللجمال قوة آسرة، تكبل كل من له عينان تريان الجمال وتتأملان فيه، لكن للأسف حينما يخفت هذا الجمال عن الأنظار يتفرق مدّعو العشق ويتنكرون لـ«الجميلة»، إلا أولى العزم من العشاق، فيظلون على عشقهم يناجون حبيبتهم ويتفننون فى وصفها ومناجاتها، لا يبعدهم عنها شىء ولا يفرق بينهم وبينها مفرق، وإلى هذا النوع ينتمى الشيخ «سلطان القاسمى» حاكم إمارة الشارقة والعاشق الأبدى لتراب مصر وتراثها وحضارتها الذى حوله العشق من «أحد العشاق» إلى أحد الأدلة الإنسانية المبهرة على جمال مصر.
 
عشرات السنين مرت على وجود «سلطان محمد بن صقر القاسمى» الطالب بكلية الزراعة جامعة القاهرة فى مصر، لكن من يسمع حديثه ويتأمل انفعالاته وهو يتذكر مصر وأهلها فسيوقن تمام اليقين أن بلدنا لم يغب عنه يوما واحدا، وأنه ظل محفورا فى وجدانه العامر بالمحبة.
 
جاء سلطان العاشقين المتيمين بمصر «سلطان القاسمى» إلى أرض الكنانة ليفتتح دار الكتب والوثائق القومية، فاحتفلت به مصر كلها، كما لم تحتفل بأحد، كتب جميع الكتاب من جميع الأطياف السياسية والفكرية مرحبين بقدوم الشيخ الجليل المحب، أذاعت كلمته جميع القنوات الفضائية، تفنن الجميع فى استعراض كلمة صاحب السمو الوطنى، نزلت كلماته بردًا وسلامًا على الجميع، فهمها الجميع وأحبها الجميع، وذلك لأنه يتكلم لغة لا تخطئها القلوب والعقول، يتكلم لغة الحب القادرة على فتح خزائن الروح وإعمار الأفئدة بنسائم النشوة.
 
لصاحب السمو الشيخ سلطان القاسمى العديد من المشاركات الإيجابية فى تنمية مصر وتطويرها، لكن المدهش فى أمر هذا الرجل أنه كلما أتى إلى مصر ليفتتح أحد إنجازاته أو ليعلن عن أحد تبرعاته استعرض ما يدين به لمصر، وكأنه يقول للجميع إنه لم يأت دائنا بل مدينا، وليعلم الجميع أيضا درسا مفاده أنه ما بين المحبين حساب، ولذلك فقد أصبح من القلائل الذين لا نشعر تجاه عطاياهم بالخجل أو بالريبة، لأننا نعرف أنه «محب» وأنه «متيم» وأنه ابن حقيقى لمصر وإن اختلفت الأوراق الرسمية.
 
يد تبنى ويد تحمل «الكتاب» هذا هو المنهج الذى يتبعه الشيخ «سلطان القاسمى» فى عطاياه الممتدة لمصر والمصريين، فالقاسمى حينما يفكر فى مساعدة مصر فإن أول ما يفكر فيه هو تدعيم قوتها الناعمة سواء عن طريق رعاية الأدب والتاريخ مثلما حدث فى إنشائه دار الوثائق أو رعاية الأدباء والمثقفين عن طريق منحه 20 مليون جنيه كهبة لاتحاد الكتاب لعلاج الأدباء غير القادرين، ولعل حكومتنا تستوعب هذا الدرس البليغ وتدرك أن قوة مصر الحقيقية تكمن فى أدبها وثقافتها وتاريخها فتعمل بما يحافظ على هذه القوة.
 
نشر هذا المقال فى الجمعة، 15 مايو وأعيد نشره احتفالا بزيارة سموه إلى القاهرة.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كيف تتعامل مع النيران إذا اندلعت داخل شقتك.. اعرف التفاصيل

اللحظات الأخيرة فى حياة تيمور تيمور.. أنقذ ابنه من الغرق قبل وفاته غرقا

نسرين طافش تتغزل فى زوجها: أحسن راجل فى الدنيا وربنا جمعنا من غير تخطيط

التحفظ على فنانة تشكيلية بحالة عدم اتزان تسببت في حادث أعلى محور 26 يوليو

أشرف زكى يكشف سبب رحيل مدير التصوير تيمور تيمور: توفى غرقا


وفاة مدير التصوير تيمور تيمور.. ونقابة المهن التمثيلية تنعى الفقيد

فرص عمل جديدة بمرتبات تصل لـ9 آلاف جنيه.. اعرف الشروط والأوراق المطلوبة

موعد آخر موجة حارة فى صيف 2025.. الأرصاد تكشف حقيقة بداية الخريف

خريطة العام الدراسى الجديد 2026.. موعد بدء الدراسة والامتحانات والإجازة

وفد من وزارة الثقافة ونقابة الممثلين يزور نجوى فؤاد فى منزلها بعد استغاثتها


عدى الدباغ يقود هجوم الزمالك أمام المقاولون وكايد أساسيا

توتنهام يضرب بيرنلي 3-0 فى البريميرليج.. وتعادل برايتون ضد فولهام

الراجل يقرب يا خونة.. مصريون يتصدون لتجاوزات الإخوان أمام سفارة مصر بهولندا.. فيديو

توتنهام ضد بيرنلي.. قاعدة جديدة تطبق بالدوري الإنجليزي لأول مرة "فيديو"

فيلم الشاطر يحقق 80 مليون جنيه خلال شهر من عرضه بالسينمات

القبض على المتهمين بالتشاجر بسبب حادث توك توك فى مدينة 6 أكتوبر.. صور

سفير مصر في لاهاي يتسلم قطعًا أثرية تنتمي للحضارة المصرية القديمة من هولندا

أب يشرع فى قتل نجله بسبب تجديد باقة الإنترنت فى الإسكندرية

مؤسس المطبخ العالمي خوسيه أندريس يصل قطاع غزة لتقديم الطعام للسكان.. صور

وزارة التعليم: حظر تحصيل أية مبالغ مالية من أولياء الأمور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى