مصر تقود أفريقيا.. كيف تفتح رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى باب الحسم فى الحرب ضد الإرهاب؟.. خبرات القاهرة فى المواجهات تسهم فى تراجع أعمال العنف بالقارة السمراء.. ونشر الفكر المعتدل أبرز التحديات

مصر تنتظر تسلم رئاسة الاتحاد الأفريقى
مصر تنتظر تسلم رئاسة الاتحاد الأفريقى
كتبت: هناء أبو العز

بخبرات أثقلتها التحديات تستعد الدولة المصرية لفتح صفحة جديدة من تاريخها على صعيد السياسة الخارجية مع تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى منتصف الشهر الجارى، فى خطوة يعول عليها كثيرون داخل القارة السمراء لحل مشكلات الدول الأفريقية وفى مقدمتها التصدى لأعمال العنف والإرهاب، ونزع فتيل الأزمات العرقية والحروب الأهلية وغير ذلك من التحديات التى تواجهها القارة بأكملها.

 

ومع تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى، وبعد مسيرة امتدت لما يزيد على 6 سنوات كاملة للقفز فوق آثار سنوات القطيعة والعزلة الأفريقية فى العهود السابقة، يظل ملف مكافحة الإرهاب أحد أهم الملفات التى تستطيع مصر دعم دول القارة من خلاله، فضلاً عن حاجة تلك الدول لخبرات الدولة المصرية فى هذا المجال.

وأكد خبراء، على أن خبرات مصر وإمكانياتها الأمنية وما تمثله قوة الدولة المصرية الناعمة ممثلة فى الأزهر والكنيسة، بإمكانها لعب دور بارز فى مكافحة الإرهاب داخل القارة، مشددين على أن الحلول الأمنية وحدها لا تكفى فالاتحاد الأفريقى يحتاج استثمار قدرات مصر للمساهمة فى نشر الفكر المعتدل ومكافحة التطرف.

 

وقالت الدكتورة هبة البشبيشى، الباحثة فى معهد البحوث الأفريقية بجامعة القاهرة، إن كل دول القارة تقريبا تعتمد فى مواجهتها للإرهاب على دول أخرى، مثل منطقة غرب أفريقيا التى تعتمد بكاملها على قوات فرنسية، باستثناء مصر التى تحارب الإرهاب فى معركة شاملة بجهود وطنية خالصة، وهو ما يجعلها أكثر قدرة على مساندة دول القارة، خاصة فى ظل اشتراكها معهم فى الوعى بطبيعة المنطقة، واتحاد دوائر الأمن القومى بين القاهرة والظهير الأفريقى، مشددة على أن التحرك المصرى فى هذا الاتجاه سيحقق نجاحا سريعا وسهلا، فى ظل أن الدعم الغربى لدول القارة فى معركتها مع الإرهاب لم يحقق آثارا ملموسة وحقيقية حتى الآن.

 

ولفتت "البشبيشى" لـ"اليوم السابع"، إلى أنه حال تفعيل التجربة المصرية على مستوى القارة، فستكون الفروق واضحة للغاية، وهو ما يمنح القاهرة موقعا أفضل على سلم التنسيق والعلاقات مع دول القارة، إضافة إلى أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى ستضمن لها حضورا أكثر استمرارية وفاعلية على خريطة القارة، وستساعدها على ابتكار واقتراح آليات عملية وتنسيقية داخل الاتحاد لنقل الخبرات المصرية، وتعزيز التعاون، وتسهيل العمل المشترك بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات الدينية فى الجانبين.

 

وأكدت هبة البشبيشى فى حديثها، على أن مواجهة الإرهاب فى أفريقيا يجب أن تعتمد على طريقتين، الأولى مباشرة تتمثل فى المواجهة التكتيكية على الأرض بالاتفاق بين كل الدول، والتحرك من خلال خطط استراتيجية مدروسة بعد توافر المعلومات، والقضاء على أوكار وتكتلات المتطرفين لمنع الإرهاب من منبعه، والثانية تتمثل فى إحلال أفكار تنموية محل أفكار الإرهابيين، وإعادة الإعمار، وإطلاق مسيرة التنمية المستدامة، والقضاء على البطالة وأسباب التطرف بشكل شامل.

 

وبإمكان الدولة المصرية عبر مؤسساتها الدينية المساهمة بقوة فى نشر الفكر المعتدل، والتصدى فى المقابل للأفكار المتطرفة والتى من شأنها محاربة الإرهاب من جذوره والعمل على منع اتساع رقعة معتنقى الفكر المتطرف.

 

بدوره، قال الإعلامى النيجيرى ناصر الرفاعى، إن دول غرب أفريقيا وبالتحديد نيجيريا ومالى والنيجر وتشاد وبعضًا من وسط أفريقيا تعانى كثيرًا من الإرهاب، والذى كان منبعها نيجيريا باعتبار أن بوكو حرام أم الجماعات الإرهابية الكبرى، لأن نيجيريا هى من أكبر الدول الأفريقية وهى مركز للتجارة.

وأضاف الرفاعى، أن الإرهاب فى نيجيريا أثر كثيرًا على اقتصادها، والحكومة السابقة التى بدأ الإرهاب فى عهدها لم تطلب التعاون الكافى من الدول المجاورة، لكى تقضى على هذا السرطان المتفشى، والسياسيون النيجيريون استغلوا هذه الظاهرة من أجل مصالحهم السياسية على حساب أرواح الناس، حيث كانت هناك ميزانيات كبيرة للجيش النيجيرى تخصص من أجل مكافحة الإرهاب إلا أنه كان يتم الاستيلاء عليها.

 

وأضاف الإعلامى النيجيرى، أن الرئيس النيجرى الحالى محمد بخارى، كان من أولوياته مكافحة الإرهاب ولم يكن هذا يصح دون أن يقضى على الفساد ويستبعد المفسدين ويسترد أموال الشعب من البنوك الإنجليزية والسويسرية، لأن خزينة الدولة كانت خاوية، وبالفعل يحدث هذا الآن، متابعا: "أصبحت الفرصة سانحة الآن للقضاء على الإرهاب فى أفريقيا كلها، بتعاون الرئيس النيجيرى والمصرى، خاصة بعد تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى"، معتبرًا أنه شاهد عيان على نجاح مصر فى القضاء على هذه الظاهرة بها.

 

وأوضح الرفاعى، أن الملفات التى سيناقشها الاتحاد الأفريقى فى دورته لهاذ العام كلها تصب فى صالح تنمية أفريقيا بدءًا من ضرورة اعتماد الاتحاد الأفريقى على أمواله بعيدا عن الشركاء الغرببين الذين يسعون لتفتيت الشعوب الأفريقية من أجل مصالحهم، والقضاء على الإرهاب الذى سيكون انطلاقة من أجل تنمية بشرية واقتصادية واجتماعية فى القارة السمراء.

 

وفى تصريحات لـ"اليوم السابع"، قال الدكتور محمد عبدالكريم، الباحث فى معهد الدراسات المستقبلية بالعاصمة اللبنانية بيروت، إن التجربة المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب رائدة وملهمة لكثير من الدول، مؤكدا فى الوقت نفسه أن الملف فى أفريقيا أكثر تعقيدا مما يتخيل البعض، وأنه لا يمكن إرجاع ظاهرة الإرهاب فى القارة إلى سبب واحد، فى ضوء تشابك العوامل الداخلية والإقليمية والدولية بشكل مركب ومتداخل.

 

وأضاف عبد الكريم، أن مصر سيكون لها دورا كبيرا خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى فى 2019، فى ضوء ما تملكه من خبرات كبيرة فى استراتيجيات وآليات مكافحة الإرهاب على كل المستويات الأمنية والفكرية، كما أن هذه الرئاسة ستشكل علامة فارقة فى مسار الاتحاد، وفى ملف مواجهة الإرهاب بشكل خاص، وربما بدأت مؤشرات هذا التحول تتضح من خلال عدد من التحركات العملية، أبرزها تولى مصر تدريب قوات من إقليم الساحل والصحراء على مكافحة الإرهاب، وتسريع أجهزة الدولة لمسار عملها فى وضع تصورات مختلفة لإدارة الاتحاد فى المرحلة المقبلة، والعمل على تحقيق قدر أكبر من الاندماج والتكامل فى العمل الأفريقى بشكل يستند إلى قوة مصر الناعمة وميراثها الحضارى والثقافى وروابطها التاريخية بالقارة، وكل هذا تدعمه تجربة نضالية تحظى بتقدير كل الأفارقة.

 

ويرى الدكتور أيمن شبانة، الأستاذ فى معهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، أن مصر تستطيع دعم أفريقيا بما هو أكبر من المساندة الأمنية واللوجستية، وذلك بالنظر إلى خبراتها الواسعة، وحقيقة أن انتشار الإرهاب فى دول القارة السمراء يعود لأسباب عدة، أبرزها الفقر وتراجع الاقتصاد والتعليم والثقافة، وهو ما يحتاج جهودا فى مسارات متوازية، سعيا إلى دعم قدرات المؤسسات الأمنية فى هذه الدول، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والسيطرة على مسارات تنامى وتدفق الخطابات المتطرفة.

 

وأشار شبانة، فى حديثه لـ"اليوم السابع" إلى أن حركات السلفية الجهادية المنتشرة فى أفريقيا، بدأ ظهورها خلال تسعينيات القرن الماضى، والسبب وراء هذا الانتشار السريع يعود إلى عدم قدرة المؤسسات الدينية المعتدلة فى هذه الدول على مواجهة الخطاب المتطرف، أو بالأحرى عدم قدرتها على طرح خطاب دينى واقعى، قادر على تفهم واستيعاب متطلبات العصر ومتغيراته الهيكلية المتسارعة، وهو ما يحتاج مساندة عاجلة وعميقة من مصر فى هذا المسار، مشددا على أن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والكنيسة الأرثوذكسية ومؤسسات مصر الدينية كافة، بإمكانها لعب دور رئيسى فى تجديد الخطاب الدينى، وتحسين صورة مصر، وتعميق الصلات والروابط بين القاهرة ودول القارة، عبر المدارس وحركة النشر والبعثات، بهدف صقل الخبرات ووضع مصر على خريطة الوعى الدينى والروحى للأفارقة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

5 طرق فعالة للتخلص من دهون الخصر

5 طرق فعالة للتخلص من دهون الخصر الإثنين، 18 أغسطس 2025 08:00 ص

الأكثر قراءة

الأهلي يفحص ركبة محمد علي بن رمضان اليوم استعداداً لمواجهة غزل المحلة

فيريرا يفتح ملف مودرن سبورت ويبحث عن استعادة نغمة الانتصارات

تعرف على مواعيد حفلات مهرجان القلعة للموسيقى والغناء وأسعار التذاكر

اعترافات تشكيل عصابي بتهمة سرقة هواتف المحمول تقودهم للمحاكمة

أوسكار رويز يرفض إلغاء قرار طرد محمد هاني بعد شكوى الأهلي


تخفيضات 50%.. تعرف على أسعار اشتراكات القطار الخفيف

خلال ساعات.. نظر محاكمة 6 متهمين بخلية داعش أكتوبر

رايان رينولدز يظهر في فيلم مارفل الجديد Avengers: Doomsday

موعد مباراة الزمالك ومودرن سبورت فى الدوري المصري والقناة الناقلة

مواعيد الأتوبيس الترددى على الطريق الدائرى وموعد غلق المحطات


بعثة يد الزمالك تتوجه إلى رومانيا لدخول معسكر مغلق استعدادا لبطولة العالم

سامح حسين يعلن وفاة الطفل حمزة ابن شقيقه عن عمر يناهز الـ 4 سنوات

أتلتيكو مدريد يتلقى خسارة قاتلة أمام إسبانيول في الدوري الاسباني.. فيديو

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

فييرا: الزمالك يحتاج صفقتين خبرة وألفينا رائع والمال سبب انتقال زيزو للأهلى

أخبار 24 ساعة.. تفاصيل وموعد أول أيام شهر رمضان 2026 فلكيًا

أتلتيك بلباو ينتصر على إشبيلية 3-2 في الجولة الأولى من الدوري الإسباني

تفاصيل وموعد أول أيام شهر رمضان 2026 فلكياً

محمود سعد: أنغام تعانى من ألم شديد والأكل فى تراجع ومفيش كلام عن موعد خروج

نجاة الفنان شريف خير الله من الغرق ويعلق: كنت هروح فيها

لا يفوتك

5 طرق فعالة للتخلص من دهون الخصر

5 طرق فعالة للتخلص من دهون الخصر الإثنين، 18 أغسطس 2025 08:00 ص


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى