"الموانئ" مفتاح جديد للنفوذ الصينى فى 3 قارات.. جيبوتى آخر عناقيد العلاقات التجارية بين بكين والقارة السمراء.. 12% من التجارة البحرية تمر منها.. الصين تسيطر على 42 ميناء استراتيجيا فى 34 دولة وقلق فى واشنطن

الموانئ
الموانئ
كتبت: إنجى مجدى
قضت الصين ما يقرب من خمس سنوات فى تمويل خطة كبرى لكسب نفوذ عالمى أوسع من خلال تمويل المشروعات الكبرى فى آسيا وأوروبا الشرقية وأفريقيا، وذلك فى إطار مشروعها الضخم "مبادرة الحزام والطريق" الذى ينطوى على إنفاق 1 تريليون دولار فى مساعدات البناء والاستثمارات فى أكثر من 100 دولة حول العالم.
 
وتستهدف استثمارات الصين الأكبر بلدان مثل باكستان ونيجيريا، بهدف توسيع قوة بكين الجيوسياسية والوصول إلى الموارد الطبيعية مثل المعادن والنفط. لكنها تنفق المليارات على مشاريع فى بلدان أصغر، فلقد أعلن الرئيس الصينى شى جين بينج، فى سبتمبر 2018، إن بلاده ستقدم 60 مليار دولار من الدعم المالى لأفريقيا، بما فى ذلك خطوط الائتمان والمنح وتمويل الاستثمارات.
 
وفى إطار خطتها التى تجمع بين الحزام الاقتصادى بطريق الحرير البرى والطريق البحرى الذى يربط الصين بأوروبا عبر جنوب شرق آسيا، وآسيا الوسطى والشرق الأوسط، اتجه التنين الصينى للسيطرة على عدد من الموانى الاستراتيجية فى هذه المناطق التى تنطوى عليها المبادرة.
 
 
وفقا لوزارة النقل الصينية، شاركت الشركات الصينية فى بناء وتشغيل ما مجموعه 42 ميناء فى 34 دولة فى إطار مبادرتها التى أطلقتها قبل خمس سنوات. وتشمل هذه الموانئ ميناء بيريوس فى اليونان وميناء هامبانتوتا فى سريلانكا وميناء جوادار فى باكستان.  كما وقعت بكين أيضا 38 اتفاقية بحرية ثنائية وإقليمية تغطى 47 دولة على طول الطرق التجارية.
 
واحدة من هذه الموانى تقع عند بوابة جيبوتى التجارية التى تقع بين آسيا وأوروبا مما يمنح الصين سيطرة تجارية على هذه الجهة من أفريقيا. وبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، الأمريكية، فإن شركة تشغيل الموانئ الصينية تسيطر على محطة حاويات استراتيجية فى شرق أفريقيا، حيث تعيد تشغيل العمليات والبنية التحتية فى موقع بالغ الأهمية لمساعى بكين للسيطرة على الممرات التجارية البحرية بين آسيا وأوروبا.
 
وقال مسؤولون بحريون إن شركة "تشينا ميرشانتس بورت هولدينجز" استحوذت بالكامل على العمليات فى محطة حاويات دورالى فى جيبوتى، فى حين أن شركة الإنشاءات الصينية للهندسة المدنية المملوكة للدولة وشركة الصين للانشاءات الهندسية، قد أقامتا مرفأ جديدا متعدد الأغراض بجوار مرافئ المواشى والصلب والسلع الأخرى.
 
وتعطى هذه البوابات أولوية فى التعامل مع رسوم الشحن إلى السفن الصينية، مما يمنح الشركات الصينية وعملائها فى مجال الشحن السبق فى السباق نحو تقديم أكبر قدر ممكن من البضائع فى أقصر وقت للأسواق الأوروبية.
 
 
ويمر عبر ميناء جيبوتى حوالى 12٪ من إجمالى التجارة البحرية التى تنقلها عشرات السفن المتخذة طريقها إلى قناة السويس. ولا توجد موانئ أخرى على طول الساحل الشرقى لأفريقيا ذات بنية تحتية تمكنها من التعامل مع البضائع وتخزينها ونقلها بين السفن. كما أنها بوابة لأسواق شرق إفريقيا ويمكنها التعامل مع كميات متزايدة من الواردات والصادرات.
 
يجعل الموقع البلد والميناء موقعًا جيوسياسيًا مهمًا للدول التى تسعى إلى التأثير فى المنطقة، لذا فإنه ربما يمثل جبهة سباق جديدة بين واشنطن وبكين. وبحسب الصحيفة الأمريكية يوجد لدى الولايات المتحدة منشأة عسكرية بالقرب من الميناء الذى تستخدمه لرصد حركة المرور البحرى المرتبطة بالشرق الأوسط، وهى مهمة أساسية فى جهودها للحد من جماعة الشباب الإرهابية شرق أفريقيا.  لكن للصين أيضا قاعدة عسكرية فى جيبوتى، وهى الأولى لدى بكين فى بلد أجنبى.
 
وكان جنرال البحرية توماس والدهاوزر، وهو أكبر ضابط بالجيش الأمريكى لأفريقيا، حذر أمام جلسة للكونجرس، العام الماضى، أن الجيش الامريكى قد يواجه عواقب كبيرة إذا ما استولت الصين على الميناء فى جيبوتى.
 
ومع ذلك فإن التغييرات الجارية فى جيبوتى، وهى دولة صغيرة متمركزة فى موقع استراتيجى فى القرن الإفريقى عند مفترق طرق للتجارة بين آسيا وأوروبا، تأتى وسط تنامى التحديات القانونية لتوسع الصين فى الميناء. إذ كانت شركة موانئ دبى العالمية، وهى واحدة من أكبر شركات تشغيل الموانئ فى العالم، قد رفعت دعوى قضائية، العام الماضى، ضد منافسين صينيين بشأن إلغاء عقد امتياز طويل الأجل لإدارة محطة حاويات فى جيبوتى. ومن المقرر أن تستمع المحكمة العليا فى هونج كونج إلى القضية، منتصف أكتوبر.
 
ورغم القلق بشأن الصين، تقلل الولايات المتحدة من وجودها العسكرى الصغير فى إفريقيا. وقال مسؤول فى موانئ دبى العالمية: "نحن نشعر بالحيرة بسبب تخاذل الولايات المتحدة الأمريكية". وأضاف: "جميع الإمدادات التى تصل لقاعدتهم تأتى من خلال الميناء، وإذا وقعت فى أيدى الصينيين، قد تكون هناك مشاكل كبيرة".
 
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فيفا يخطر الزمالك رسميًا برفع عقوبة إيقاف القيد بعد دفع مستحقات بوطيب

إصابة عاملين سقط عليهما حائط فى مدينة الشيخ زايد

الكرملين: اتصال بوتين وترامب سيجري 5 مساء ويستند على نتائج محادثات إسطنبول

استقبال رسمى ومباحثات ومؤتمر صحفى بين الرئيس السيسى ونظيره اللبنانى.. فيديو

موعد مباراة الأهلى والزمالك فى نصف نهائي سوبر السلة


موعد مباراة برايتون ضد ليفربول في الدوري الإنجليزي

محمد صلاح يتربص بالأرقام القياسية فى ليلة التحديات والإنجازات بالبريميرليج.. ليفربول يطمح لكسر لعنة الممر الشرفي ضد برايتون.. الفرعون يسعى للحفاظ على حلم الحذاء الذهبي الأوروبي.. وينتظر دخول قائمة عظماء أفريقيا

سعيد الشحات يكتب: إيلي كوهين.. الجاسوس الذي زرعته إسرائيل في سوريا.. روايات عديدة لكيفية افتضاح سره والقبض عليه.. ساحة المرجة شهدت إعدامه وجثته ظلت معلقة ساعات.. وإسرائيل حاولت استعادة رفاته طوال 60 عاما

أكرم توفيق يخوض اللقاء الأخير بقميص الأهلى أمام فاركو.. اعرف التفاصيل

التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة


هل تنتهى "العداوة المصطنعة" بين الأهلي والإسماعيلى بعد إلغاء الهبوط؟

كريم نيدفيد يفضل الانتقال لهذا النادى بعد الرحيل عن الأهلى

تطورات تمديد عقد حمزة علاء مع الأهلى بعد رفض عرض الزمالك

ترتيب الحذاء الذهبي الأوروبى 2025.. مبابي يتفوق على محمد صلاح

أمن الجيزة يفحص مشتبه بهم لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

إعلام إسرائيلى: إدخال 30 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة خلال الأسبوع الجارى

فحص كاميرات المراقبة لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته قبل إعدامه بساعات؟

ذكرى ميلاد يوسف إدريس.. أفلام مأخوذه عن أعماله الأدبية

وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى