الفضائح تطارد قطر.. "صنداى تايمز" تكشف وثائق مسربة لرشاوى الدوحة السرية للفيفا.. الإمارة قدمت 880 مليون دولار للاتحاد الدولى مقابل استضافة كأس العالم 2022.. وقناة الجزيرة وقعت عقدا ضخما بحقوق البث لإتمام الصفقة

أيام قليلة تفصلنا عن انعقاد الاجتماع الهام لمجلس الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، برئاسة جيانى إنفانتينو، المقرر تنظيمه على مدار يومى 14 و15 مارس الجارى، فى مدينة ميامى الأمريكية لمناقشة العديد من الملفات المتعلقة بكرة القدم، والتى يأتى على رأسها الرؤية الجديدة لتنظيم نسخة بطولة كأس العالم 2022.

مع اقتراب اجتماع مجلس الاتحاد الدولى لكرة القدم، لا تزال تنكشف الأسرار حول الفساد الذى حسم حصول قطر على أحقية تنظيم البطولة الكروية الأهم فى العالم، وينسدل الستار عن صفقات حكام الدوحة والرشاوى التى اعتمدوها من أجل استضافة بطولة كأس العالم لعام 2022، ففى الوقت الذى سيناقش فيه "فيفا" خلال اجتماعه المقبل زيادة عدد المنتخبات المشاركة فى بطولة كأس العالم 2022 التى تستضيفها قطر إلى 48 منتخبا بدلا من 32، كذلك إشراك دول أخرى بجانب قطر فى تنظيم المونديال، ظهرت ملفات مسربة تكشف عن مفاجئات جديدة فى هذه القضية الشائكة.

أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى

الوثائق المسربة حصلت عليها صحيفة "صنداى تايمز"، ونشرت منها تقارير تفيد بأن قطر عرضت سرا مبلغ 400 مليون دولار للفيفا قبل 21 يوما فقط من حصولها على حق تنظيم كأس العالم 2022، كما كشفت الوثائق عن أن مسئولين تنفيذيين من قناة الجزيرة القطرية المملوكة للدولة والتى كان يملكها ويسيطر عليها أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى، وقعوا عقدا تلفزيونيا يقدم العرض الضخم، بحيث تحصل القناة القطرية بموجبه على حقوق البث التليفزيونى لكأس العالم 2018 و2022 فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك فى مقابل تجاهل اتفاقيات حقوق البث التليفزيونى الأخرى قبل اختيار الدولة المستضيفة.

وقالت التقارير، إن العقد تضمن أيضا رسوم نجاح لم يسبق لها مثيل بقيمة 100 مليون دولار سيتم دفعها للفيفا فقط إذا نجحت قطر فى اقتراع كأس العالم 2010، وذلك حسب ما نقلته صحيفة "تليجرام" البريطانية، عن "صنداى تايمز".

المستندات المسربة تشير أيضا، إلى أنه فى حالة منح مسابقة كأس العالم 2022 إلى دولة قطر، فأن هناك عقودا تضمن عرضا بقيمة 100 مليون دولار سيتم دفعها لحساب مخصص للفيفا، كما أوضحت أنه من المتوقع حصول الفيفا على دفعة بملايين الجنيهات، والتى تتضمن جزءا من رسم النجاح البالغ 100 مليون دولار، وذلك فى الشهر المقبل بموجب شروط العقد.

تشير صحيفة "صنداى تايمز"، أيضا إلى أن قطر قدمت عرضا آخر بقيمة 480 مليون دولار بعد 3 سنوات، وهو ما يعنى أن الفيفا عرضت مباشرة على دولة قطر مبلغ 880 مليون دولار فى جهودها مقابل احتفاظها بحق استضافة كأس العالم 2022.

وفقا للصحيفة، هذا العقد هو الآن جزء من تحقيقات الشرطة السويسرية على قضية الرشوة، ومن المرجح أن تثير هذه الإدعاءات مزيدا من الريبة حول ما إذا كانت قطر اشترت بالفعل حق استضافة كأس العالم التى ستقام فى العاصمة الدوحة خلال ثلاث سنوات.

وقال داميان كولينز رئيس اللجنة الرقمية والثقافية والإعلامية والرياضية، لصحيفة "صنداى تايمز"، إن الفيفا يجب أن تجمد مدفوعات قناة الجزيرة، وأن يجرى تحقيقا فى العقد الذى يبدو أنه ينتهك بوضوح القواعد، ويأتى هذا فى الوقت الذى رفض الفيفا التعليق على صحيفة وثائق ومعلومات "صنداى تايمز".