رياض الصالح الحسين

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
للكتابة أن تذهب حيث تشاء، وللإبداع أن يقول ما يشاء فى الجمال والفن، لكن يظل الشعر هو المملكة الأولى التى تأخذ بالروح وتذهب بعيدا، ويظل الشعراء فى كتابتهم عن الفرح والألم خير من يكتبون ويعبرون.
 
وأنا اليوم أريد أن أكتب عن الشاعر رياض الصالح الحسين الذى خطفه الموت كى يكمل قصيدته، وهو فى الثامنة والعشرين من عمره، حيث ولد فى 1954 ورحل فى 1982، سنوات بالنسبة للآخرين قليلة، لكنها بالنسبة للشاعر عمر كافٍ للخلود.
 
هو بالنسبة إلىّ ظاهرة ثقافية غريبة بحياته الشخصية وظروفه الخاصة وبإنتاجه أيضا المختلف، بلغته وإيقاعه، وبقول المحايدين بأنه مات فى مستشفى المواساة فى دمشق فى «ظروف غامضة».
 
قلت فى نفسى إن أفضل ما أقوله عن الشاعر شعره، ورأيت أن رياض الصالح الحسين كان مثلى متعاطفا مع الكاتبة المنتحرة سلفيا بلاث «1932-1963»، التى اضطرتها الظروف النفسية بأن تضع رأسها فى فرن الغاز، لذا سوف نقرأ معا قصيدته «سلفيا بلاث» من مجموعته الشعرية «خراب الدورة الدموية» التى صدرت فى دمشق 1979:
 
«أذكر أنَّ المرأة الزرقاء عندما رأتنى أبكى جثثًا وفقراء/قالت: عيناك مرآتان لخمسين قارَّة من الوجع/ والانتظار/ وقالت المرأة التى ترتدى العاصفة والوحوش: أنت تعرف الكثير عن صبايا الأزقَّة المغلَّفات/ بالأقفال البلاستيكيَّة الملوَّنة/ والأطفال الأغبياء المتمسِّكين بالأحصنة الخشبيَّة/ ونهود الأمَّهات/ وقالت المرأة بعد أن فتحت شاشتى عينيها: كان ثمَّة عاشق يرعى فيهما شجرًا ومعتقلات».
 
«يداك قاسيتان ووديعتان/ وأصابعك نحيفة ومعذَّبة/ فهل لمست بهما الرغيف الثمين أو الشفاه الرماديَّة المرتعشة؟/ هل قبضت على العالم؟/ وقالت المرأة لى: أنت تهذى كثيرًا بأسماء الأسماك والأعشاب البحريَّة/ وتفتح مملكة دماغك ليل نهار لقوافل الغجر التائهة/ وتمزِّق بأظافرك لحم الأبواب والجدران السميكة/ فأى الأشياء أحبّ إليك: أن تمضغ بشراسة رؤوس العصافير؟ أو أن تكسّر الصحون والموائد المصنوعة/ من خشب الجوز؟».
 
«وقالت لى أيضًا/ وهى تنظر إلى الرأس/ المشوّه المتوتّر فى لوحة لسعد يكن: أمك بجانبك تنحنى عليك كيمامة/ وأصدقاؤك يقبلون فى المناسبات/ وأنا أدفئك فى ليالى تشرين الباردة/ وأرسل إليك الأحلام الشاسعة والمكاتيب/ فماذا تطلب غير ذلك؟!.. أتريد أن تفجّر النبع؟ أم تودّ أن تحرث المجرّة؟».
 
«وقالت المرأة القاسية: أبتكر لك الدنيا/ خمسة جدران بيض/ وسريرًا أبيض/ ووردة بيضاء فى كأس: وكان يمكن أن أبتكر نعشًا».
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

توقف القطارات فى إسرائيل.. والحرائق تنتشر بسرعة من الشمال إلى الجنوب

شوط سلبى بين ليون سيتي سيلورز ضد الشارقة فى نهائي أبطال آسيا 2

أول تعليق رسمى على مصرع راكبة كازاخستانية إثر سقوط لوحة إعلانية بمطار شرم الشيخ

الرئيس السيسى: مصر كانت ولازالت الأكثر تضررا من حالة عدم الاستقرار فى ليبيا

الرئيس السيسى يتلقى تحيات ترامب ويؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن


الظهور الأول لـ زيزو وبن رمضان بقميص الأهلي فى ودية باتشوكا المكسيكي

عبد الله السعيد وزيزو خارج معسكر الزمالك بالإسماعيلية.. اعرف السبب

بابا الفاتيكان: أصلي من أجل سكان غزة وآمل فى سلام عادل ودائم فى أوكرانيا

بيراميدز يمتنع عن حضور اجتماع رابطة الأندية بعد مقاطعة الزمالك

عامل يتعرض لاعتداء بسلاح أبيض دفاعا عن زوجته فى قرية ناهيا بكرداسة


"لا سلام إلا بقيام دولة فلسطين".. أحزاب ونواب: كلمة الرئيس السيسى بالقمة العربية عكست نبض الشارع المصرى وأكدت ثوابت مصر تجاه القضايا العربية وعبرت عن 400 مليون عربي بلغة صريحة لا تحمل التأويل بحق الفلسطينيين

بطل دوري نايل 2025.. سيناريوهات تتويج الأهلي وبيراميدز فى الجولة الأخيرة

حفيد عبد الحليم حافظ: عقد زواج العندليب وسعاد حسني فيه أخطاء كارثية

حفيد عبد الحليم حافظ: العندليب لو اتجوز هينكر الجواز ليه؟! .. شيء مش عقلانى

"صفقة" ريفيرو المُرتقبة تمنع عودة أليو ديانج للأهلي فى الصيف

معلومات الوزراء: مصر أكبر منتج للتمور على مستوى العالم بإنتاج 1.87 مليون طن

الأهلي يواجه الترجى التونسى الليلة فى بطولة الكؤوس الأفريقية لكرة اليد

FBI: انفجار عيادة الخصوبة بولاية كاليفورنيا "عمل إرهابى متعمد".. صور

موعد مباراة الزمالك وبتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

سعد الصغير يعود لساحات القضاء من جديد.. اعرف التفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى