دعوة صحية للم شمل الأسرة المصرية.. "وحشتنا لمة العيلة"

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
بقلم دينا شرف الدين
نحن بصدد مناقشة ظاهرة إجتماعية ذات مؤشرات سلبية خطيرة  تلقي بظلالها علي أغلب الأسر المصرية  اللهم  إلا قليلا، وهي ظاهرة التشتت الأسري ليس فقط علي مستوي العائلة الكبيرة التي لم تعد تجتمع  إلا في الأعياد في حال إن التزم  جميع  أفرادها، و لكنها امتدت لتشمل الأسرة  الصغيرة المكونة من الأب و الأم والأبناء داخل أربع جدران  واحدة.
 
" فإن تحدثنا عن العائلة الكبيرة "، تلك التي تتكون من مجموعة من الإخوة و الأخوات و ما لديهم  من أبناء و بنات و جد و جدة علي قيد الحياة، سنجدها أسعد حالاً  نسبياً ، فالرابط الذي يربط هؤلاء ببعضهم البعض ما زال قوي و به درجة من درجات الإلتزام  الطوعي لطالما كان هناك أب و أم  لأولاد و أحفاد.
 
أما  بعد رحيل هذا الأب و هذه الأم  يُقسم  كل أخ و أخت علي دوام  العلاقة الأسرية و التجمع المعتاد إكراماً  لذكري  الأبوين و حفاظاً علي صلة الرحم  و كأنهما  ما زالا علي قيد الحياة.
 
ولكن..عادة ما تأتي الرياح. بما لا تشتهي السفن ، فسرعان  ما تفقد النوايا عقدها و تذهب الوعود أدراج  الرياح  ليتسلل البعد شيئاً فشيئاً  و يستسلم  كل شخص لطاحونة الحياة التي لا تتوقف طواعية و يجد لنفسه من المبررات المنطقية ما يباعد بينه و بين أسرته الكبيرة  ليصل الأمر في النهاية إلي اللقاء مرتين إلي ثلاث علي الأكثر بالعام  في العيدين  و ربما أول أيام رمضان !.
 
أما "الأسرة الواحدة"، و التي تتكون كما ذكرت سابقاً من الأب و الأم  و الأبناء سواء كانوا صغاراً أو كبار و لكنهم  ما زالوا غير متزوجين، وهنا تكمن الكارثة الحقيقية التي لا يلتفت إلي خطورتها كثيراً الأبوين نظراً لانشغالهم هم  أيضاً بنفس مسببات الشتات و التفكك الأسري الذي لا تظهر تبعاته مباشرة.. و لكن سرعان ما تظهر تأثيراتها السلبية لتصيب الأسرة الحالية و تزداد حدتها  لتصل إلي حد الإفتراق التام  بعد رحيل الأبوين إن عاجلاً أم آجلاً.
 
أما عن هذا المرض العضال الذي أصاب الأسرة بالتفرق فهو انشغال كل فرد من أفرادها من أصغرهم  لأكبرهم  بوسائل التكنولوجيا الحديثة  علي اختلاف أشكالها و مسمياتها، تلك التي تسللت و توغلت فتمكنت من الجميع  لتصيبهم  بالإعتياد الذي يشبه الإدمان.
 
فإذا استعرضنا صورة للأسرة التي تجلس بمكان واحد و التي من المفترض أن هناك تواصل و اتصال بين أفرادها  سواءً كانوا  مجتمعين للطعام،  إن كانوا ممن لا زالوا يلتفون معاً حول مائدة واحدة أو ممن يجلسون بمكان واحد و لكن كلٍ منهم  منفصل تماماً عن الآخر و مستغرق بعالمه الإفتراضي الخاص، مما أفقد الأسرة الصغيرة كل أنواع الترابط و أصاب مشاعرها بالجمود الذي يتطور بمرور الوقت ليقطع  أواصر المحبة و يصيب الدفئ الأسري بالتجمد ، فيعّجِل  بهذا الشتات الذي نتحسب له بعد وفاة الأبوين ليحدث أسرع مما نتصور  علي حياة عينيهما  بين الإخوة و الأخوات و الأم و الأب داخل تحت نفس السقف و داخل نفس الجدران.
 
فهل لنا أن ندرك حجم الكارثة الحقيقي و نواجهه بكل قوة لننقذ علاقاتنا الأسرية و رباطنا الذي إن فك لن نقو علي عقده من جديد؟، فالمشاعر و الروابط ما إن تجمدت و تمزقت لا جدوي من محاولات إصلاحها مجددا.
 
وعلينا أن نقر قواعد ملزمة لجميع أفراد الأسرة كبيرها قبل صغيرها بتخصيص أوقات اللقاء اليومي خاصة علي مائدة الطعام  ، شريطة إخلاء المكان من كافة أنواع  الهواتف الذكية ووسائل التواصل التكنولوجية و أي شئ من الممكن أن يشغل أي منهم  عن التواصل الفعلي بباقي  أفراد أسرته و التناقش و الإستماع الجيد و تبادل المقترحات ووضع خطط المناسبات و غيرها من الموضوعات الحياتية اليومية و الموسمية التي تشترك بها العائلة.
 
و بعد أن ينقضي وقت اللقاء المقدس الذي يحترمه الجميع ، فليفعل كل منهم ما يحلو له و ليتواصل إفتراضياً أو فعلياً مع من يريد و كيفما يشاء.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حر نار.. تحذير عاجل من الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الأربعاء 14 مايو 2025

بشرى سارة.. "التعليم" تعلن عن مسابقة فى يونيو لتعيين معلمى الحصة

5 لاعبين يستعدون للرحيل عن الأهلي وتوديع ملعب التتش

التحقيقات مع متهم بالنصب أوهم ضحاياه بقدرته على شفائهم بالعلاج الروحانى

الحرارة ترتفع لـ 44 درجة.. تغيرات مفاجأة فى حالة الطقس اعتبارا من الجمعة


زيارة ترامب للسعودية.. 600 مليار دولار استثمارات وصفقات سياسية ورفع عقوبات

التحقيقات: التيك توكر أم رودينا تمتلك حسابا بـ2.4 مليون جنيه ومحافظ إلكترونية

جنازة سما عادل إحدى ضحايا حريق خط غاز طريق الواحات من مسجد الحصرى غدا

وفاة "سما عادل" المصابة فى حريق خط غاز طريق الواحات

رئيس الوزراء يرأس اجتماع الحكومة الأسبوعى غدا ويعقبه مؤتمر صحفى


نادين نسيب نجيم تزين السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائى.. صور

اليوم العالمى للصليب الأحمر والهلال الأحمر بحضور السيدة انتصار السيسى.. فيديو

الداخلية تضبط المتهم بالاستعراض بسيارة بموكب زفاف.. فيديو

وزير العمل يعلن 1072 فرصة عمل فى الإمارات بمرتبات تصل لـ55 ألف جنيه

ترتيب جدول الدوري قبل مباريات اليوم.. الأهلى متصدرا وبيراميدز وصيفا

تصعيد عسكرى جديد فى السودان.. الجيش يواصل التقدم على 3 محاور.. نزوح 7 آلاف أسرة بالخوى والنهود خلال يومين بغرب كردفان.. والقوات المسلحة تجرى عمليات إجلاء لمدنيين فى أم درمان بعد حصار ميليشيا الدعم السريع

موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025

إيقاف مباريات الدوري الليبي في طرابلس.. والبدري ممنوع من مغادرة الفندق

تحذيرات أممية: تغير المناخ يفاقم الجوع والنزوح فى القارة الأفريقية

قتلى وجرحى باشتباكات بين الميلشيات المسلحة فى طرابلس.. تصفية قائد ميليشا بارز بمعسكر التكبالى.. استنفار عسكرى فى صفوف المسلحين بالعاصمة الليبية..حكومة الوحدة تعلن سيطرتها على "بوسليم"..ودعوات أممية لوقف التصعيد

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى