الشيخ الجوهرى الذى سماه مصطفى كامل بحكيم الإسلام والموت يمنعه من نوبل

الشيخ طنطاوى جوهرى
الشيخ طنطاوى جوهرى
كتب أحمد منصور

عالم من العلماء الموسوعيين الذين جمعوا بين علوم كثيرة، وكان واحدًا من علماء الأزهر الشريف، وصاحب منهج تفسيرى حول العلاقة بين آيات القرآن والعلم، وكان من المناضلين ضد الاستعمار، لذلك أطلق عليه الزعيم مصطفى كامل "حكيم الإسلام"، وهو الشيخ طنطاوى جوهرى "1870 ـ 1940م"، ومؤخرًا صدر كتاب "فى مناقب الشيخ طنطاوى جوهرى" لزكريا أحمد رشدى الإسكندرى"،وهو  إصدار جديد يجمع ما بين الوثيقة التاريخية التي توثق لحياة الشيخ الجوهرى، وخلال السطور المقبلة نحاول أن نستعرض حياة الشيخ الراحل، الذى ربما يغفل البعض عنها.

الشيخ طنطاوى جوهرى عالم وفيلسوف صاحب "الجواهر فى تفسير القرآن الكريم"، ولد فى قرية كفر عوض الله حجازى التابعة لمحافظة الشرقية، عندما اشتد عودة أرسله والده للكتاب لحفظ كتاب الله، وعندما اتم الحفظ التحق بالأزهر الشريف، ولكن خلال دراسته فى لأزهر اندلعت الثورة العرابية مما اضطر إلى الرجوع لقريته وذلك كان عام 1882م.

وبعد أن انتهت الثورة العربية عاد مرة أخرى للقاهرة لاتمام مرحلته الدراسية من خلال التحاقه بمدرسة دار العلوم عام 1889م، ومن خلال دراسته بها تفتحت آفاقه على ثقافات مختلفة، ويقول الشيخ الراحل عن هذه الفترة "كنت فى هذه المدرسة أقرأ ما يروى ظمأ روحى"، وتخرج منها عام 1893م.

كما استطاع الشيخ طنطاوى جوهرى تعلم اللغة الإنجليزية حيث أتقنها وترجم بعض كتبها ومنها مؤلفات اللورد افبورى كما ترجم أعمالا لبعض الشعراء الإنجليز.

 

فى عام 1900م عين الشيخ جوهرى مدرسًا بمدرسة دمنهور الابتدائية، وتنقل بين عدد من المدارس منها المدرسة الخديوية حيث بقى فيها عشر سنوات، ليعين بعد ذلك مدرسا للتفسير والحديث عام 1911م بمدرسة دار العلوم، وذلك حين تولي أحمد باشا حشمت نظارة المعارف العمومية.

تم تختيار الشيخ الراحل ضمن هيئة التدريس بالجامعة المصرية الأهلية ليلقى بها محاضرات فى الفلسفة الإسلامية، وبعد إعلان الحرب العالمية الأولى سنة 1914م نقله الإنجليز إلى المدارس الثانوية، لينتقل إلى مدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية، وهناك كون جمعية من الطلاب أسماها الجمعية الجوهرية لبث الوعى القومى والثقافى بين الشباب، ولكنه عاد للمدرسة الخديوية مرة أخرى فى عام 1917م.

عرف الشيخ طنطاوى بوطنيته من خلال مقالاته التى كان ينشرها فى جريدة اللواء، ولذلك قام البوليس خلال المظاهرات التى قامت ضد الإنجليز بتفتيش مسكنه

كان للشيخ الراحل اسهامات فى الكتابة عن الموسيقى، حيث أنه كان يهتم بها ويتحدث عنها حديث الخبير بها وربطها بالفكر الإسلامى، وتكلم عن موقف الإسلام من الأغانى والفنون، فقال "إن الموسيقى المسموعة باب من أبواب الموسيقى المعقولة" وأورد في تفسيره كثيرا من النوادر والحوادث الشخصية التى كانت الموسيقى حافزًا له فيها على ارتياد مواطن جديدة من النشاط الفكرى.

كما كان الراحل من دعاة السلام العالمى، فوضع نظرية فى هذا المجال استمدها من مفاهيم القرآن، وخلاصة رأيه فيها أن "سياسة الأمم إن لم يكن بناؤها على حساب كحساب العلوم فإن النوع الإنسانى سيحل به الدمار ولا يستحق البقاء"، فجعل علوم الرياضة والفلك والنبات والكيمياء والتشريح وعلم النفس وسيلة توصل إلى حل مشكلة السلام العام، وله كتابان وجههما إلى العالم فى هذا الشأن هما: "أين الإنسان" وكتاب "أحلام فى السياسة وكيف يتحقق السلام العام"، وبهذين الكتابين رشحه الدكتور على مصطفى مشرفة بوصفه عميدا لكلية العلوم والدكتور عبد الحميد سعيد عضو البرلمان والرئيس العام لجمعية الشبان المسلمين، لنيل جائزة نوبل عام 1939م، وبالفعل أرسلت وزارة الخارجية مؤلفات الشيخ الراحل إلى البرلمان النرويجي مشفوعة بتقرير عن جهوده في سبيل العلم والسلام وشهادات علماء إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا في قيمة هذه المؤلفات، ولكن القدر حال بينه وبين ذلك إذ يرحل عن عالمنا عام 1940م، لأن جائزة نوبل لا تمنح إلا للأحياء فقط.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الأهلي أمام البنك فى دوري nile والقناة الناقلة

رئيس الاتحاد الجزائري للدراجات: البطولة الأفريقية للمضمار تشهد مستويات فنية عالية

ريال مدريد يقلب الطاولة على مايوركا ويحافظ على آماله فى المنافسة على لقب الليجا

أول صور لوصول حسام البدرى من ليبيا بعد الأزمة الأخيرة

"حر نار نهارا متعدل ليلا".. حالة الطقس اليوم الخميس 15 مايو 2025 فى مصر


المجلس الرئاسى الليبى يصدر قرارًا بوقف إطلاق النار فى طرابلس ويجمد قرارات حكومة الوحدة

خوسيه موخيكا.. محطات فى حياة أفقر رئيس فى العالم.. رفض الإقامة فى القصر الرئاسى.. تبرع بمعظم راتبه الرئاسى لدعم الإسكان الاجتماعى..قاد إصلاحات اجتماعية وقنن الإجهاض وزواج المثليين.. ووصى بدفنه بجوار كلبته

تفاصيل التحقيقات مع 3 متهمين بغسل 280 مليون جنيه حصيلة أنشطة مشبوهة

وفاة عبد الله محمد بطل مصر فى التجديف والاتحاد ينعيه.. صور

1000 وظيفة فى الإمارات ورواتب تصل إلى 4000 درهم شهريا.. رابط التقديم


متحدث الوزراء: افتتحنا مشروعات هامة ستوفر فرص عمل وعملة صعبة

أغلى من الصفقات.. أمير قطر يهدى ترامب قلما فاخرا من طراز مونت بلانك (صورة)

استقبال تاريخى فى الدوحة.. رئيس أمريكا فى قطر لأول مرة منذ 20 عاما.. مناقشات استراتيجية واتفاقيات بمليارات الدولارت.. ترامب: أثق فى جهود الأمير لحل النزاعات.. وتميم: الاتفاقيات ترفع العلاقة لأعلى مستوى

ريم بسيونى فى ملتقى اليوم السابع للفنون والثقافة.. ما زلت أحتفظ برواياتى المكتوبة فى طفولتى وقد أنشرها يوما.. توقفت 7 سنوات عن الكتابة وعدت بثلاثية "أولاد الناس".. ونجيب محفوظ غيَّر مفهومى عن القراءة

وزارة الرياضة: وصول الرياضيين من ليببا خلال ساعات إلى مطار القاهرة

إحالة أوراق شقيقين للمفتى بتهمة تسديد 6 طعنات لسائق توك توك وإلقائه حيا بالترعة

إمام عاشور يتصدر بوستر كأس العالم للأندية قبل شهر من انطلاق البطولة

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء

الزمالك يهزم فاب الكاميرونى 27 - 18 فى الكؤوس الأفريقية لكرة اليد

رسالة عاجلة من وزارة الخارجية للمصريين المقيمين في ليبيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى