المؤشر العالمى للفتوى: "فتاوى عيد الأم".. بين الكفر والتحريم والإباحة

دار الافتاء المصرية - أرشيفية
دار الافتاء المصرية - أرشيفية
كتب - لؤى على

- داعش والسلفية الجهادية يحرمون ويكفِّرون .. والإخوان حسب الطلب

 
كشف المؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن أحكام الفتاوى الخاصة بالاحتفال بعيد الأم تراوحت بين "الكفر والتحريم والإباحة"، تلك الفتاوى التى تخرج كل عام تزامنًا مع الاحتفال بتلك المناسبة فى الحادى والعشرين من مارس.
 
وأوضح مؤشر الفتوى أنه ما إن تحل هذه المناسبة حتى تخرج علينا مجموعة من الفتاوى تحرِّم الاحتفال به، بل وتكفِّر المهنئين به والمتهادين فيه، محدثةً بدورها بلبلة في المجتمعات، مؤكدًا أن فتاوى التنظيمات الإرهابية والسلفية الجهادية احتلت المرتبة الأولى في "تحريم" و"تكفير" من يحتفل بتلك المناسبة.
 
وفى سعيه لتحليل هذه الظاهرة، رصد المؤشر العالمي للفتوى عينة من تلك الفتاوى على مستوى العالم، تتضمن القطاعات الرسمية وغير الرسمية، بجانب التنظيمات الإرهابية، موضحًا أن الفتاوى الخاصة بعيد الأم مثَّلت (2%) من جملة الفتاوى المنشورة عالميًّا.
 
كما لفت النظر إلى أن فتاوى المؤسسات الرسمية جاءت بنسبة (30%) من جملة هذه الفتاوى، في حين استحوذت الفتاوى غير الرسمية على (70%) من النسبة الإجمالية، وذلك نظرًا للجدل الذي تثيره الدوائر غير الرسمية حول هذه المناسبة، وإعادة نشر فتاوى قديمة للقيادات المختلفة، وتعدد توجهات تلك الفتاوى ومصادرها الإعلامية أو عبر السوشيال ميديا.

أنواع الأحكام الشرعية فى فتاوى:

وحول الأحكام الشرعية الواردة في فتاوى عيد الأم، أشار مؤشر الفتوى إلى أنها تمحورت حول أربعة أحكام؛ الأول: تبناه (السلفيون الجهاديون) وهو "التحريم" وجاء بنسبة (40%) من جملة الأحكام الواردة، وبرروا حكمهم بأن "عيد الأم" مما أحدثه الناس وهو من البدع المردودة.
 
والثاني: الحكم بـ (الكُفر) وتبناه (المنتمون للتنظيمات الإرهابية مثل تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيَين) وجاء بنسبة (30%)، واعتبر مؤيدو ذلك الحكم أن الأعياد تقتصر فى الإسلام على عيدى الفطر والأضحى، وهو مناسبة مستوردة من ديار الكفر.
 
وفى المرتبة الثالثة جاء الحكم (جائز ومباح) بنسبة (20%)، ونادت به المؤسسات ودور الإفتاء الرسمية، حيث اعتبرت تلك المناسبة من باب البر بالوالدين، وإدخال الفرحة على الأمهات، كما أنه ليس من البدع المردودة، وإنما هو من البدع الحسنة.
 
أما الحكم (غير مستحب) فجاء فى المرتبة الرابعة بنسبة (10%)، واعتبر مؤيدوه (من جماعة الإخوان الإرهابية) أن عدم جوازه يأتى من باب سد الذرائع.
 
غير أن المؤشر العالمي للفتوى قد كشف ازدواجية معايير وأحكام جماعة الإخوان في فتاويهم حسب الحاجة، فقد أفتوا بعدم جواز الاحتفال بعيد الأم قبل وبعد وجودهم بالسلطة بمصر، لكنهم أثناء وجودهم فى السلطة أفتوا بجواز الاحتفال به وحث الناس عليه، حتى وصل بهم الأمر بتوزيع البطاقات الملونة على المصلين داخل المساجد أثناء خطبة الجمعة، وقد حملت هذه البطاقات إرشادات ونصائح جاءت تحت عنوان "أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم".    

تحليل مفردات الخطاب الإفتائى:        

وحلَّل مؤشر الفتوى العالمي مفردات وألفاظ الفتاوى الخاصة بالاحتفال بعيد الأم، حيث بيَّن أن خطاب السلفيين الجهاديين احتوى على مفردات (عيد كُفار – يوم صليبي – مشابهة المشركين - تقليد أعمى)، مشيرًا إلى أنهم حرَّموا تسمية اليوم بـ(العيد)، مشددين على منع التهنئة والرد عليها، وحظروا الاحتفال والتهادي في هذا اليوم؛ لأنه يأتي من باب مشاركة اليهود والنصارى في مناسباتهم.
 
  فيما تضمن خطاب التنظيمات الإرهابية مفردات موافقة لأفكارهم المتطرفة مثل: (مناسبات ديار الكفر  - مناسبات كفرية - ثكلتكم أمهاتكم – أفكار منافية لتعاليم الإسلام).
 
وعلى النقيض جاءت ألفاظ فتاوى المؤسسات الدينية الرسمية معتدلة مثل (لا حرج - أمر يرتبط بالعادات لا حرج فيه – الأمومة والأبوة معنى رفيع – بر بالوالدين).
 
أما ألفاظ فتاوى جماعة الإخوان الإرهابية فقد احتوت على سياسة التنظيم المسمومة والتي تسير حسب الأهواء والمواقف، فكان مما اشتملت عليه ألفاظهم (لا حاجة لنا به – بدعة محدثة – ليس حرامًا – يوم الأم وليس عيد الأم).

مبادرات وآمال:

وفى النهاية، أوصى مؤشر الفتوى العالمي باعتبار مناسبة عيد الأم دلالة رمزية لتكريم الأمهات اللاتي أفنين عمرهن في تربية أبنائهن، والتذكير بدور الوالدين وحقوقهما التي جحدها كثير من الأبناء، كما نادى بضرورة إيجاد صيغة توافقية تجمع بين مقتضيات العصر ومناسباته الاجتماعية وبين نصوص الشرع، والتوعية المستمرة من جانب المؤسسات المعتدلة، كالأزهر والإفتاء، والأخذ بروح الدين في مثل تلك المناسبات التي تغرس قيمًا إسلامية في نفوس الناس.
 
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

صاحبة الأنامل الذهبية.. أمنية صبري عازفة آلة القانون.. صاحبت العديد من كبار المطربين والمطربات.. عزفت أمام الرئيس.. شاركت الطلبة فرحتهم في حفلات التخرج.. ونالت الجوائز المحلية والعربية العربى.. صور

مصطفى حجاج والفلكلور الكولومبى على مسرح المحكى بمهرجان القلعة اليوم

6 مواهب تتنافس على جائزة أفضل لاعب شاب لعام 2025 فى إنجلترا الليلة

"الوطنى الفلسطينى" يشيد بالمواقف الدولية الرافضة لمخططات التهجير القسرى للفلسطينيين

صراع سداسي.. محمد صلاح ينافس على جائزة جديدة فى إنجلترا اليوم


الإعفاءات الجمركية بصمة إنسانية لتخفيف الأعباء.. مستلزمات المنشآت المرخص لها بالعمل فى المناطق الحرة.. سيارات المعاقين التى تتناسب مع حالة المصاب الصحية.. والأمتعة الشخصية وسيارات أصحاب البعثات الدراسية

هل يستغل نجم المصري غياب الأهلي لإزاحة زيزو من قمة هدافي الدوري؟

"فظيعة فظاعة" أغنية جديدة تجمع حكيم وعمرو قطب بعد نجاح "يارب فرحنى"

النفقات غير المستحقة تهدد سيدة بالحبس بعد ملاحقة زوجها لها بدعاوى قضائية

انتهاء سلسلة قياسية لجيوكيريس بعد ظهوره المخيب أمام مانشستر يونايتد


جدول مباريات كأس السوبر السعودى 2025 والقنوات الناقلة

محاكمة المتهمين بسرقة طالب بالإكراه فى حدائق القبة اليوم

وفاة الطفل الفلسطيني صاحب عبارة "أنا جعان".. مأساة ترصدها الصور

أنشيلوتى يستبعد فينيسيوس ويعيد رودريجو وميليتاو إلى قائمة البرازيل

ما بين الطمأنينة والقلق.. تطورات الحالة الصحية للمطربة أنغام

السكة الحديد تكشف تفاصيل واقعة ادعاء راكب منعه استقلال قطار مرتديا شورت

وداعًا الموجة الحارة.. درجات الحرارة غدًا وفرص سقوط أمطار قد يصاحبها الرعد

أحمد حمدى خارج حسابات فيريرا أمام مودرن سبورت

ضبط شقيقين متهمين في واقعة "سوق دشنا".. وأمن قنا يواصل البحث عن "صدام"

حماس تعلن موافقتها على مقترح مصر لصفقة تهدئة غزة وتبادل الأسرى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى