"حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة".. أشهر وأحدث وسائل التسول فى إيطاليا

يبدو أن التسول لجمع الأموال ظاهرة عالمية، ليست حكرا على بلد بعينها، لكن طريقة جمع الأموال تختلف من بلد إلى أخر، التسول هنا فى ميلانو الإيطالية يأخذ شكل وطابع خاص ومميز، حتى يتمكن المتسول من الحصول على ما يريده من أموال بطريقة تتلائم مع أفكار الإيطاليين أو السائحين فى ميلانو.

والبداية، محيط كنيسة الدومو فى ميلانو الإيطالية أصبح يعج بالسائحين وتزايدت الإعداد بصورة كبيرة، بعدما أغلقت الكنيسة أبوابها أمام الزوار فى السادسة مساءً بتوقيت ميلانو، والذى يتأخر عن توقيت القاهرة بساعة كاملة، بدأت صوت صاخب يلفت الانتباه وكأنه موسيقى الهيب هوب، اتجهت إلى يسار الكنيسة وإذ بسيدة كبيرة تغنى على أصوات الموسيقى لجمع المال .

السيدة يظهر عليها ملامح كبر السن، لكنها تغنى بصوت رائع ولكل الأذواق، حيث غنت عدة أغانى على مدار فترة وقوفها جانب الكنيسة، وبجوارها عربة صغيرة للغاية، تشبة الكرسى المتحرك المدعوم بموتور لتحريكة، وعلى مدار تواجدى بمحيط الكنيسة لأكثر من 3 ساعات غنت السيدة أغانى رومانسية وأغانى قديمة وحديثة باللغة الإيطالية والانجليزية.

تتفاعل السيدة العجوز مع المارة وتشكر من يضع أية عملات فى صندوق خشبى أمامها، ورصدت عدسة اليوم السابع زوجين من مصر قاما بوضع عملات لهذه السيدة العجوز، وفى مشهد آخر جاءت الشرطة النسائية بعد مرور أكثر من ساعة على بدء حفل السيدة العجوز، لكن السيدة قدمت لهم تحية تشبه التحية العسكرية، فتركتها الشرطة لتكمل ليلتها، ليبدو أنهم يعرفونها أو أنها تقف فى هذا المكان بشكل يومى.

وعلى بعد خطوات قليلة، وبين محلات أشهر برندات الموضة العالمية، جلست فتاة عشرينية وبجوارها بطانية قديمة وأمامها علبة صغيرة، وتتظاهر الفتاة بالبكاء كلما مر عليها أى شخص، ويبدو أنها كانت على وضع استعداد للهروب من الشرطة فى أى وقت، ولم اتمكن من تصويرها، لكن معدل استجابة المارة معها قليل مقارنة بالسيدة العجوز.

قادتنى أقدامى لشارع آخر وبالقرب من توكيل شركة عالمية، وقف شاب أفريقى الملامح ويصفف شعره على شكل الضفائر الأفريقية الصغيرة، يعزف ويغنى ويرقص مع المارة لجمع المال، عزوبة صوته أيضا جعل عدد غير قليل من المارة يتفاعل معه سواء بدفع "سنتات" قليلة فى شنطة على هيئة صندوق وضعها أمامه، أو بالرقص معه.