قرأت لك.. "عن الاشتراكية" دراسة ترصد جهود مقاومة الاستغلال عبر التاريخ

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن
كتاب جديد صدر منذ أيام عن دار الفنون والأبحاث العلمية للطبيب المصرى العالمى والمفكر الدكتور حازم الرفاعى، بعنوان "فى الاشتراكية: مسودات لن تكتمل"، يقدم دراسة ترصد جهود مقاومة الاستغلال عبر التاريخ أو كما عبر عنها منشور اشتراكى روسي:  نعمل للجميع ، نأكل نيابة عنكم، نقهركم، نصلى لكم، ندير أموركم، نحكمكم. ولعل هذا ما دفع المؤلف لكى يختار العنوان غير التقليدى للكتاب "عن الاشتراكية مسودات لن تكتمل". باعتبار أن الصراع ضد ثلاثية الاستغلال والفقر، الاستعمار والحرب، التبعية والتجارة بالدين وبشعارات الحرية لم يتوقف.
 
ويناقش الكتاب عدة محاور، منها ما تعانى عاصمة الضباب - لندن – حاليا من حيرة واضطراب، وهى واقفة فى منتصف الطريق بين الخروج من الاتحاد الأوربى وبين النكوص عن خط البريكسيت، وتجاهل نتائج الاستفتاء التى أقرت الخروج.. بات من الواضح إن لتلك الحيرة جذور على الصعيد الاقتصادى والاجتماعى والدينى خاصة وأنها مثل أوروبا وبقية دول العالم تأثرت كثيرا بالثورة الفرنسية وتجارة العبيد، والثورة الصناعية وأفكار السان سيمونيين، وكارل ماركس وانجلز.
 
وتتبع د. حازم تاريخ التجارب الاشتراكية محاولا تقييمها فذكر: ولا يمكن تصور القرن العشرين دون تصور الاشتراكية، فهى التجربة الاجتماعية التى أخرجت مئات الملايين من دائرة التخلف والتبعية. والأمثلة رغم جنون الدعاية المضادة كثيرة، فهى من أخرجت فقراء معدمين من مستنقع الفقر والمرض والأمية فى روسيا ودول شرق أوروبا. فلقد كانت تلك أول تجربة اشتراكية فى التاريخ، ولقد تبع التجربة الروسية السوفيتية دول أخرى عملاقة كالصين وغيرها من دول العالم الثانى التى اعتبرت أن السعى المخطط للتنمية هو الاشتراكية بشكل ما. 
 
ويوضح المؤلف: تعايشت تلك التجارب مع الرأسمالية بدرجات مختلفة. ففى التجربة الروسية السوفيتية مثلا تمت تصفية العلاقات الرأسمالية بالكامل داخل حدود الدولة السوفيتية فى روسيا، ولكن النمط الاقتصادى فى العالم كان هو النظام الرأسمالي، ولذلك فلم يكن هناك مهرب فلقد تعاملت الدولة الاشتراكية الأولى مع النظام الرأسمالى وتعايشت وتنافست معه إلى أن أسقطها خصومها. لقد كانت هناك تجارب اشتراكية أخرى سقطت جميعها إلا ما بدا أنه صمود لتجربة الصين؛ فالصين الموجودة حتى اليوم قامت بتصفية كافة أشكال وآليات الرأسمالية بداية واستخدمت التنمية الذاتية لبناء اقتصاد مخطط ولرفع مستوى معيشة الناس. وحققت فى الطريق قفزات عسكرية وسياسية مكنتها لاحقاً سواء كانت مضطرة أو باختيارها إلى فتح الباب مع الرأسمالية العالمية.
 
ولتاريخ الاشتراكية فى بريطانيا دلالة عكسها البرنامج الذى خاض حزب العمال البريطانى عليه الانتخابات بعد الحرب العالمية الثانية فقد كان فاتحة التغيرات الاجتماعية فى غرب أوروبا. وكان له صدىً واضح لأفكار الاشتراكية؛ فللمرة الأولى يتبنى حزب سياسى شعار (الملكية العامة) فى غرب أوروبا لصناعات كاملة وينتصر. فلقد تحولت صناعات الفحم والنقل والصحة إلى صناعات مملوكة للدولة فى أعتى قلاع الرأسمالية ومهدها بريطانيا. وبقيت الولايات المتحدة كقلعة للرأسمالية تجرجر أقدامها وتتمسك باقتصاديات السوق الحرة، فلازالت مظلة الصحة وتأميناتها محدودة مقارنة بغرب أوروبا. 
 
اللافت للانتباه أنه وفقا لتقييم المؤلف فإن "سقوط التجربة السوفيتية لم يكن ولن يكون نهاية الطريق، فلقد أرست التجربة السوفيتية سابقة عظمى فى تاريخ الإنسان هى أن العصف بأقدس مقدسات الرأسمالية يمكن تحطيمها وهى الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج".
 
ومن المحطات التى تعرض لها الكتاب بالتحليل علاقة الثورة الصناعية بتجارة العبيد حيث أوضح د.حازم الرفاعي: كانت تجارة العبيد هى الرافد الأساسى الذى جلب قوة العمل أو طاقته للأراضى الأمريكية، يمهدونها وينشئون المزارع للمحاصيل النقدية كالتبغ والقطن. كان العبيد هم الطاقة المجانية التى أنشأت أمريكا وثروتها، فلقد حملت السفن البريطانية وحدها وطبقا لسجلاتها ما يقارب من ٢،٨ مليون عبد بين أفريقيا وموانئ بريطانيا ثم أمريكا. يعتقد البعض أن ٢٠٪ على الأقل من العبيد كانوا يموتون أو يتم إلقاؤهم فى البحار. وهناك مدن بريطانية ازدهرت تماماً على تجارة العبيد كبريستول وليفربول ففى الأولى تم انتقال نصف مليون عبد، أما الأخيرة فلقد كان الرقم يقترب من الواحد والنصف مليون. 
 
استقلت أمريكا عن التاج الانجليزى عام ١٧٧٦. وكانت الثورة الصناعية تزداد تعمقا لذلك مثلت تجارة العبيد عقبة أمام الصناعة. فلقد أخذت الصناعة تتطور وتحتاج إلى عمال يتحركون للمصانع الجديدة. فالعبيد كانوا هم الطاقة الإنتاجية الكبيرة مربوطين بملاكهم وبالأرض ولا يستطيعون مغادرتها للتحرك بين المصانع.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل سقوط تاجر مواد مخدرة قبل ترويج بضاعته فى الوراق

شباب الطائرة في مواجهة تايلاند ببطولة العالم بالصين

حكاية مقبرة "نى كاعنخ" مشرف القصر أو مشرف المدن الجديدة فى الدولة القديمة.. نحتت على هيئة مصطبة صخرية بهيكلها 16 تمثالا لصاحب المقبرة وعائلته.. ولها بابان وهميان فى جدارة الغربى ونحت خلفهما بئران عموديان.. صور

جمعوا 100 مليون دولار.. غانا تسلم أمريكا "النصابين الثلاثة".. ما القصة

من قطع الرؤوس إلى طعن التلاميذ.. حوادث تقشعر لها الأبدان فى 2025.. المكسيك تشهد أسوأ الجرائم 20 جثة مشوهة معلقة فى جسر بسينالوا.. نهاية مفزعة لملكة جمال سويسرا بعد طحن جثتها بالخلاط.. وعنف السكاكين يعبث بأوروبا


أسعار اشتراكات المترو لكل الفئات وموعد فتح اشتراك الطلبة وأماكن المكاتب

النصر يتفوق تاريخيًا على الأهلى قبل نهائى كأس السوبر السعودى 2025

محمود فوزى: نظام البكالوريا مجانى ومتعدد ويقضى على شبح الثانوية العامة

تنفيذ الإعدام بحق المتهم الرئيسى فى جريمة اغتصاب سيدة أمام زوجها بالإسماعيلية

المستشار محمود فوزي: دعوا الوقت يثبت جدية الحكومة فى تطبيق قانون الإيجار القديم


الزمالك يتقدم على مودرن سبورن بهدف بيزيرا فى الشوط الأول.. فيديو

دقيقة حداد على والد الشناوي قبل انطلاق مباراة الزمالك ضد مودرن سبورت

سيراميكا يفقد فخري لاكاي أمام المقاولون العرب في الدوري

شكوى ضد الزمالك في اتحاد السلة بسبب مستحقات محمد يونس وحازم المشد

مى القاضى طليقة أحمد فهمى فى مسلسل 2 قهوة والعرض قريباً

الآن نتيجة الدور الثانى للشهادة الإعدادية لمحافظة سوهاج بالاسم ورقم الجلوس

جفاف عشرات الآلاف من الأفدنة فى إسرائيل وتوقعات بكارثة غذائية بسبب خفض الإنتاج

تفاصيل مصرع شخصين وإصابة 18 آخرين فى حادث طريق مطروح

وفاة حالتين و18 إصابة خطيرة.. ننشر أسماء ضحايا حادث طريق مطروح

رابط نتيجة الشهادة الإعدادية بمحافظة القاهرة 2025 دور ثان

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى