المجلس العربى للمياه: الصراعات فى بعض الدول تؤثر على تحقيق الأمن الغذائى

أكد الدكتور محمود أبوزيد، رئيس المجلس العربى للمياه، على ضرورة اتباع "سياسات صارمة لحماية أشد الفئات ضعفًا فى العالم من فشل المحاصيل والكوارث الطبيعية والأمراض التى تنقلها المياه والآثار الأخرى المترتبة على تغير المناخ" خاصة وأن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤدى إلى فشل 5% من إنتاجية المحاصيل بحلول عام 2030، وفى أفريقيا قد يصل هذا المستوى إلى 12%.

وأضاف أبو زيد فى كلمته خلال فعاليات مؤتمر أيام الأراضى والمياه الذى تعقده منظمة الفاو اليوم، أننا يجب أن نركز على الأمن المائى، ودعم استراتيجية تعاونية لدعم البلدان فى توفير المياه وإنتاج محاصيل موفرة للمياه، لأن المياه تقع فى لب التنمية المستدامة فهى قضية متقاطعة، حيث يجب أن ترتبط بالتنمية البيئية لمواجهة التحديات المائية.

وشدد أبوزيد على أنه يجب مراجعة الجهود المبذولة وتشجيع تبادل المعارف والخبرات فى قضية توفير المياه، والسعى لتحقيق التنمية المستدامة، لأنها مرتبطة بالأمن الغذائى الذى يعد من الأمور الهامة بهدف زيادة المحاصيل بأقل كمية من المياه لتجنب الأزمة فى المياه.

وأضاف أبو زيد: يجب إدارة الموارد المائية بشكل صحيح فكلما انتجنا وقلت النزاعات والصراعات فى بعض الدول، زاد الأمن الغذائى وتوفير احتياجات الإنسان، بالإضافة إلى ضمان وجود مياه فهى من العوامل الهامة، بالإضافة إلى ضرورة تطوير رؤى فعالة لضمان وجود المياه للجميع فيجب ترجمة الرؤية للتنفيذ على أرض الواقع وهذه المهمة التى يضطلع بها المركز العربى للمياه لتشجيع التعاون بين الجهات المعنية بالمياه وبهذا الشأن هناك بعض الحلول المبتكرة مثل تبنى الإدارة المستدامة للمياه وزيادة إنتاجية المياه والتوسع فى إدارة المياه ودعم الاقتصاد الأخضر ودعم تطوير المياه العابرة للمياه والشفافية وفاعلية التكلفة والتأمين المائى والتنسيق والتعاون بين الدول.

وأشار أبو زيد إلى أنه يجب أن نتكاتف جميعاً فى مجال مواجهة التحديات التى تواجه دول المنطقة وفى مقدمتها التغيرات المناخية التى يترتب عليها تناقص مواردها من المياه بشكل حاد بسبب انخفاض معدلات تساقط الأمطار بنحو 20% نتيجة لارتفاع الحرارة بحلول نهاية القرن الحالى، بالإضافة إلى زيادة الفاقد بسبب تنامى البحر.

وأوضح رئيس المجلس العربى للمياه، أن الآثار المباشرة للتغيرات المناخية تشمل ارتفاع منسوب سطح البحر وزيادة الصرف الصحى وزيادة منسوب المياه المالحة، وارتفاع درجات الحرارة، مبينا أن انعكاسات التغير المناخى ظهرت جليا نتيجة لإخلال الإنسان بموازين الأرض، وهو ما زاد من أزمة المياه العالمية بسبب شح الأمطار ونشوء الفيضانات وارتفاع منسوب سطح البحر وتغير نمط الأمطار وقلتها وشدتها أحيانا وازدياد رقعة التصحر وتراجع الأراضى الزراعية، وازدياد التلوث وتعاظم الصراع على المصادر المتاحة وارتفاع أسعار الغذاء.