طارق ناجح يكتب: السباعى الفيلسوف فارس الرومانسية

يوسف السباعى
يوسف السباعى
لم يكن يعلم محمد السباعى، الذى كان مُتعمِقا فى الآداب العربية شِعُرُها ونثرها والمترجم لها أيضاً من اللغة الإنجليزية وأشهرها "رباعيات الخيام"، عندما بدأ روايته "الفيلسوف" أنه لن يُكملها وأن ابنهُ سيُكمِلُها كتابةً وفعلاً.
 
فارس الرومانسية، فلابد أن نذكر "إنِّى راحلة"، "نحن لا نزرع الشوك"، "ناديه"، "بين الأطلال"، وفى الوطنية "رد قلبي" و"العمر لحظة"، وإذا ذكرنا السخرية فلابد أن نذكر "أرض النفاق"، وإذا ذكرنا الأدب والثقافة فلابد أن نذكر وزيرها وراعيها الذى كانت له اليد الطولى فى إنشاء "المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية"، "نادى القصة"، و"جمعية الأدباء" بسبب علاقته الوطيدة بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذى كان السباعى الوحيد الذى يستطيع أن يقابله فى أى مكان وزمان دون تحفظات أو مواعيد مُسبقة. 
 
أديب مصر وشهيدها يوسف السباعى الذى أبخسه النقاد قدره بأن صنَّفوه على أنه كاتب قصص وروايات رومانسية فقط تخاطب شريحة معينة من الشباب فى زمن معين قد مضى وولّٓى، وأصبحت لا تتماشى ولا تتناسب مع عصر الانفتاح وما بعده وقد عبّٓر هو بنفسه عن هذا الرأى فى مجموعته القصصية "ليلة خمر"، التى كتبها قبل ثورة يوليو ١٩٥٢ ونشرت عام ١٩٥٣، وفى القصة القصيرة التى تحمل عنوان " وطن يحتضر " عندما قال له صاحبه "أراك مُغرِقاً فى أوهامك المعسولة ممعناً فى الكتابة عن الهوى والعُشَّاق" فكان ردَّهُ "أن كلمات النصح لن تغير ما بقومى، بل ستُزيد النوَّاح نائِحاً، والباكيِن باكياً!! ولخير لقومى من نَوُح باكِ.. ترِنُّم شاد". 
 
ورغم ذلك لم يمنعه هذا الرأى من التعبير عن فلسفته ورأيه فى الحياة والحُبِّ والغوص فى أعماق النفس البشرية ليكشف عوراتها ونقائصها، ففلسفته فى الحُبِّ واضِحَةٌ جَلِيَّه عبَّر عنها فى مجموعته القصصية "من العالم المجهول" و فى قصة "شبح فى فراش" حيث قال "خيرٌ للإنسان أن يُحِبْ يوماً ويموت بعده، مِنْ أن يعيش دَهراً دون أن يطرِق الحُبٌّ قَلْبِه " . أما عن فلسفته فى البشر و"خبايا الصدور" عبّر عنها فى مجموعته القصصية التى تحمل نفس الاسم "آه من هؤلاء البشر وآه من خبايا صدورهم.. لو استطعنا أن نخترق حجبها لولينا منهم فراراً و لملئنا منهم رُعباً".
 
وأما عن السرقة كان رأيه كما جاء فى مجموعته القصصية "ليلة خمر" وقصة "من تحت لفوق" : "وأما من حيث النوع فبعد أن كانت السرقة سرقة المحتاج، فقد أضحت السرقة سرقة الطامع الجشع.. لقد أضحت هواية.. لقد كانت الحاجة إلى المسروق تكسر حدة الشر وتوجِد للسارق عُذراً.. أما الآن فقد أضحت السرقة سرقة صميمة وشراً مٌركزاً". 
 
يوسف السباعى حاول من خلال رواياته وكتاباته رسم ابتسامة على وجوه قُرائه، وكانت سخريته وحديثه الشيِّق المُبهِج سراً عظيماً من أسرار جاذبية شخصيته " كاريزمته". 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

النيجر: الأمطار والفيضانات تتسبب فى مصرع ما لا يقل عن 47 شخصا منذ بداية العام

ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي.. محمد صلاح يتحدى هالاند

3 مواجهات قوية اليوم في افتتاح دورى المحترفين.. السكة والترسانة الأبرز

لجنة الانتخابات العليا بسوريا توضح سبب الاقتراع غير المباشر

سيدات الطائرة أمام صاحب الأرض ببطولة العالم بتايلاند


حكاية أشهر لوحة فى متحف محمود سعيد بالإسكندرية.. لوحة "زانيرى" أشهر مصور إيطالى ولد وعاش بعروس البحر المتوسط.. وخبير: عبقرية الأداء الفنى وتمازج الألوان الطبيعية للبشرة والملابس وسميت منطقة كلمبة باسمه.. صور

انفجار مقاتلة أمريكية فى مطار ماليزيا

اعرف الحد الأدنى للقبول بمدارس الثانوى العام فى القاهرة بعد تخفيضه مرتين

موعد مباراة الزمالك المقبلة بعد الفوز على مودرن سبورت

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 22 - 8 - 2025 والقنوات الناقلة


شباب الطائرة في مواجهة تايلاند ببطولة العالم بالصين

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

أغانى x أرقام لـ ويجز حققت أرقاما قياسية قبل حفل العلمين الجديدة

تفاصيل التحقيقات مع متهم بالنصب على المواطنين بزعم تسفيرهم للخارج

التعادل الإيجابى 1 - 1 يحسم مواجهة سموحة وزد في الدورى.. فيديو

تنفيذ الإعدام بحق المتهم الرئيسى فى جريمة اغتصاب سيدة أمام زوجها بالإسماعيلية

سيدة تطلب زيادة نفقتها بعد 7 أشهر زواج إلى 33 ألف جنيه.. التفاصيل

المستشار محمود فوزي: دعوا الوقت يثبت جدية الحكومة فى تطبيق قانون الإيجار القديم

تغيير جذري في خط دفاع الأهلي في مباراة غزل المحلة بالدوري

برشلونة يحصل على موافقة "يويفا" لخوض أولى مبارياته الأوروبية خارج ملعبه

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى