هل لا نزال قادرين على الإعجاب؟

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
لاحظت فى نفسى، مؤخرًا، نوعًا من الفتور، كشفته عدم القدرة على الإعجاب بكثير مما ألتقيه فى الحياة، رغم أن هذه الأشياء وأقل منها كان كفيلًا، من قبل، بأن يجعلنى أظل شاخصًا فى مكانى ساعات كثيرة، أتأمل ما آراه وأعدد محاسنه، هذا الفتور دفعنى لمراقبة ذاتى، كما أنه دفعنى للتفكير فى كلمة «الإعجاب» نفسها من أين تأتى وما فكرتها؟
 
وفى ذلك يقول كتاب «مفارقات السعادة» لـ«لوك فيرى»، «كانت كلمة الإعجاب فى الأصل وحتى القرن السابع عشر مرادفًا للدهشة، وإليكم على سبيل المثال المعنى الذى قدمه ديكارت لها «إن التعجب هو مفاجأة سريعة للنفس يجعلها تنظر باهتمام إلى الموضوعات التى تبدو لها نادرة واستثنائية، لهذا السبب كان التعجب فى نظره، كما هو الحال عند أفلاطون، واحدًا من أصول الفلسفة وأساسًا للتساؤلات الميتافيزيقية الأكثر عمقًا. وعلى مر العصور سيزداد المفهوم ثراءً وسيحمل دلالات جديدة تشير إلى ما هو أكثر من الدهشة والمفاجأة». 
 
يقول الكتاب «إن المفهوم أن المعنى القديم للكلمة سيظل قائمًا لكن سيضاف إليه فكرة، مفادها أن الموضوعات التى تثير إعجابنا تشعرنا بالسعادة لأنها تعتبر مصدرًا للفرح، ولا يعد ذلك أمرًا بديهيًا فى كل الأحوال، ففى الواقع يكفى أن نفكر فى هذا  للحظة لندرك أننا لا نعجب أبدًا إلا بما تجاوزنا، أى بما لا يكون بمقدورنا أن نفعله بأنفسنا، نحن نعجب بالكائن الاستثنائى، رياضيًا أو فنانًا رفيعى المستوى، نصفق لما يقدمانه أو لموهبتهما ليس لأنهما يشبهاننا أو لأننا  نجد أنفسنا فيهما، لكن على العكس لأنهما يتجاوزاننا من الوجوه كافة، ولأن ما يصنعانه يستحيل علينا القيام بمثله، فالمتعالى هو ما يثير إعجابنا من دون تحفظ، الذى يختلف عنا ويفوقنا، وبالتالى فهو يجبرنا من دون تحفظ على الفرار من الأنا الخاصة بنا، ويدفعنا نحو نوع من الخروج عن الذات، ويلزمنا، أخيرًا، التفكير فى شىء آخر خلاف «نفسنا الغالية».
 
وبهذا المعنى أعجب اليونانى القديم بالكون، وأعجب المؤمن بالإله، والجمهورى بعبقرية الرجال العظماء من «العلماء والبنائين».
 
لا أعرف هل لسنوات العمر التى تطارد بعضها بعضًا دخل فى تراجع الدهشة داخلى، أم أن الأمر مؤقت، وأننى سوف أستعيد روحى مرة أخرى، وأظل أتتبع الفراشات المحلقة مرة أخرى.
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد قطارات "القاهرة - أسوان" و"الإسكندرية - أسوان" الجمعة 23-5-2025

انتقادات لاذعة لنتنياهو واحتجاجات بعد إعلانه تعيين رئيس جديد للشاباك

تعرف على المستندات المطلوبة من مرشحى المجالس النيابية وفقا للتعديلات

معهد تكنولوجيا الأغذية: حساسية القمح اضطراب في الجهاز المناعي.. تصيب الأمعاء الدقيقة.. تعرض المريض لنقص في الفيتامينات والمعادن.. يمكن أن تؤدي إلى بعض المضاعفات الخطيرة

وزارة العمل تعلن عن فرص عمل بمرتبات تصل لـ15 ألف جنيه شهريا


الشرنقة يعود لقائمة الأكثر مشاهدة فى مصر بمنصة watch it بعد نجاحه فى رمضان

هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة كريت اليونانية (بؤرة الزلازل)

موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية

"صلاح على أون سبورت" تريند على موقع X فى ليلة تتويجه التاريخية (صور)

محمد رمضان يعلن تسديد 35 مليون جنيه بحكم قضائي.. اعرف التفاصيل


ترانسفير ماركت يُقرّب الجزائري فريد الملالى من الانضمام للزمالك

عمار يا مشمش.. موسم الثمرة الذهبية بقرية العمار"راضى الكل".. محافظ القليوبية: المحصول يحظى بإقبال كبير محلياً ودولياً.. وصاحب سويقة: السعر لم نشهده منذ سنوات طويلة مضت.. فيديو وصور

محمد صلاح يتسلم جائزة أفضل لاعب فى الدوري الإنجليزي من رابطة الكتاب (فيديو)

المتحدة للرياضة تنعي شقيقة محمود الخطيب رئيس الأهلي

2025 عام المعجزات الكروية في ملاعب العالم.. أندية إنجلترا ترفع شعار "انتهى وقت الانتظار".. الأهلي والهلال والريال الأبرز في موسم سقوط الكبار.. هاري كين يودع "القائمة السوداء".. وبولونيا يعانق المجد في إيطاليا

بترو أتلتيكو يتأهل لمواجهة الأهلي في نهائي الكؤوس الأفريقية لسيدات اليد

وفاة شقيقة محمود الخطيب بعد صراع مع المرض فى قنا

كامل الوزير: وزارة النقل تنفذ خطة تطوير للبنية التحتية بـ 2 تريليون جنيه

المحكمة الرياضية تخاطب اتحاد الكرة لطلب توضيحات من أطراف أزمة مباراة القمة

من هو إلياس رودريجيز منفذ الهجوم على سفارة إسرائيل فى واشنطن؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى