خاطبة فى الغابة.. شجرة عمرها 600 عام تزوج العزاب حول العالم.. "برايدجرومس أوك" خصص لها عنوان بريدى سنة 192.. والبلوط الألمانية تزوج أكثر من 100 حالة..صور

عرف على مر العصور ذلك الشخص - الذى يكون عادة سيدة - وتعمل كوسيط لتزويج البنات والشباب عن طريق التوفيق بينهم وتقريبهم وفقًا لما تراه من سمات مشتركة بين الطرفين، واشتهرت السيدات اللائى يعملن هذا العمل فى العصر الحديث باسم "الخاطبة"، ورغم لجوء عدد كبير من الناس لـ"الخاطبة" من أجل تحقيق حلم الزواج، إلا أنه لم يخطر على ذهن أحد أن تكون "الخاطبة" يومًا ما جماد أو حيوان، فماذا لو كانت "الخاطبة" فى مدينتك أو قريتك، شجرة؟.

شجرة البلوط الألمانية "برايدجرومس أوك" 

بداية قصة شجرة "برايدجرومس أوك"  فى ألمانيا

لمن يشعرون بالوحدة.. شجرة فى ألمانيا قد تجمعكم بشريك الحياة

الشجرة "الخاطبة" هى جزء من الواقع وليست مجرد خيال، ففى غابة بشمال ألمانيا، توجد شجرة بلوط عمرها 600 عام عرّفت مئات العزاب على بعضهم البعض، وحتى يومنا هذا، لايزال الناس يرسلون الرسائل إلى الشجرة بحثًا عن شريك الحياة، فإذا كنت تعانى فى إيجاد الحبيبة أو الحبيب الصحيح، ربما حان الوقت للعودة إلى جذور وساطة الزواج القديمة حرفيًا لأنه فى أعماق الغابة الألمانية ستجد ضالتك فى قلب شجرة البلوط المعمرة.

بدأت قصة شجرة البالوط "الخاطبة"، فى حوالى العام 1890 عندما التقت ابنة حارس غابة، مع صانع شيكولاته من لايبزيج، ووقعا حينها فى غرام بعضهما، ولكن لم يوافق الأب على علاقتهما، وكان عليهما إيجاد طريقة لتبادل الرسائل، لذا استخدما شجرة تبعد حوالى 300 قدم عن مكتب حارس الغابة، والتى كان قد انكسر أحد أغصانها ليشكل فتحة، وهناك كانا يضعان رسائلهما، وعندما عرف والدها بأنهما كانا يتواصلان بسرية، وافق أخيرًا على علاقتهما، وحينها تزوجا تحت الشجرة فى 2 يونيو من العام 1891، وبعدها أصبحت الشجرة معروفة باسم "برايدجرومس أوك" أى بلوط العروس والعريس، ودورها مثل دور وسيط الزواج المعاصر.

أول قصة حب تحت شجرة "برايدجرومس أوك" فى ألمانيا

الشجرة الألمانية شاهدة على مئات حالات الحب

تخصيص عنوان بريدى لشجرة البلوط الألمانية عام 1927

وفى تطور كبير لدور الشجرة فى إيجاد شريك الحياة، أصبح منذ العام 1927، للشجرة عنوانها البريدى الخاص بها، إنه "برايدجرومس أوك.. دوداور فورست.. 23701 أوتين"، ولايزال الناس يرسلون الرسائل إلى الشجرة حتى هذا اليوم، لكن هل يمكنك فعلًا إيجاد شريك الحياة بتكلفة رسوم البريد؟، لا أحد يعرف الإجابة أكثر من كارل هاينز.

كارل هاينز، يعيش فى أوتين، ويقول "كنت ساعى بريد لـ"برايدجرومس أوك" لـ30 عامًا على الأقل، متوسط عدد الرسائل يوميًا هو 5 إلى 6 رسائل، هذا يعنى أننى أوصل حوالى 1000 رسالة سنويًا، وتأتى الرسائل من جميع أنحاء العالم من أمريكا، والصين، واليابان، ودول الشمال الأوروبى، ومن جنوب أفريقيا".

وأضاف ساعى بريد شجرة "برايدجرومس أوك"، "الناس يذهبون إلى الشجرة لقراءة الرسائل وأخذ ما يجدونه مثيرًا للاهتمام، وخلق هذا أصدقاء يتواصلون بالرسائل، وأحيانًا انتهى حتى بالزيجات، وكانت هناك العديد من الرسائل المبعوثة إلى شجرة البلوط وموجهة إلىّ"، مضيفًا "لازال لدى بعض الرسائل فى الحقيقة، لكن كانت هناك رسالة واحدة لفتت نظرى، والتى قالت صاحبتها (أود أن أتعرف عليك.. أنت من النوع الذى يعجبنى.. أنا أيضًا وحيدة فى هذا الوقت.. استمتعت حقًا بمقابلتك على التليفزيون.. رينيت هاينز)".

تبادل رسائل الحب والغرام عبر شجرة البلوط فى ألمانيا

رسائل الحب فى شجرة "برايدجرومس أوك" بألمانيا

رسائل من كل بلدان العالم تصل إلى شجرة البلوط فى ألمانيا

الشجرة الخاطبة فى ألمانيا مسئولة عن أكثر من 100 حالة زواج

وتابع "بعد بعض الوقت، التقينا، ونحن متزوجان حتى هذا اليوم"، وفى محاولة لاستعادة الذكريات، غاص كارل هاينز، فى قراءة الصحف القديمة التى تحمل صور زفافه، وقال "زوجتى وشخصى المتواضع يوم زواجنا.. مكتوب بخط كبير (زواج العام)"، وذلك خلال حواره مع شبكة "CNN" الإخبارية.

وأضاف "أؤمن حقًا بوجود أمر سحرى يتعلق بالشجرة، هذه الهالة، هذه الطمأنينة التى تتمتع بها، هذا السكون لا يمكن مقارنته بالإنترنت.. أشعر بقشعريرة عند التحدث عن ذلك، الأمر لا نظير له، لا يوجد مثله فى أى مكان آخر"، وإضافة إلى زواج "هاينز" عن طريقة الشجرة، فإنها مسئولة أيضًا عما لا يقل عن 100 حالة زواج، إضافة إلى العديد من العلاقات العاطفية، وذلك على مدار ما يقرب من 128 عام.

كار هاينز ساعى بريد لمدة 30 عاما للشجرة "برايدجرومس أوك"

كارل هاينز يطلع على رسائل شجرة البلوط الألمانية

صورة كارل هاينز مع زوجته

الصحف تكتب عن قصة زواج كارل هاينز عن طريق الشجرة "برايدجرومس أوك"

قصص الحب بالطرق التقليدية بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعى

قصص الحب تتولد تحت شجرة البلوط الألمانية