هدى حافظ تكتب: على سطح الجيران

فيروز
فيروز

فى رسالتى الأولى قد أعود بك للماضى، فالذاكرة لا تخطئ والذكريات لا تموت، أظنك تذكر الحى العتيق، وقرص الشمس فوق أسطح البنايات القديمة، والبيوت المتجاورة المتراصة التى لا تعرف حدودا فاصلة، وأفران المخابز الموقدة ورائحة الخبز المتطايرة حين تختلط بنسائم الصباح، تهتز أوراق اللَبْلاَب، تعكس ظلالها فوق سطح بيتك.

يبث المذياع صوت فيروز وهى تغنى على سطح الجيران، وأنظر وأرقب عبر نافذة فى الاتجاه المقابل، كل إطلالة جديدة لك، يسطع هلال تتحدد معه لقاءاتنا الموسمية، فى صحبة الجيران وسط أجواء عائلية، نتبادل التهانى فور سماعنا أصداء التكبيرات الآتية من فوق أعلى مئذنة تصافح السماء، نتوجه لزيارة ضريح السيدة زينب وبعفوية صارعت أمى لإحراز هدف ملامسة شباك الضريح، راجية أن تبرأ من علتها وتتحرر من آلامها.

أما أنا فى ذروة محبتك، كنت أكشف عن دعوات قد ادخرتها لك، عن دعوة علقت وأخرى أجلت، أجدد عهداً اتخذته على نفسى أن أهبك جسداً لك وحدك، أما أبيك ظل متوسلا داعيا أن تلبى الطاهرة مقصده وتغدق عليه من عجائبها وبركاتها، فتتجلى بشائر حلمه المنتظر وكأن السماء فتحت أبوابها لدعوته.

 

حينما التحقت بكلية الطب، وانتقلت وأسرتك للعيش بالحى الجديد آثَرت رغد العيش، غادرت تاركاً وراءك كل شىء متخماً أنت بالتطلعات الواسعة ومتجوعة، أنا للقائك وبالحبر الذى لا يجف والوصل الذى لا ينقطع، أكتب رسالتى الثانية وعقلى يلتقط صوراً من الماضى بمساحات لا نهائية.

 

أذكر وقت اصطحبتنى لتناول أطيب اللحوم بالمطعم الشعبى تزداد ضبابية الرؤى، كلما تصاعدت أبخرة الشواء، بالكاد أسمع قهقهاتك وأنصهر كقطعة فحم مجمر، ومضينا فى جولة داخل بيت الكريتلية، جمعتنا صفات مشتركة أولها هذا الولع بالتراث والمقتنيات القديمة، الجدران التى تشهد عصورا مضت، ورحل عنها ساكنوها مازالت تنطق جمالا، لاح فى رأسى طيف أمى جسدها المتفانى فى عبور كل موجة ألم، كنت تبث الطمأنينة لقلبى حين تعاهدنى على اكتشاف دواء قاهر لآلام يخدم بسطاء حى السيدة، مرت أيام الحداد وتخلصت من الوشاح الأسود، ونهضت لأبعث إليك برسالتى الثالثة، مرفق بها أول صورة تقاسمنا فيها كوب الشاى، تلامست أرواحنا تعانقت أيادينا، لا يزال موْشوما على جسدى قبلاتك النارية التى استدللت بها على معالم أنوثتى، وغفوت بها عن العالم، حتى نسيت أننى على سطح الجيران.

إلى هنا وقد انتهت رسالتى، أسفل الظرف عنوان المرسل إليه عيادات مشاهير الأطباء بالحى الراقى، المرسل جارة أخلصت فى محبتك، وبقيت على العهد القديم، عنوان الرسالة مازلت فى انتظارك، فاجأها صوت بالخارج ينادى ساعى البريد وصلت رسالة امضى هنا للاستلام.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

صور أثار حريق شقة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى

الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

إعلان نتيجة الدوائر الـ30 الملغاة لانتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب غدا


حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

نيابة المنتزه تحقق فى مصرع الفنانة نيفين مندور داخل شقتها بالإسكندرية

150قناة عالمية تذيع مباريات كأس أمم أفريقيا 2025

مصطفى أبو سريع يعلن انفصاله عن زوجته ويعلق: كانت حق الأم المثالية لأولادي

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد


جار نيفين مندور يكشف تفاصيل مصرعها فى حريق منزلها بالإسكندرية

حالة الطقس.. تمركز للسحب الممطرة على شرق البلاد مصحوبة بأمطار غزيرة

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

نهائى كأس العرب 2025.. تفوق عرب أفريقيا على آسيا فى النهائيات

بدء الاقتراع بأول أيام جولة إعادة المرحلة الثانية لانتخابات النواب

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

نظر محاكمة 73 متهما فى قضية خلية التجمع خلال ساعات

ليلة زفاف نجم الأهلى.. أحمد عبد القادر يحتفل وسط أسرته وأصدقائه فى الدقهلية.. عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام أبرز الحضور.. وعصام صاصا وأورتيجا يشعلان الأجواء بالأغانى.. فيديو وصور

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى