تخوفات من تحول طرابلس لنموذج "إدلب".. تحالف المليشيات مع الجماعات الإرهابية يهدد استقرار دول الشمال الأفريقى.. تنفيذ الترتيبات الأمنية وتوحيد المؤسسة العسكرية ووضع خارطة طريق أولى خطوات التوصل لتسوية الأزمة

المشير خليفة حفتر ومليشيات طرابلس وقوات الجيش الليبى
المشير خليفة حفتر ومليشيات طرابلس وقوات الجيش الليبى
كتب : أحمد جمعة

تشير المعطيات فى معركة تحرير طرابلس إلى صعوبة المعركة التى يخوضها الجيش الوطنى الليبى ضد مليشيات مسلحة متحالفة مع جماعات متطرفة داخل طرابلس، وهو ما يهدد أمن واستقرار الشمال الأفريقى بسبب الخطيئة التى ارتكبتها تلك المليشيات للحفاظ على وجودها فى العاصمة الليبية.

2019-04-05T155424Z_2043931670_RC1AB3F86000_RTRMADP_3_LIBYA-SECURITY

واستفادت المليشيات المسلحة من حالة الانقسام السياسى بين الأطراف الليبية فى الشرق والغرب للتشويش على عملية الجيش الوطنى الليبى، وترويج خطاب عدائى للمكونات الاجتماعية الليبية فى المنطقة الشرقية ومحاولة الوقيعة بين قبائل برقة ونظيرتها فى طرابلس، وذلك بهدف حشد قبائل المنطقة الغربية ضد الجيش الليبى ومحاولة تصوير المعركة على كونها معركة قبلية تسعى خلالها قبائل برقة من بسط نفوذها على البلاد، إلا أن البيانات الصادرة عن قبائل طرابلس وخاصة ترهونة فند الادعاءات التى روجتها المليشيات المسلحة.

2019-04-05T155429Z_798893923_RC188485C3B0_RTRMADP_3_LIBYA-SECURITY

 

التمويل والدعم

تختلف الطبيعة الجغرافية لمدينة طرابلس التى ترتبط بحدود مع تونس والجزائر وارتباط قادة المليشيات فى العاصمة باتصالات مع عناصر فى حركة النهضة التونسية جماعات إسلامية فى إحدى دول الجوار الليبى، فضلا عن سيطرة المليشيات المسلحة فى طرابلس على المطار الوحيد الذى يعمل فى العاصمة وهو مطار معيتيقة، بالإضافة لارتباط طرابلس بحدود بحرية يمكن من خلالها تلقى الدعم المالى واللوجيستى.

 

وتتخوف دول الجوار الليبى من دمار العاصمة طرابلس بسبب سلوك المليشيات التى تستخدم الأسلحة الثقيلة والصواريخ التى تسقط بشكل عشوائى على منازل المدنيين فى العاصمة الليبية، وتحول العاصمة طرابلس لنموذج مشابه لمدينة إدلب السورية التى تحالفات فيها مليشيات مسلحة مع جماعات إرهابية ومولت بعض الدول الإقليمية ومنها قطر وتركيا لهذه العناصر بالمال والسلاح، فضلا عن دفعها بإرهابيين ينتمون إلى جبهة النصرة الإرهابية.

 

وتعتبر مدينة مصراتة هى خط الإمداد الرئيسى للمليشيات المسلحة المتواجدة فى طرابلس سواء ماليا أو لوجيستيا، وتشن طائرات مصراتة غارات جوية على تمركزات الجيش الليبى وهى الغارات التى تفشل فى استهداف القوات المسلحة بسبب استخدام مليشيات مصراتة لطائرات تدريبية تفشل فى توجيه الضربات بشكل دقيق لتمركزات قوات الجيش الليبى.

2019-04-05T155432Z_520921278_RC12C5C7E060_RTRMADP_3_LIBYA-SECURITY

 

مصراتة فى معادلة طرابلس

تدرك المليشيات والكتائب المسلحة فى مدينة مصراتة خطورة سيطرة الجيش الوطنى الليبى على العاصمة، لذا دفعت بعدة كتائب مسلحة لدعم المليشيات المسلحة فى طرابلس وأبرزها لواء المحجوب وكتيبة الحلبوص الأكثر تسليحا والدفع بعدد من المستشارين لقيادة المعركة فى طرابلس، وممارسة ضغوط كبيرة على المجلس الرئاسى الليبى برئاسة فائز السراج لتخصيص مليارى دينار دعما للمليشيات المسلحة.

 

وارتكبت طائرات مصراتة جرائم بحق المدنيين فى ضواحى العاصمة طرابلس بضرباتها الجوية العشوائية التى استهدفت منازل لمواطنين أبرياء، وذلك لعرقلة تقدم قوات الجيش الليبى نحو وسط العاصمة وهى المهمة الرئيسية للقوات المسلحة الليبية التى تتقدم صوب طرابلس للقضاء على المليشيات.

 

وتعد تركيا وقطر وإيطاليا أبرز الدول الداعمة لمدينة مصراتة التى تتواجد بها أغلبية تنتمى إلى جماعة الإخوان الليبية، وتمتلك المدينة ترسانة أسلحة ضخمة مخزنة منذ عام 2011 بعد سقوط نظام القذافى، فضلا عن الدعم الكبير التى تتلقاه المدينة عبر مطار مصراتة الذى تسيطر المليشيات المسلحة عليه.

 

خيارات لحل الأزمة

تحتاج الأزمة الحالية التى تشهدها ليبيا تحركات سريعة للتوصل لحل يرضى كافة الأطراف خاصة مع تصاعد العمليات العسكرية، ومحاولة المليشيات المسلحة خلط الأوراق فى طرابلس بالتحالف مع جماعات متطرفة لصد هجوم الجيش الليبى، وهو ما يحتاج لوضع رؤية واضحة للحل.

ومن أهم النقاط التى يجب توافرها لحل الأزمة هو  الحفاظ على استقرار وأمن ليبيا ومنع تسلل أى عناصر أجنبية إلى داخل البلاد، وتفعيل اتفاق الزاوية الموقع برعاية الأمم المتحدة لتنفيذ الترتيبات الأمنية فى طرابلس، وتوقيع اتفاق توحيد المؤسسة العسكرية الليبية ووضع خارطة طريق لانجاز الاستحقاقات الانتخابية في البلاد، وتوحيد كافة جهود الأطراف الليبية لمكافحة الإرهاب وملاحقة الجماعات الإرهابية.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 05:00 م

الأكثر قراءة

محمد صلاح: الموسم الماضى كان الأفضل فى مسيرتى.. وهذه نصيحتى للشباب

عالم بالأوقاف يشكر "المتحدة": دولة التلاوة مشروع وطنى يرسخ الهوية المصرية

الأهلي ينعى محمد الشناوى فى وفاة والده

تشييع جنازة والد محمد الشناوى بعد صلاة الفجر فى كفر الشيخ والعزاء ليلا

مصرع والد محمد الشناوي في حادث سير بطريق الواحات


كهرباء الإسماعيلية يتعادل مع البنك الأهلى 1-1 في الدورى.. أهداف قاتلة

قانون الإيجار القديم.. بدء تطبيق زيادة استثنائية 250 جنيهًا من أول سبتمبر كحد أدنى لحين انتهاء لجان الحصر بالمحافظات.. تحصيل فروقات الزيادة اللاحقة بأقساط شهرية متساوية.. وحظر تحصيل مبالغ خلاف المنصوص عليها

وفاة 5 أشخاص وإصابة 14 آخرين فى نيويورك بسبب مرض ينتشر عبر التكييف

محمد هاني يعود لقيادة الجبهة اليُمنى للأهلي أمام بيراميدز

إحالة الفنانة بدرية طلبة للمحاكمة بتهمة إساءة استخدام مواقع التواصل


الأهلي عن ريبيرو بعد الفوز على فاركو : "الزعيم"

رئيس وزراء السودان يطالب الأمم المتحدة بالتدخل لفك الحصار عن مدينة الفاشر

هدير عبد الرازق أمام حكم بالحبس فى 9 سبتمبر بتهمة الفيديوهات الخادشة.. تفاصيل

"حق ياسين لازم يرجع" التفاصيل الكاملة لجلسات الاستئناف فى قضية طفل دمنهور.. المجنى عليه يصل المحكمة مرتديا ملابس "سبايدر مان".. والمحكمة تقرر تأجيل القضية إلى 20 سبتمبر المقبل لمناقشة الطب الشرعى

أنظر من هنا.. إمام عاشور في تدريبات الأهلى لأول مرة منذ كأس العالم "صور"

هدير عبد الرازق تعلق على فيديوهاتها المتداولة عبر مواقع التواصل

منتخب مصر 2009 يواجه البرازيل والعراق والسعودية فى دورة الأردن

موعد إجازة المولد النبوى الشريف 2025.. عطلة رسمية للقطاعين العام والخاص

إعصار "إيرين" يتقدم فى منطقة البحر الكاريبى ويهدد الساحل الشرقى للولايات المتحدة

حريق بمحرك طائرة ركاب يونانية يدفعها لهبوط اضطرارى فى إيطاليا.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى