سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 15 إبريل 1982.. إعدام خالد الإسلامبولى وإخوانه المتهمين بقتل الرئيس السادات.. وإعلان الخبر فى الإذاعة مرة واحدة

خالد الإسلامبولى
خالد الإسلامبولى
حضرت مجموعة من رجال الشرطة العسكرية إلى السجن فجر يوم 15 إبريل– مثل هذا اليوم- 1982، وقامت بإخراج خالد الإسلامبولى المتهم الأول باغتيال الرئيس السادات أثناء العرض العسكرى يوم 6 أكتوبر 1981، كما أخرجت الرقيب عسكرى حسين عباس المتهم فى نفس القضية، حسبما يؤكد عبود الزمر المتهم فى نفس القضية لموقع «المصريون» -15 أكتوبر 2017 .. يتذكر الزمر: «تم إخراجهما من الزنزانة التى كانت تجمعهما فى عنبر واحد، حيث طرح عليهما ضابط التنفيذ سؤالا قبل مغادرة السجن: ماذا تريدان؟».
 
يؤكد الزمر: «طلب خالد، وحسين عباس، السلام علىٍ وتوديعي، وتم فتح زنزانتى وسلمت عليهما واحتضنتهما باكيا، ولكن فوجئت بارتفاع الحالة المعنوية لهما، ووجدتهما فرحين مستبشرين بقرب لقاء خالقهما، وهو ما أثر علىٍ جدا، ووجدت نفسى أجهش بالبكاء حزينا على فراقهما».. يضيف: «كان يوم إعدام الإسلامبولى يوم خميس وموافقا للزيارة الأسبوعية، ورأيت بعينى خالة خالد تتسلم متعلقاته من إدارة السجن»، ويشير الزمر إلى أن حكم الإعدام كان تم تنفيذه فى ثلاثة متهمين آخرين هم «محمد عبد السلام فرج وعطا طايل حميدة، وعبد الحميد عبد السلام».
 
كان الإسلامبولى ينتمى إلى تنظيم الجماعة الإسلامية، وهو من مواليد 14 نوفمبر 1957 بملوى بمحافظة المنيا، وكان نشاط «الجماعة» تحت الأرض وقتئذ، حسب الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، فى كتابه «خريف الغضب»، مضيفا: «كانت الجماعة الإسلامية مقسمة لمجموعات كل مجموعة مستقلة بذاتها ولها أمير ومفتٍ، وتتواصل تلك المجموعات مع بعضها عن طريق أمرائها، وكانت المجموعة التى ينتمى الإسلامبولى إليها قد حكمت على السادات بالموت»، بزعم «أنه خرج عن حدود الإسلام»، وكان مفتيها فى تلك الفترة الشيخ عمر عبدالرحمن، وسأله أحد أعضاء التنظيم:هل يحل دم حاكم لا يحكم طبقا لما أنزل الله؟ فرد: «نعم يحل دم هذا الحاكم لأنه يكون خرج إلى دائرة الكفر».
 
نفذ عدد من أعضاء الجماعة الجريمة يوم 6 أكتوبر 1981، وتم القبض على المتهمين، ويذكر الدكتور بهلول نسيم فى كتابه «التطرف الديني» عن «دار أمواج– عمان- الأردن»، أن قرار النيابة تضمن اتهام 302 متهم، وبلغ عدد المحامين فى القضية 95 محاميا، واعترف الإسلامبولى بجريمته، قائلا: «إن القوانين التى يجرى بها الحكم فى البلاد لا تتفق مع تعاليم الإسلام وشرائعه، وبالتالى فإن المسلمين كانوا يعانون كافة صنوف المشقات، كما أن السادات أجرى صلحا مع اليهود، واعتقل علماء المسلمين واضطهدهم وأهانهم».
 
يذكر «نسيم»، أن الإسلامبولى رفض تقديم التماس إلى رئيس الجمهورية «مبارك» لتخفيف الحكم، لكن ودون أن يعلم قدمت هيئة الدفاع التماسا وتم رفضه، وقام الرئيس بالتصديق على الأحكام، واعتبرت نهائية يوم 30 مارس 1982.. يؤكد «نسيم»: «فى اليوم المحدد لتنفيذ أحكام الإعدام «15 إبريل 1982»، كان خالد الإسلامبولى وحسين عباس فى إحدى زنزانات السجن الحربى، بينما كان عبدالسلام فرج وعطا طايل وعبدالحميد عبدالسلام بسجن الاستئناف فى باب الخلق تحت حراسة مشددة، ثم نقل «الإسلامبولى» وحسين عباس من السجن الحربى إلى ميدان ضرب النار بالجبل الأحمر، وتم تنفيذ الحكم فيهما بإطلاق الرصاص عليهما، وفى 21 مارس عام 1985 أرسلت أم خالد الإسلامبولى رسالة إلى الرئيس مبارك تطالبه بتسليم جثة ابنها ومعرفة مكان قبره، ونشرت بعض الصحف أن والده صرح بأنه يعرف أن ابنه تم دفنه مع رفاقه الأربعة فى مقابر الصدقة بالبساتين، قرب مقبرة ضحايا الطائرة الباكستانية التى تحطمت فى القاهرة عقب عودتها من السعودية».
 
يضيف نسيم: «فى حوالى الرابعة صباحا، أعلنت الطوارئ فى سجن الاستئناف بباب الخلق، ورفرفت راية سوداء على السجن الذى كان فيه عدد من كبار المسؤولين من مصلحة السجون، وصعد الحراس إلى طابق الزنزنات الانفرادية، وكان برفقة الحراس مأمور السجن، وأحد رجال الدين وبعض المسؤولين عن مصلحة السجون، وفتح الحراس الزنزانات التى كانت فى كل واحدة منها أحد الثلاثة «محمد عبد السلام فرج» وعطا طايل حميدة، وعبد الحميد عبد السلام»، وحسب رواية الشاعر أحمد فؤاد نجم الذى كان موجودا فى السجن وقتها فإن أحد الثلاثة لم يفاجأ ولم يظهر عليه أى انفعال أوتأثر ولا خوف.. كان كل منهم يتلو ما تيسر من القرآن الكريم وكان صوتهم قويا وواضحا، وصوت عبد السلام فرج أوضحهم، وكان يتلو سورة «ق والقرآن المجيد».
 
يذكر نسيم: «أذيع خبر الإعدام رسميا بعد ثمانى ساعات من تنفيذه فى نشرة أخبار البرنامج العام بالإذاعة الساعة الثانية والنصف، ولم تتكرر إذاعة النبأ، ولم يذكره التليفزيون المصرى، بينما تم نشره فى الصحف بطريقة مقتضبة، ونشر الخبر فى الطبعة الأولى لجريدة الجمهورية، وتم رفعه فى الطبعات التالية».. يؤكد نسيم: «كتب أحمد بهجت فى عموده اليومي «صندوق الدنيا» بالأهرام مقالا بعنوان «الشهداء»، وكان يقصد كلا من خالد وفرج وعطا وحسين وعبدالحميد، وتم رفع المقال فى الطبعات التالية».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

متى تستقبل وتفصل المحكمة الإدارية العليا في الطعون على انتخابات الشيوخ؟

خاص.. 13 حزبا وتجمعا سياسيا يشاركون فى القائمة الوطنية من أجل مصر

إياد نصار: شخصية الشهيد محمد مبروك فى "الاختيار 2" أعاد لى مشاهد الألم والخوف على مصر

سيرجيو راموس يوجه رسالة مؤثرة بعد وداع كأس العالم للأندية

كمائن الموت تحت غطاء المساعدات.. مجازر الاحتلال تفتك بالجوعى في القطاع.. مؤسسة غزة الإنسانية.. الاسم خادع والمهمة قاتلة.. 125 شهيدًا و700 مصابًا في شهر.. اعترافات جنود الاحتلال تفضح المجازر


الزمالك يترقب وصول مدربه الجديد يانيك فيريرا خلال ساعات

هيئة البث الإسرائيلية: هناك مؤشرات إيجابية بشأن إبرام صفقة في غزة

اليوم السابع: مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديلات قانون الإيجار القديم

بعد حذف أغانى أحمد عامر.. الغناء حلال أم حرام؟.. رأى الغزالى وعبد الحليم محمود

اعتقال يوسف بلايلى نجم الترجى فى مطار شارل ديجول.. فيديو


النص الكامل لقانون الإيجار القديم بعد موافقة مجلس النواب

الحكومة تتدخل فى اللحظات الأخيرة وتنقذ "الإيجار القديم" بتعديل المادة الثامنة.. تؤكد: لن يتم إخلاء المستأجر الأصلى وزوجته دون بديل من اختياره.. ووزير الشئون النيابية: الدولة لن تسمح بأن يكون هناك مواطن بلا سكن

الحكومة تطمئن كبار السن: الوحدات البديلة للمستأجرين فى مناطق مأهولة بالسكان

زينب عبداللاه تكتب: كنوز كفر السنابسة وأخواتها.. هنا خير بنات الأرض.. ابحثوا عن المكافحات المتفوقات الحالمات الصابرات في كل قرى مصر ستجدون الآلاف من سميرة موسى ومفيدة عبدالرحمن وعظيمات مصر

انتداب مفتش الصحة لتوقيع الكشف على جثمان المطرب أحمد عامر داخل المسجد

النواب يوافق على اقتراح عدم إخلاء المستأجر الأصلى وزوجته قبل توفير بديل

مجلس النواب يوافق نهائيا على قانون الإيجار القديم

الحكومة: "قانون الإيجار القديم ما ذكرش الإخلاء.. والمادة 8 ستثلج الصدور"

أيمن الرمادى يخرج عن صمته: لن أشكو الزمالك مهما حصل.. وعدت بكأس مصر.. لابد من الثقة فى اللاعبين.. شيكا مواقفه لا تنسى.. عمر جابر أذكى وأمهر رايت باك.. شحاتة قدراته هائلة.. ودونجا وشلبى يحتاجان إلى مصالحة

مجلس النواب يوافق على نص المادة 2 بمشروع قانون الإيجار القديم

لا يفوتك


أحمد شوبير: محمد شريف أهلاوي

أحمد شوبير: محمد شريف أهلاوي الأربعاء، 02 يوليو 2025 06:56 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى