إنجي أفلاطون .. فنانة مناضلة من الطفولة إلى السجن

إنجي أفلاطون
إنجي أفلاطون
كتب أحمد إبراهيم الشريف
تمر اليوم ذكرى ميلاد إنجي أفلاطون حيث ولدت فى 16 أبريل 1924، كما تمر غدا ذكرى رحيلها حيث رحلت  فى 17 أبريل 1989 بعد حياة مديدة مع الفن والنضال، من أجل الوطن والشعب، وقد سجلت إنجى أفلاطون قدرا من سيرتها الذاتية التى نشرتها دار الثقافة الجديدة بعنوان "مذكرات إنجى أفلاطون.. من الطفولة إلى السجن"، والتى احتفل مؤشر جوجل بها اليوم.

إنجي أفلاطون.. من الطفولة إلى السجن

وفى مذكراتها تحكى إنجي أفلاطون عن تاريخها الشخصى الذى هو تاريخ "مصر" وتاريخ وعيها وثورتها من عشرينيات وحتى "ستينيات" القرن الماضى، حيث التاريخ الشعبى مضفرا فى التاريخ الرسمى، فمصر تواجه العالم فى العدوان الثلاثى ونساء مصر يواجهن النظرة المتدنية لهن. 
 
تبدأ إنجي أفلاطون من النهاية من مفهوم المذكرات كما رأته إنجى أفلاطون، فمعنى المذكرات لديها، أنه بانتهاء ما هو عام ينتهى هذا الحديث، لذا حملت مذكراتها عنوان "مذكرات إنجي أفلاطون.. من الطفولة إلى السجن"، والتى حررها وقدمها "سعيد خيال"، ومن الواضح أنه بذل جهدا كبيرا فى إعدادها، فقد كانت هذه المذكرات عبارة عن تسجيلات على أشرطة كاسيت قبل أن تفرغها إنجى أفلاطون فى "ثلاثة عشر كراسة". 
 
يمكن من خلال مذكرات إنجي أفلاطون تخيل وضع المرأة المصرية التى كانت تحمل سمات تقدمية فى أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، فنعرف أن تاريخ النساء فى مواجهة الاستعمار الخارجى والداخلى طويل وصعب، ومن أهم ما تعرضت له إنجى أفلاطون، فى مذكراتها، بجانب الفن وتجربتها المبدعة معاناتها الشخصية التى هى معاناة وطن كامل، خرجت من إطار الارستقراطية الذى كانت تعيشه، بكامل إرادتها، وعانت بسبب النظرة المتشككة فى الأغنياء الذين تشغلهم قضايا "العامة" وعندما أصبحت جزءا من الحركة النسائية المصرية ومن الحركة الشيوعية المصرية وأطلقت عليها الصحافة "الآنسة الشيوعية" دفعت ثمن ذلك، من حياتها التى أصبحت غير مستقرة واعتقال زوجها ووفاته ثم اعتقالها هى فى سجن القناطر.
 
وكان لـ إنجي أفلاطون منطلقات فى الحياة والفن، فرغم نشأتها الأرستقراطية، إلا أنها كانت قد حددت موقفها وأدركت أن مكانها بين الجمهور ومع عامة الشعب، حيث وصفت هى نفسها بالمتمردة منذ الصغر قالت "ومن هنا أستطيع أن أقرر دون فخر، وأيضا دون تواضع، أن التمرد كان السمة التى لازمت حياتى فيما بعد"، وتكشف المذكرات أن إنجى أفلاطون تمردت على كل شيء، بدءا من شخصيتها مرورا بكل تفاصيل حياتها. 
 
وفى مرحلة أخرى من حياتها كانت مقولة "أنا أفكر إذن أنا موجود" لـ"ديكارت" هى طريقتها ومفتاحها فى الحياة، وذلك بعد خروجها من مدرسة "القلب المقدس" التى ترمز للطغيان والاستبداد وانضمامها لمدرسة "الليسيه الفرنسية" حيث وجدت "ذاتها" وانطلقت لا يحدها شيء فى بحثها عن الحرية ولا فى تحقيق ما تؤمن به. 
 
أما فى الفن فكانت مؤمنة بمقولة للفنان ليوناردو دافنشى يقول فيها، "إن الفنان الذى لا يستطيع أن يلتقط بالرسم شخصا يسقط من الدور السادس ليس بفنان"، لذا قاتلت هى حتى حصلت على حقها من الرسم فى "المعتقل" كما رسمت السجينات وجسدت معاناتهن ومعاناة أبنائهن ومن قبل رسمت الطبيعة واستخدمت أساليب فنية مختلفة ومتنوعة.
 
أما المقولة المهمة جدا التى اتكأت عليها إنجى أفلاطون فكانت "للضرورة أحكام" وهى مقولة السجن التى على أساسها استطاعت إنجى أفلاطون أن تفهم "مرحلة السجن" وتتعاطف مع المواقف الشاذة التى رأتها هناك، بما يعكس قدرتها على الاستيعاب للجميع، بما انعكس على روحها الفنية.
 
وتظل "مذكرات إنجي أفلاطون" ترصد تاريخا مهما فى حياة "وطن" وتعبر عن كفاح أبنائه فى سبيل الحرية والكرامة وتحقيق الذات، كما أن المذكرات تعكس جانبا حميميا فى العلاقات الإنسانية خاصة كما فى العلاقة بين "إنجي" وأختها "بولي" التى قاتلت من أجل مساعدة هذه الأسرة المرصودة للمواجهة والمعاناة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أرواح تحت الأنقاض وجرحى بلا دواء ونازحون دون مأوى.. مجازر إسرائيل تلاحق المجوّعين بغزة.. الاحتلال يواصل تدمير القطاع.. الأمم المتحدة: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة تنقطع.. الأونروا: كل شيء ينفد من المدينة

الأهلى يتفق مع ريبيرو على تأجيل رحلة إسبانيا.. اعرف السبب

وفاة سائق قطار 43 سنة تعرض لنوبة قلبية بعد توقفه بمحطة التحرير بالبحيرة

وسام أبو على لصفقة الزمالك المنتظرة من المطار: أراك قريباً

شيكابالا أحدث الراحلين.. غرفة ملابس الزمالك تودع 4 نجوم قبل الموسم الجديد


لندن تتراجع عن "الرعاية الاجتماعية".. ووزيرة المالية تبكى وستارمر يعلق

برشلونة يتجه إلى راشفورد بعد ضياع نيكو ويليامز

مصرع طفلة وإصابة 3 أشخاص صدمهم أتوبيس فى الدقهلية

حمم بركانية وطين.. بركان يثير حيرة العلماء فى تايوان.. فيديو

إخلاء سبيل المتهمة فى دهس 4 أسر بالتجمع بعد إتمام التصالح


غدا.. المحكمة الدستورية تفصل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

9 مدارس تمريض لطلاب الشهادة الإعدادية بمحافظة بنى سويف.. اعرف شروط التقديم

انفجار هائل فى محطة وقود بروما يسفر عن إصابة 8 أشخاص .. فيديو

وظائف جديدة بمرتبات تصل 13 ألف جنيه فى قطاع الكهرباء.. التفاصيل

شعار سوريا الجديد يشعل ضجة بين الرافض والمؤيد.. فماذا تعرف عنه؟

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن انتهاء عملية "عام كلافي" ضد إيران

صفقة قوية.. تطورات جديدة فى ملف انتقال وسام أبو على إلى الريان

مروان عطية يغادر اليوم المستشفى بعد إجراء جراحة الفتاق

الهلال يواجه فلومينينسي لمواصلة الحلم العربى فى مونديال الأندية الليلة

8 أندية من 6 دول و33 جنسية.. كأس العالم للأندية 2025 يدخل مراحل الحسم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى