د.ماريان جرجس تكتب تأمين الدستور وليس تعديل الدستور!!

د.ماريان جرجس
د.ماريان جرجس

إن وجود أي خلل أو ثغرة غير مٌلتفت إليها بالدستور أو القوانين والتي  ما هى إلا  صغيرة الدساتير، يتسبب  ذلك في خلل أكبر في السلطات التنفيذية والقضائية، فكم من قانون لم تُحصن ثغراته استُغل في السوء، ومن هذا المنطلق كان على كاهل الدولة المصرية أن تقلم أظافر أي ثغرات دستورية  قد تكون بابًا أو فرصة للمساس بمدنية الدولة أو بمبدأ المواطنة أو بالمساواة بين كل أطياف الشعب، وبالفعل نري في كل أنحاء دول العالم التي لم تتنبه حكوماتها لتلك الثغرات- أن القوات المدنية بل والمعارضة هي التي تطلب التعديلات وتأمين تلك الثغرات.


ففي الجزائر مثلا، يطالب الكثير بتعديلات دستورية تغلق الباب أمام الثقافة الواحدة الموالية فكريًا لفرنسا وتعديل الاقتباسات من الدستور الفرنسي، هكذا الأمر في العراق الشقيق منذ عام 2004 والدستور التي وضعته الإدارة الأمريكية وحتى عامنا هذا والذي طالب عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي بتعديلات في الدستور العراقي، ناهيك عن "المهلة المفتوحة" كما أطلق عليها الساسة اللبنانيون وهى المهلة التي بلا أجل معين لتشكيل الحكومة وتأليفها والتي سنحت للبعض إهدار الوقت والفشل في تأليف الحكومة أكثر من مرة.


أما المفاجأة فهي في اليابان، فبعد سبعين عامًا من مواد دستور وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة المادة التاسعة بعد عام 1945م لتجرد اليابان من أي تدخل عسكري بعد الحرب العالمية الثانية وبالرغم من قدرة اليابان على التسليح القوى، طالب شيزو أبى رئيس الوزراء وحاكم الحزب الديمقراطي الليبرالي الياباني بالتخلص من تلك الثغرة الدستورية وبناء جيش نظامي ياباني.


حتى الولايات المتحدة الأمريكية لم تفلت من تلك الثغرات اللعينة  وبعد الإصلاحات الدستورية الكثيرة التي قامت بها وهي الكارثة التي تحدث عنها ترامب منذ حملته الانتخابية؛ كارثة زواج الأطفال والاتجار بهم من خلال ثغرات في قوانين الهجرة والتي نتج عنها آلاف زيجات القُصر خاصة من أمريكا اللاتينية.


فلا يوجد مٌشرع كامل الإدراك ليرى كل الزوايا الحاضرة والمستقبلية الناجمة عن تشريعاته حتى وان كانت تشريعات نتيجة جهد جماعي، فمن الوارد حدوث ثغرات ومن هنا تأتى أهمية التعديلات لإصلاح تلك الثغرات.


وإدراك الإدارة المصرية السريع لتلك الثغرات الموجودة في دستور 2014 ما هو إلا دليل على مرونة تلك الإدارة ورغبتها في إصلاح حقيقي وضمان استقرار سياسي وغياب البيروقراطية الدستورية وحماية تشريعية بنّاءة وسد أي ثغرة لقفزات من أي تيارات متسترة باسم الدين على الحكم وهى إرادة الشعب المصري التي تجلت في الثلاثين من يونيو.
 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جوادالاخار ضد برشلونة.. شوط سلبي فى دور الـ32 من كأس ملك إسبانيا

تصويت محمد صلاح وحسام حسن لاختيار أفضل مدرب وحارس فى «ذا بيست» 2025

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

22 قائدا للمنتخبات يدعمون محمد صلاح فى ذا بيست

جوادالاخار ضد برشلونة.. تأجيل مباراة كأس ملك إسبانيا 30 دقيقة


تعرف على أصوات محمد صلاح وحسام حسن فى جائزة ذا بيست

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025

نتيجة مباراة منتخب مصر ونيجيريا الودية بعد مرور 15 دقيقة.. صور

حفل جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى يتوج بأفضل لاعب فى العالم


محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

أمين عمر حكماً رابعاً وأبو الرجال مساعد احتياطى فى نهائى كأس الإنتركونتيننتال

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى