خالد صلاح يكتب تعقيبا على الحوار مع على عبد العال رئيس البرلمان : التعديلات ليست المكسب الوحيد.. النضج السياسى مكسب كبير أيضاً

الاستاذ خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع
الاستاذ خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع
لا تقتصر مكاسب التعديلات الدستورية على مضمون التعديل وأهميته لتحقيق الاستقرار السياسى فحسب، لكن التعديلات كشفت لنا عن مكسب آخر تمثل فى حالة النضج والحنكة والاحترافية التى أدار بها رئيس مجلس النواب المصرى الدكتور على عبدالعال فعاليات الحوار المجتمعى، وجلسات البرلمان التى ناقشت التعديلات فى نصوص الدستور، هذه الاحترافية التى بدأت من قيادة المجلس وهيمنت على أجواء الحوار، وامتدت لمختلف المقترحات المؤيدة أو المعارضة حول هذا التطور الدستورى والسياسى الجديد. 
 
نحن أمام مجلس نيابى مختلف، وحالة ديمقراطية ناضجة، ونحن أمام حوار حقيقى قاد إلى تغييرات كبرى فى النصوص التى قدمها النواب للتعديل، وساقنا كذلك إلى تطور فى القناعات مع كل مرحلة جديدة من مراحل النقاش، ومع كل مقترح جاد تقدم به المشاركون إلى المجلس، هذا مكسب آخر فى ذاته، وهذا إنجاز مهم لم نكن نتوقعه لا يقل أهمية عن إنجاز الدستور، فمصر اشتاقت إلى هذه الجدية، وتطلعت إلى أن يسودها حوار ديمقراطى حقيقى يتبادل فيه النواب والشعب الرأى بحرية، وترتقى فيه الأفكار الخام، لتصبح منتجا وطنيا متكاملا يرشد البلاد إلى الأصوب دائما لمصلحة الناس. 
 
كان الدكتور على عبدالعال رمزاً لهذا النضج والرقى فى مشاهد مختلفة، خلال الستين يوما الماضية: 
 
لم يدخل رئيس مجلس النواب إلى الحوار المجتمعى بعقيدة مسبقة متعصبة لما تؤمن به، لكنه كان مستعداً طوال الوقت أن يبحث ويفتش عن رأى آخر غير هذا الذى يعتقد، وقد كان لمقال واحد للدكتور محمد غنيم سبباً فى أن يغير الرجل قناعته تجاه بعض المواد، خاصة ما يتعلق بالمادة 140، وبالحوار حول المادة الانتقالية التى شملها مقترح التعديل الأول. 
 
لم يبدل الدكتور على قناعته فى الظلام، لكنه أعلن على الملأ أن هذا المقال كان له تأثير كبير فى أفكاره وفى رؤيته للأصوب دستوريا، وللملائم وطنيا، وتسبب ذلك فى قيادة دفة المجلس والساعات الطويلة لجلسات الحوار المجتمعى نحو وجهة أخرى تماما. 
 
كان الدكتور على شغوفا باستقلال القضاء، ومنح المواد الخاصة بالهيئات القضائية امتيازاً خاصاً فى الحوار وفى التفكير وفى الصياغة النهائية، مؤمنا بأن استقلال القضاء هو الضمانة الأكبر لصون البلاد وحماية الأمة، وكان للتعديلات التى أضافها الحوار بقيادته، وبالتأسيس القانونى والدستورى لهذه المواد أثر كبير فى خروجها على نحو واثق، وفى حصد موافقة الهيئات القضائية على هذه المواد فى صياغة مبتكرة وجامعة. 
 
لم يتردد الدكتور على فى منح كل قضية حقها من النقاش، أيا كانت جهة طرح هذه القضية، وأيا كانت نواياهم، وتبدى ذلك بوضوح فى النقاش الذى جرى مع قيادات حزب النور السلفى حول الفرق بين المدنية والعلمانية، وربما يجوز هنا أن ندعى بأن الدكتور على أعاد ترتيب هذا العقل السلفى ترتيبا منطقيا للتفرقة بين المدنية والعلمية، اصطلاحاً وتطبيقاً، مقدماً نماذج نابضة بالحيوية ساعدت قيادات حزب النور على اتخاذ القرار الأصوب بشأن مدنية الدولة. 
 
هذه أمثلة على النضج السياسى والاحترافية فى مشهد التعديلات الدستورية، لكن مضابط الحوار المجتمعى وجلسات البرلمان تكشف عن أبعاد أعمق وأمثلة أكثر لما وصل له البرلمان المصرى بقيادته ونوابه من رقى واحتراف يشكل مكسبا كبيرا لمصر، ويؤسس لمرحلة جديدة من الديمقراطية الحقيقية والجادة بدلا من سنوات التراشق الأجوف، والصخب الأعمى الذى قادنا من قبل إلى خسائر فادحة، وأهدر على هذا البلد سنوات طويلة من العمل والكفاح. 
 
نحن كسبنا المزيد من الاستقرار من التعديلات الدستورية.. 
وكسبنا أيضا برلمانا ناضجا ونابضا بالجدية والمنطق.. 
 
ورئيساً لهذا البرلمان فاجأنا بما هو عليه من معرفة، وما يتمتع به من صبر، وما بلغه من نضج سياسى يشكل نموذجا تأسيسيا فى ديمقراطيتنا النامية.
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير الصحة يتسلم شهادة قضاء مصر على انتقال جميع طفليات الملاريا البشرية

الزمالك يسدد 2 مليون يورو فى 5 أيام لإنهاء أزمة إيقاف القيد

سعيد الشحات يكتب: إيلي كوهين.. الجاسوس الذي زرعته إسرائيل في سوريا.. روايات عديدة لكيفية افتضاح سره والقبض عليه.. ساحة المرجة شهدت إعدامه وجثته ظلت معلقة ساعات.. وإسرائيل حاولت استعادة رفاته طوال 60 عاما

التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة

رئيس بعثة الحج: تفويج 1000 حاج ببعثة القرعة من المدينة المنورة إلى مكة


أمير كرارة مفاجأة فيلم المشروع X مع كريم عبد العزيز

هل تنتهى "العداوة المصطنعة" بين الأهلي والإسماعيلى بعد إلغاء الهبوط؟

تزوجى من غيرى ولا تحرمى نفسك من شىء.. آخر كلمات إيلى كوهين فى وصيته

وزارة العمل تعلن فرص عمل جديدة فى الصيدليات برواتب تصل لـ9400 جنيه

مقتل شابين بطلقات نارية بمنطقة النجاجرة فى كوم أمبو بأسوان


تطورات تمديد عقد حمزة علاء مع الأهلى بعد رفض عرض الزمالك

ترتيب الحذاء الذهبي الأوروبى 2025.. مبابي يتفوق على محمد صلاح

أهم الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة.. محتويات الأرشيف السرى لجاسوس الموساد بسوريا إيلى كوهين.. رحلة الرئيس الأمريكى السابق مع مرض سرطان.. إسبانيا و6 دول أوروبية تدعو إسرائيل لوقف المذبحة فى غزة

مي عمر تخطف الأنظار في مهرجان كان وتعلن عن مسلسل رمضاني جديد

فحص كاميرات المراقبة لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته قبل إعدامه بساعات؟

"ليلة التتويج".. موعد آخر ظهور للأهلى وبيراميدز فى الجولة الأخيرة للدوري

طليقها يطالب برؤية الطفل.. 6 معلومات عن دعوى رؤية نجل جورى بكر

وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

فى الذكرى العاشرة لرحيله.. حسن مصطفى نجم الكوميديا والمسرح الذى لا ينسى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى