المصريون يقدمون ملحمة وطنية فى ثالث أيام الاستفتاء.. احتفالات أمام مقار اللجان.. وطوابير الشباب تتصدر المشهد.. معمرة تقطع مسافة طويلة للمشاركة.. وصور الشهداء تلفت الأنظار

لليوم الثالث يواصل المصريون تقديم الملحمة الوطنية التي بدأوها منذ انطلاق أولى أيام الاستفتاء على التعديلات الدستورية تلبية لنداء الوطن وإيمانا بواجبهم الوطنى.

فئات مختلفة خرجت فى مشهد حضارى لتصطف في طوابير يتصدرها الشباب، أمام مقار اللجان المخصصة للاستفتاء على التعديلات الدستورية، كما كان الشهداء هم الحاضر الغائب في الاستفتاء فخرج ذووهم للإدلاء بأصواتهم رافعين الأعلام المصرية وصور أبنائهم من الشهداء.

ففي لفتة إنسانية، اصطحب رجال الشرطة أسر شهداء الداخلية إلى مقار اللجان الخاصة بهم ،تقديراً لتضحيات ذويهم وتيسيراً عليهم للمشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وذلك فى إطار سياسة وزارة الداخلية الهادفة فى أحد محاورها إلى تقديم كافة أوجه الدعم والرعاية لأسر شهداء هيئة الشرطة باعتبارها أحد ثوابتها المحورية إعلاءً لقيم الوفاء لتضحيات ذويهم الذين إستشهدوا دفاعاً عن  أمن الوطن وسلامة أراضيه.

وقامت الإدارة العامة للعلاقات الإنسانية ورعاية أسر شهداء ومصابى الشرطة باصطحاب أسر الشهداء بالقاهرة والجيزة من محال إقامتهم إلى مقار لجان الإستفتاء الخاصة بهم لتمكينهم من الإدلاء بأصواتهم إنطلاقاً من حرصهم على أداء واجبهم الوطنى، فيما حرص أسر الشهداء على حمل صور ذويهم.

مشهد آخر حضارى، لا يزال يرسمه ذوى الاحتياجات الخاصة وأصحاب الهمم الذين لعبوا دورا كبيرا فى المشاركة بالتصويت على التعديلات الدستورية، التى تجرى على مدار 3 أيام، فلم تمنعهم إعاقتهم، من تأكيدهم على حب مصر، بالمشاركة فى الواجب الوطنى وإرسال رسالة للعالم بأن شعب مصر قادر على صنع مستقبله بنفسه.

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة مشاركة ذوى القدرات والهمم ومتحدى الإعاقة الحركية فى الاستفتاء يعكس نجاح الوزارة فى الوصول اليهم ودمجهم فى المجتمع، مشيراً إلى أن الوزارة قامت بإنشاء وحدة مركزية على مستوى كافة المحافظات من خلال فريق عمل تم تدريبه وتأهيله، مشيراً إلي استمرار انعقاد غرفة العمليات المركزية وتلك الأخرى بالمحافظات حتى انتهاء مدة الاستفتاء على الدستور.

ولم يخل المشهد من كبار السن الذين يضربون المثل في الحرص علي المشاركة في الاستفتاء ، حيث حرصت المعمرة حياة محمد صادق، صاحبة 85 عاما، على المشاركة والإدلاء بصوتها فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، متكئة على عكازها قاصدة لجنتها الانتخابية الواقعة فى مدرسة أجيال المستقبل بمنطقة بولاق الدكرور.

وقالت السيدة حياة محمد صادق، إنها جاءت وقطعت المسافات من أجل الإدلاء بصوتها وحقها للحفاظ على مصر، قائلة :"أنا جيت هنا علشان مصر وعلشان خاطر الرئيس السيسى".

كما قام النائب محمد الحسينى، عضو مجلس النواب عن دائرة بولاق الدكرور، بالتقاط الصورة مع السيدة العجوز، مقدما لها التحية على قدومها للتصويت فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية .

ورصد فريق "اليوم السابع"  أطول طابور للشباب أمام مدرسة خليل أغا بحى باب الشعرية فى القاهرة، للمشاركة فى ثالث أيام الاستفتاء على دستور مصر 2019.

وفي السياق ذاته، شهدت لجان باب الشعرية توافد عشرات المواطنين، وتنظيم طوابير أمام اللجان للمشاركة فى ماراثون الاستفتاء على التعديلات الدستورية.

ومن باب الشعرية إلي اللجان الانتخابية في المنيل والسيدة زينب التي شهدت إقبالا ملحوظا من المواطنين للتصويت فى اليوم الثالث للاستفتاء على التعديلات الدستورية.

وتوافد عشرات الشباب منذ الصباح الباكر، أمام مدرسة ثانوى صنايع بنات، بمنطقة المرج للمشاركة فى ثالث أيام الاستفتاء على دستور مصر 2019، كما شهدت كافة لجان المرج حالة من الاحتفالات والفرحة تزامنا مع توافد الشباب، وتنظيم طوابير أمام اللجان للمشاركة فى ماراثون الاستفتاء على التعديلات الدستورية .

وشهدت منطقة الدقي بمحافظة الجيزة، احتشاد  المواطنين أمام لجانها لاسيما اللجنة الفرعية رقم 3 المنعقدة بمدرسة الأورمان الإعدادية بنين بنطاق الدقى، للمشاركة والإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية.

وفي إطار المتابعة الدولية لعملية الاستتفاء علي التعديلات الدستورية المقترحة علي دستور 2014، تفقد وفد من أعضاء السفارة الأسترالية بالقاهرة مقر اللجنة الفرعية رقم 3 المنعقدة بالمتحف الزراعى بنطاق دائرة الدقى،  لتفقد ومتابعة سير  الاستفتاء على التعديلات الدستورية.

كانت الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، ذكرت أن إجمالى عدد اللجان العامة للتصويت على الاستفتاء يبلغ 368 لجنة، وتضم 10878 مركزًا انتخابيا، و13919 لجنة فرعية، تفتح أبوابها على مدار الثلاثة أيام من التاسعة صباحًا وحتى التاسعة مساءً

ويحق التصويت لـ61 مليونا و344 ألفا و503 ناخبين، وقد استغرق مجلس النواب أكثر من شهرين فى مناقشة التعديلات الدستورية إعمالا لأحكام المادة 226 من الدستور المتعلقة بإجراءات التعديل، حيث ورد طلب التعديل لمجلس النواب مقدما من أكثر من خمس أعضاء المجلس، وتم مناقشة مبدأ التعديل فى اللجنة العامة، ثم عرض على الجلسة العامة من حيث المبدأ، وأحيل للجنة التشريعية لمناقشته وإجراء حوار مجتمعى بشأنه، ومنها عرضت التعديلات على الجلسة العامة ووافق المجلس عليها نهائيا بأغلبية 531 عضوا، بعد التصويت عليها نداء بالاسم.