"ينفقون أموالهم ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون".. حزب موال للجماعة الإرهابية يخترع أكاذيب ساذجة كاختطاف المواطنين لتشويه الاستفتاء.. وتكاليف كراتين المواد الغذائية المنسوبة كذبا للمؤيدين تفضح المؤامرة والمتآمرين

مسامير الإخوان فى جسد السياسة المصرية
مسامير الإخوان فى جسد السياسة المصرية
غاب الإخوان عن المشهد السياسى عقب ثورة حاشدة فى 30 يونيو، وعادوا إلى دورهم المعتاد فى العمل السرى المصحوب العنف والتحركات العدائية ضد الدولة والمواطنين، لكنها قررت فى هذه المرة أن تحتفظ بمسامير فى جسد السياسة المصرية، وأن تظل متحكمة فى المشهد الحزبى من خلال بعض الكيانات الكرتونية المرتبطة بها.
 
استفتاء التعديلات الدستورية 2019 - اليوم السابع  (1)
 
كان واضحا فى الشهور التالية لثورة 25 يناير أن جماعة الإخوان اختارت توسيع رقعة حضورها السياسى، عبر توزيع رجالها ووكلائها على عدد من المنصات السياسية، فدشنت حزب الحرية والعدالة الذى صدرت قرارات بحله عقب ثورة 30 يونيو، وتولى رجالها الخفيون أو من ادعوا الانفصال عنها تشكيل أحزاب أخرى تابعة، كان أبرزها مصر القوية الذى أسسه عبد المنعم أبو الفتوح، والوسط الذى أسسه أبو العلا ماضى وعصام سلطان، والعدل الذى أسسه مصطفى النجار وعبد الرحمن القرضاوى.
 
استفتاء التعديلات الدستورية 2019 - اليوم السابع  (2)
 
إلى جانب قائمة الأحزاب الإخوانية المباشرة، فتحت الجماعة قنوات اتصال مع أحزاب أخرى قديمة، واستضافت بعضها على قوائمها الانتخابية فى انتخابات البرلمان 2011، وسعت الجماعة إلى اختراق أحزاب أخرى تأسست عقب ثورة يناير، عبر القيادات الوسيطة والخلايا النائمة التى تصدرت مشهد تلك الأحزاب عقب الإطاحة بالإخوان وقرار مؤسسى الأحزاب المدنية مغادرتها، وكان للإخوان ما أرادوا بمدّ رقعة نفوذهم إلى داخل الهيئات العليا لأكثر من خمسة أحزاب سياسية. 
 
الرباط الوثيق بين الإخوان وعدد من الأحزاب السياسية المحسوبة على الأيديولوجيات الليبرالية واليسارية والناصرية، بدا واضحا فى تدشين ما عُرف بـ«الجبهة المدنية الديمقراطية» أواخر العام 2017، بمشاركة 7 أحزاب منها حزب إخوانى و3 تربطها صلات قوية بالجماعة، إضافة إلى 150 شخصية عامة بينهم 18 وجها سياسيا وأكاديميا يرتبطون بالجماعة، إضافة إلى أكثر من 30 آخرين تجمعهم اتصالات دائمة بكوادر الإخوان فى الداخل والخارج، وقبل ساعات من انطلاق الاستفتاء على التعديلات الدستورية نشطت تلك الحركة، وعدد من رموزها فى إطار استهداف الاستفتاء ومحاولات تشويهه، عبر خطاب يطابق تقريبا ما تبثه قنوات الإخوان ومنصاتها الإعلامية من خطابات.
 
التحرك الذى استبق انطلاق الاستفتاء كان متوقعا ألا يكون الأخير، وأن تتبعه خطوات أخرى شبيهة، لكن حالة الاحتشاد وكثافة المشاركة فى كل لجان التصويت على امتداد الجمهورية سدّت ثغرات النيل من الاستفتاء بزعم ضعف الإقبال أو تراجع المشاركة أو توجيه المقترعين، لذا كان ضروريا أن تبحث الجماعة وحلفاؤها عن ثغرات بديلة لتمرير خطابهم السابق، فانطلقت قنوات الإخوان مدعية أكاذيب ساذجة عن اختطاف المواطنين وتخويفهم من خلال المساجد، ونشطت جبهة الداخل والأحزاب الموالية للجماعة على صعيد تشويه حالة الاصطفاف الوطنى، وادعاء أنها كانت مصنوعة من خلال رشاوى انتخابية، فيما يمثل إهانة مباشرة لملايين المواطنين الذين أدلوا بأصواتهم فى استحقاق دستورى تحركوا خلاله بوازع وطنى، بينما يرى الفريق المعادى لتحركهم أنهم مأجورون ويحصلون على مقابل حبهم لوطنهم.
 
استفتاء التعديلات الدستورية 2019 - اليوم السابع  (3)
 
ترويج هذا الخطاب كان فى حاجة إلى أدلة، وباعتبار أن الأدلة التى تؤكد تلك المزاعم غير متوفرة، فلا بديل عن صناعتها، وهكذا بدأ أحد الأحزاب المحسوبة على التيار الناصرى الاستعداد لصناعة الأدلة، عبر شراء كميات من الكراتين المعبأة بالسلع الغذائية، استعدادا لتصويرها فى مؤتمر صحفى وادعاء أنها كانت تُوزع أمام لجان التصويت فى الاستفتاء.
 
الخطة إخوانية النكهة كان مقدرا أن تسير بهدوء وصولا إلى محطة المؤتمر الصحفى وترويج تلك المزاعم باعتبارها حصيلة رصد مباشر لأعضاء وكوادر الحزب من محيط لجان التصويت، لكن مشاجرة فى أروقة الكيان الحزبى الهش كشفت المستور، إذ شهدت الساعات الأخيرة احتداما فى الخلافات فى أروقة الحزب على خلفية تدبير كُلفة الكراتين والسلع الغذائية، والخلاف على أسعارها وأشخاص المكلفين بتوفيرها، وزاد الاحتدام حتى خرج الخلاف إلى العلن، ووصل إلى الأجهزة الأمنية التى بدأت تحقيقات فى الأمر، من المقرر أن تشهد التوصل إلى تفاصيل وأسماء المكلفين بإنجاز المهمة، وجهات التمويل التى وفرت التكلفة المادية لها.
 
تحرك الحزب الذى يدعى الارتباط باسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ليس جديدا، فسبق أن جمعته تفاهمات وعمليات تنسيق واسعة مع جماعة الإخوان الإرهابية، سواء فى استحقاقات انتخابية، أو فى أنشطة وفعاليات سياسية، ويرتبط عدد من كوادره بصلات وثيقة مع قيادات الصفين الأول والثانى فى الجماعة، وبعضهم تجمعه روابط اجتماعية وعائلية مع عناصر بارزة فى محيط الإخوان وخريطة تحالفاتها من التيارات الدينية.
 
استفتاء التعديلات الدستورية 2019 - اليوم السابع  (4)
 
فضيحة التحركات الإخوانية التى ينفذها فصيل من الناصريين لم تخرج إلى قواعد الحزب وأرجاء الساحة السياسية فقط، وإنما ترددت أصداؤها حتى وصلت إلى مواقع التواصل الاجتماعى، فكتب عدد من الناشطين مشيرين إلى تحركات أحد الأحزاب المحسوبة على المعارضة الناصرية، واستعداده لتنظيم مؤتمر صحفى من المقرر أن يُظهر فيه كميات من السلع الغذائية باعتبارها من الرشاوى السياسية التى جرى توزيعها أمام لجان الاستفتاء، وأن قنوات الإخوان ستوفر تغطية واسعة للمؤتمر ومواده البصرية، فى إطار الحملة التى تنفذها منذ أيام باستعادة صور قديمة من الحملات الاجتماعية والخيرية فى مناسبات وطنية ودينية باعتبارها أحداثا جديدة خلال فترة الاستفتاء، لتكون المواد الجديدة التى سيوفرها المؤتمر مساحة مختلفة فى تثبيت تلك الرؤية، من خلال مشاهد جديدة بدلا من الصور الأرشيفية.
 
وبحسب مصادر من داخل التيار الناصرى، فإن المشاجرة التى اندلعت داخل الحزب الموالى للإخوان شهدت تراشقا بالاتهامات بين عدد من القيادات والكوادر الوسيطة، ادعى بعضهم استحواذ شخص واحد على الأموال المخصصة لشراء الكراتين والسلع الغذائية، وتوجيه قدر ضئيل منها لهذا الغرض بينما لا يعرف أحد مصير باقى المبالغ، لافتين إلى أن تلك المبالغ وصلت من خلال ثلاثة من أبرز كوادر التيار، وأنه ربما تكون حصيلة تبرعات جمعتها شخصيات سياسية معارضة، بالتعاون مع عدد من رموز منظمات المجتمع المدنى وبعض الأحزاب الليبرالية، ومن المحتمل أن تكون تدفقات مباشرة من خلال جماعة الإخوان، سواء بتحويلات من المكتب الإدارى فى الخارج عبر أيمن نور أو القيادى البارز فى التيار «س. ع»، أو حتى من خلال المكاتب الإدارية فى الداخل. 
 
استفتاء التعديلات الدستورية 2019 - اليوم السابع  (5)
 
وتوقع مراقبون للشأن السياسى أن تشهد الساعات المقبلة تحركات جادة من جانب سياسيين داخل التيار الذى ينتمى إليه الحزب، أو من الحركة المدنية والشخصيات العامة، لفضح تلك الممارسات واتخاذ مواقف إعلامية وسياسية وقانونية حاسمة معها، وربما يمتد الأمر إلى تقديم بلاغات للنيابة بشأن الواقعة، خاصة مع اعتراضات نسبة غير قليلة من أعضاء وقواعد الحزب على المسار الذى قرر رئيس الحزب وقيادات الصف الأول به السير فيه، وهو ما يُرجح أن يشهد الأمر خلال الساعات المقبلة مزيدا من التصاعد داخل الحزب والتيار، وعلى الصعيد العام، وصولا إلى كشف الضالعين فى تلك الممارسات، وفضح قنوات اتصال الجماعة الإرهابية داخل بعض الأحزاب التى تحسب نفسها على المعارضة أو التيار المدنى.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

تصعيد أمريكى خطير ضد فنزويلا.. ترامب يعلن حصار كراكاس

مقتل أستاذ طاقة نووية أمريكى قرب بوسطن بطلق نارى

ليلة زفاف نجم الأهلى.. أحمد عبد القادر يحتفل وسط أسرته وأصدقائه فى الدقهلية.. عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام أبرز الحضور.. وعصام صاصا وأورتيجا يشعلان الأجواء بالأغانى.. فيديو وصور

كريم سعد مخرج فيلم 4 عُرفى بطولة أحمد فهمى والتصوير الشهر المقبل


تقرير عبد الرؤوف النهائى يحسم مصير ناصر منسى مع الزمالك

محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي

إمام عاشور يوجه رسالة مؤثرة: مريت بمرحلة صعبة ومش مستنى آخد لقطة

عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام يشاركان أحمد عبد القادر حفل زفافه بالدقهلية.. صور

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025


جوادالاخار ضد برشلونة.. شوط سلبي فى دور الـ32 من كأس ملك إسبانيا

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

22 قائدا للمنتخبات يدعمون محمد صلاح فى ذا بيست

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

تعرف على أصوات محمد صلاح وحسام حسن فى جائزة ذا بيست

حالة الطقس غدا.. الأرصاد تحذر من شبورة كثيفة وتكشف خرائط الأمطار المتوقعة

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

الأهلى يترقب موقف توروب من عرض المصرى لضم محمد سيحا

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى