"بيتك هنا.. أهلك هنا".. بيوت النوبة بغرب سهيل فى أسوان فرصتك للاستجمام بين سحر الطبيعة وجمال النيل.. والسائحون يفضلون رسم الحنة.. والطواجن والبامية الويكة أكثر الأطعمة المطلوبة.. واللعب مع التماسيح أهم الأنشطة

أسوان ندى سليم

الجمعة، 26 أبريل 2019 07:00 م

"بيتك هنا.. أهلك هنا"، بهذا الشعار يستقبل أصحاب البيوت النوبية بقرية غرب سهيل بمحافظة أسوان، الزائرين فإذا أتيحت لك الفرصة بزيارة بلاد الذهب يوما ما سيكون التجول فى القرية النوبية على أهم أجندتك السياحية، فهناك ستقضى يوما بالبيوت النوبية الملونة المصممة على الطراز الأسوانى الأصيل، فتستمتع بمائدة نوبية دسمة فضلا عن الأغانى والموسيقى التراثية وركوب الجمل وغيرها من الأنشطة التى تجعلك تشحن طاقتك من جديد.

وتتنوع الأنشطة التى يقوم بها السائحون خلال زيارتهم بالقرى النوبية، وتروى الحاجة سمية عاطف، صاحبة إحدى البيوت النوبية، عن أهم الخدمات التى تقدمها لزائريها قائلة: رسم الحنة هو أهم ما يحرص عليه السائحون نساء منهم وحتى الرجال أيضا، فهم يشعرون بسعادة عندما يرسمون الحنة بأشكالها المتنوعة على أجسادهم، حتى الرجال يحرصون على رسم أشكال بسيطة على الكتف والأيدى، لذا تعد الحنة أهم نشاط يقدم فى أى بيت نوبى بالقرية، ويختلف سعره وفقا على الرسومات المختارة ويبدأ من 50 جنيهًا.

وأوضحت "سمية"، لـ"اليوم السابع"، أن كافة البيوت النوبية بالقرية كانت منذ سنوات منازل تقليدية، لكن تم تحديثها وتطويرها بالألوان المختلفة وتخصيص غرف وساحات لاستقبال السائحين، تم تزيينها بالديكور العربى الذى يعتمد على البساطة والتراث، فهذا الطراز ما يجذب السائحون إلينا لأنهم سأموا من الحداثة والتكلف لذا يشعرون بالسعادة فى هذه البيوت البسيطة.

وأشارت "سمية" إلى أن هذا المنزل قد توارثته عن والداها وتعيش به برفقة شقيقتها، فهو مصدر دخلهم الوحيد ورأس مالهم لذا يحرصون على الاعتناء به وتقديم المأكولات والمشروبات الأسوانية للزائرين خاصة فى موسم الشتاء.

وعلى بعد كيلو مترات من بيت "سمية" نجد منزلا آخر يحمل لافتة مدون عليها "بيتك هنا أهلك هنا"، واللافت فى هذا المنزل أنه مزين بالتماسيح المحنطة ويتكون من طابقين يطلان على نهر النيل، ومن جانبها تروى داليا أبازيد، صاحبة المنزل، عن أهم الجنسيات التى تحرص على زيارة البيوت النوبية بقرية غرب سهيل، موضحة أن مؤخرا أصبح غالبية الزائرين من بلاد شرق آسيا من الصين وتايلاند، حيث تراجع أعداد السائحين من البلدان الأوربية مثل الإنجليز والإسبان والألمان، مشيرة إلى أن العائد الذى تحصل عليه من موسم الشتاء يكون مصدر دخل أسرتها طيلة العام.

وحول الأطعمة التى تقدمها البيوت النوبية، تروى داليا أبازيد، لـ"اليوم السابع"، أن الطواجن بمختلف أنواعها والبامية الويكة أكثر الأطعمة التى يقبل عليها السائحون، أما أكثر المشروبات المفضلة إليهم يأتى الكركدية والدوم فى مقدمة تلك المشروبات، ويتمكن الزائر من تناول الوجبات الثلاثة فتكون وجبة الفطار والعشاء عبارة عن المش والفطير والعسل الأسود.

ومن الأنشطة التى يقوم بها السائح بالقرية، توضح داليا أبازيد، أن ركوب الجمال ورسم الحنة والتقاط الصور التذكارية مع التماسيح واللعب معهم أهم الأنشطة التى يستمتع بها الزائر هنا، فضلا عن تقديم بعض العروض الغنائية فى الفترات الليلية، وقبل أن تنتهى زيارة السائح يحرص على شراء التوابل الأسوانية الشهيرة وبعض المشغولات اليدوية مثل الجلباب الأسوانى وطاقية بكار والإكسسوارات من الأحجار الكريمة، والتحف الفرعونية.

وأكدت "أبازيد"، لـ"اليوم السابع"، أن هذا المنزل هو منزل والداها فهى تعلمت هذه المهنة منه وورثتها عنه بعد وفاته، فتعلمت كيفية الاعتناء بالتماسيح ومخاطبة السائحين بمختلف اللغات، موضحة أن منزل والداها كان منزلا تقليديا إلا إنها تمكنت من تطويره وتخصيص مقاعد على الطراز العربى للسائحين بألوان مميزة حتى يصبح منزل والداها أهم منزل فى القرية النوبية.