دار الإفتاء فى أهم تقرير لها تكشف عن كيفية التعامل مع ظاهرة الإسلاموفوبيا.. وتؤكد من أسبابها الخوف من تزايد أعداد المسلمين.. اللوبى الصهيونى والإعلام أهم عوامل انتشارها.. وتجديد الخطاب الدينى أبرز الحلول

دار الإفتاء المصرية تواجه الإسلاموفوبيا
دار الإفتاء المصرية تواجه الإسلاموفوبيا
كتب لؤى على

أصدرت دار الإفتاء المصرية تقريرا هاما حول ظاهرة الإسلاموفوبيا، حصل اليوم السابع عليه ،وتضمن التقرير تعريف لمصطلح "الإسلاموفوبیا" والذى اكدت انه مــــن المصـطلحات المتداولة حديثًا فيما يخص علاقــــة الغرب بالإسلام، وقد تـم نحت المصطلح الذى استعير فى جزء منه من علم الاضطرابات النفسية للتعبير عـن ظاهرة الرهاب أو الخوف المرضى مـن الإسلام. فمصطلح "الفوبیا" أو الرهـاب أى الخوف الشديد، مستمد فى الأصل من علم الأمراض النفسية، ليتم التعبير بواسطته عــن نــوع مــن أنـواع العصاب القهرى.

وعند إضافة كلمة "فوبيا" إلى الإسلام يصبح المصطلح"إسلاموفوبيا" ليصبح المعنى: "خوف مرضى غير مبرر وعداء ورفض للإسلام والمسلمين"، ولذلك، يشير هذا المصطلح إلى النتائج العملية المترتبة على هذا العداء سواء تجاه الأفراد أو المؤسسات، وهو بذلك ظاهرة لها أسبابها السياسية والاجتماعية، لكن يبقى أن هذا المصطلح يعبر عن المشاعر السلبية التى تجتاح المجتمع الغربى تجاه المسلمين، مشاعر تترجم سلوكيات مجحفة فى حق الإسلام والمسلمين.

أسباب الظاهرة

تتأسس الموجة العنيفة والمكثفة من الإسلاموفوبيا التى تشهدها أوروبا والولايات المتحدة خلال العقدين الماضيين على جذور تاريخية وثقافية واجتماعية متعددة. من بين الجذور الاجتماعية، بما أن المهاجرين المسلمين يشكلون أكبر عدد من الجاليات والمواطنين غير الأوروبيين الذين وصلوا واستقروا فى أوروبا المعاصرة لأسباب العمل والهجرات وغيرها. بمرور الوقت، استقر المسلمون فى المجتمعات الأوروبية وكانوا عاملاً فى التحول الاجتماعى للعديد من البلدان. كما أقاموا روابط مع السكان المحليين فى مكان العمل وفى المجتمع، وحصلوا على حقوق،وانخرطوا بشكل كبير فى المجتمعات الغربية كجزء لا يتجزأ منها.

علاوة على ذلك، فإن هؤلاء السكان هم أكثر المجموعات تنظيماً من المهاجرين فى أوروبا. فى عدة مناسبات، تحدت مؤسسات الدولة وأرباب العمل والآراء العامة التى تطالب بالحقوق والمواطنة ومكافحة التمييز، كما عارضت ظروف معيشة وعمل المهاجرين، وقاومت العزل الاجتماعى. فمنذ السبعينيات، شارك المسلمون فى نضالات العمال (خاصة فى فرنسا) فى حين أن الأجيال الجديدة التى ولدت ونشأت فى أوروبا، كررت رفضها لمن يعاملونهم كمواطنين من الدرجة الثانية.

بجانب هذه الأسباب الاجتماعية والاقتصادية، هناك جملة من الأسباب التى أدت إلى ظهور هذه الظاهرة. فمنذ أن نشأت ظاهرة "الإسلاموفوبيا" ارتبطت بنظرة اختزالية للإسلام حددتها فى مجموعة واحدة من الأفكار والنظرة إلى المسلمين على انهم يدعون "للعنف" ورفض الاخر، ولذلك رأى المصابون بهذه الظاهرة أن العداء للإسلام والمسلمين والتحيز ضدهم، ناتج عن أفكارهم وعن طبيعتهم "المتوحشة" كونهم يحشدون ضد "الغرب" وضد كل من يخالفهم.

و هذه الأسباب فيما يلى: الجهـل بالإســلام، تبنى صورة نمطية سلبية للمسلمين، الخوف من تزايد أعداد المسلمين ،اللـــــوبى الصهيونى والاعلام وتقـــــديم صـــــورة سيئة عـــــن المسلمين، وبالإضافة إلى ذلك، عمل الاعلام الغربى على ترسيخ صورة مغلوطة عن الإسلام من خلال اظهاره على: إنه دين يقوم على القهر والغلبة، ويفرض نفسه غصباً على جميع الأجناس والأديان،وأنه دين توسع بحد الـ "سيف"، إنه يحرم حرية الآراء والعقيدة، ويحجر على أبناء الديانات الأخرى

 آليات التعامل مع ظاهرة الإسلاموفوبيا

إن قراءة مـتأنية لمضامين الموجة العدائية الجديدة ضد الإسلام والمسلمين فى الغرب، والتى تخطت حد الكراهية والتطرف إلى الإرهاب مع وقوع الهجومين على مسجدى مدينة "كرايست تشيرش" فى نيوزيلندا، تبرز الحاجة الملحة إلى تقديم استراتيجية شاملة تواكب ذلك الخطر المحدق بالجاليات المسلمة فى الغرب.

إن مواجهة هذه الظاهرة يجب أن تتجاوز المواجهات التقليدية عبر بيانات الإدانة التى ما تلبث أن تُنسى، ويجب أن تتجاوز كذلك عملية الدفاع عن الإسلام كلما ارتكب "إرهابى" ينتمى للإسلام عملية ضد مدنيين غربيين. إن مواجهة شاملة للظاهرة تتضمن آليات عمل وفعاليات هى الضامن الوحيد للتقليل من حدة آثارها على الجاليات المسلمة والمواطنين المسلمين فى الدول الغربية.

يجب أن يكون الهدف النهائى فى مواجهة الإسلاموفوبيا هو خلق مجتمع عادل ومنصف للجميع داخل الدول، وكذلك مجتمع عالمى يقوم على التعايش والحوار البناء

تنطوى تلك المسئولية الدينية على عدة مستويات مختلفة لمواجهة تلك الظاهرة

 تجديد الخطاب الدينى

يجب ان يقوم الدعاة والمؤسسات الدينية بتجديد الخطاب بحيث يتوافق مع قيم الغرب وتضمينه بخطابات التعددية والتعايش والسلم المجتمعى، أن يظل الخطاب الدينى فى أوروبا متمسكا بضرورة الاندماج الكامل والتعايش بعيدا عن عزلة المسلمين، تبنى خطاب وسطى يقوم على مرجعيات تؤكد شمول الإسلام لقيم التسامح وقبول الآخر المختلف،تنزيه الإسلام من كافة إدعاءات العنف والبعد الكامل عن القضايا الخلافية التى قد تثير حنق المتطرفين الأوروبيين،أن يشمل الخطاب حقيقة الإسلام الصحيح فى مقابل التحليلات الاستشراقية،أن يتناول الخطاب قضايا الغرب المعاصرة وعدم الانفصال عنها.

 

580
 

 

 تنويع النشاط الدينى

يقوم على أساس من بناء الثقة بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى المتعايشة فى أوروبا، ضرورة الانفتاح الدينى الإسلامى مع المؤسسات الدينية المسيحية واليهودية بالبلاد، فتح قنوات اتصال بالمجتمع المدنى الأوروبى للتعريف بقيم الإسلام والمشاركة الكاملة فى جهود التعايش الأوروبية،عقد لقاءات مفتوحة وحوارات ممتدة مع الكنائس والمعابد،تدشين برامج كاملة للتواصل مع الكنائس والمعابد وبناء تكتلات دينية موحدة فى مواجهة القوى الساعية لهدم قيم التعايش الأوروبى، فتح المساجد وعقد ورش عمل توعوية ودعوية خاصة بتصحيح الصورة الغربية الخاطئة عن الإسلام، ترجمة الفتاوى والكتب المرجعية إلى لغات مختلفة بحيث يطلع عليها الكثير من الأوروبيين، ترتيب أنشطة دينية وترفيهية متنوعة مع أصحاب الديانات الأخرى لتعزيز قيم الاندماج والتعايش كونها الضامن للحضارة الأوروبية، التوسع فى مجالات التضامن الدينى للمساجد والدعاة مع الحوادث الإرهابية أو الكوارث الطبيعية التى قد يمر بها الغرب، تأسيس مكتبات مفتوحة خاصة بالمساجد تتضمن ترجمات للكتب والمؤلفات التى ترد على أنصار الإسلاموفوبيا

 

 

 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

ريال مدريد يطير إلى نيويورك استعدادا لخوض قمة باريس سان جيرمان.. صور

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

مدرب الزمالك السابق: يجب أن نمنح جون إدوارد الثقة الكاملة

إعلام أمريكي: بدء اجتماع ترامب مع نتنياهو في البيت الأبيض


الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

إحباط تهريب 300 كائن حى نادر بمطار القاهرة.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراضا وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصالا لها.. وتتسبب فى خسائر فى الثروة الحيوانية

بطل من الحماية المدنية.. مدير إدارة عمليات يصعد على السلم ليساعد في إخماد حريق سنترال رمسيس

فلومينينسي ضد تشيلسي.. جواو بيدرو يدون أول أهدفه مع البلوز "فيديو"

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة


القومي للاتصالات: خدمات كثيرة رجعت وتعمل بكفاءة وسنترال رمسيس ليس الوحيد المعتمد عليه

فلومينينسي ضد تشيلسي.. التشكيل الرسمي لنصف نهائي كأس العالم للاندية

فدائي يأكل البسكويت سريعا ويعود للمشاركة فى إطفاء حريق سنترال رمسيس

محمد شحاتة ينتظم فى تدريبات الزمالك عقب الانتهاء من أجازة الزواج

لعدم اكتمال النصاب القانوني.. تعذر الدعوة لعمومية غير عادية لسحب الثقة من الإسماعيلي

موتُ الفجأة لا يُحزِن.. وزارة الأوقاف: تذكرة للأحياء بحتمية الموت وقصر الأمل.. الموت المفاجئ ليس حدثاً محزناً.. رحمة للمؤمن المستعد ونقمة للعاصي الغافل.. وموت الفجأة إنذار لخلع ثوب الغفلة

السجن 15 عاما للسائق المتسبب فى وفاة 19 ضحية على الطريق الإقليمى بالمنوفية

فيريرا يجهز الزمالك بسلسلة وديات قوية في معسكر العاصمة الإدارية الجديدة

إيلون ماسك يخسر 15.3 مليار دولار من ثروته بعد إعلان تأسيس حزب أمريكا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى