على خطى بن لادن والظواهرى.. إرهابيو هجمات "سريلانكا" متعلمون أثرياء..يتناقضون مع الصورة النمطية للمتشدد الفقير الذى لا يوجد لديه ما يخسره ..صحف: تحول خطير يعكس إلى مدى يمكن أن تصل أيديولوجية التطرف

كتبت رباب فتحى
سلطت صحيفة "ذا صن" البريطانية الضوء على منفذى هجمات سريلانكا الإرهابية، وقالت إن سلسلة التفجيرات التى استهدفت كنائس وفنادق وأسقطت عشرات القتلى والجرحى، تتناقض مع الرواية التى تقول إن إرهابيى داعش بالأساس "مجرمون وبلطجية شوارع"، حيث نفذ المجزرة أثرياء حاصلين على تعليمهم بالخارج. 
 
وأضافت الصحيفة أن داعش اعتمد فى تجنيده للعناصر على غير المتعلمين الذين ليس لديهم ما يخسروه في هذا العالم، موضحة أن الإرهابيين في سريلانكا الذين قتلوا ما يقرب من 253 شخصًا في الكنائس والفنادق في كولومبو كانوا مختلفين لأنهم كانوا أطفالًا أثرياء لديهم كل شيء ، ولديهم ما يخسرونه. 
 


وجد بحث أجراه مركز أبحاث Globsec حول الجهاديين أن الغالبية العظمى تفتقر حتى إلى التعليم المدرسي الأساسي ومعظمهم لم يسبق له الذهاب إلى الجامعة. كما وجد أن معظمهم نشأوا في أسر فقيرة وشريحة كبيرة لها ماض إجرامي مثل تجارة المخدرات والسرقة أو عنف العصابات.
 
وأضافت الصحيفة نقلا عن البحث أن تطرفهم غالبًا ما يحدث في السجن، كما يتم اغوائهم بالحديث عن المكافآت من الثروات والنساء في الحياة الآخرة ، الأمر الذى يمنحهم مخرجًا من حياتهم الإجرامية ومستقبلهم القاتم. لكن الأمر اختلف كليا مع مرتكبى هجمات سريلانكا التى استهدفت المسيحيين والسياح فى "عيد القيامة"، يوم الأحد الماضى، حيث أنهم  لا ينتمون إلى الفئات سالفة الذكر. 
 
وقال وزير الدفاع السريلانكي جونيور روان وييوارديني: "معظمهم من المتعلمين جيدًا ويأتون من الطبقة الوسطى أو المتوسطة العليا ، لذا فهم مستقلون مالياً وعائلاتهم مستقرة تمامًا. لقد درس بعضهم في بلدان أخرى مختلفة. ويحملون درجات علمية ، ماجستير في القانون. إنهم أناس متعلمون جيدًا ".


وأشارت الصحيفة إلى الأخوين إنشاف وإلهام أحمد إبراهيم اللذان يعدان التعريف الأمثل لأبناء الأثرياء المنعمين، فهم  متعلمون ولديهم ثروة كبيرة، وينعمون بالرخاء ولا ينقصهم أى شئ، مما يمثل نقطة تحول فى الخطر الذى يمثله التنظيم، -تضيف الصحيفة- فالأمر محيرًا أن إنشاف (33 عامًا) وإلهام (31 عامًا) تجولوا عرضيًا في فندقين راقيين لتفجير أنفسهم وقتل أكبر عدد ممكن من السياح.
 
لقد وقفا بصبر في طوابير بوفيه الإفطار الصاخبة وعندما حان دورهما لأن تقدم لهما الخدمة فجرا ما يحملانه من متفجرات. 
 
وأوضحت الصحيفة أن الأخوين هم أبناء محمد إبراهيم السريلانكي، وهو رجل أعمال ثرى لديه إمبراطورية تجارية ضخمة، حتى أن أنشاف نفسه كان رجل أعمال بارز، حيث كان يمتلك مصنعًا للنحاس، ويعيش حياة مميزة في فيلا عائلته الفاخرة المكونة من ثلاثة طوابق في حي راقي، حتى أن جراج هذا المبنى يحتوى على أسطول من سيارات BMW الرياضية وسيارات الدفع الرباعي الفاخرة.
كما أن مهاجم سريلانكا الآخر عبد اللطيف جميل محمد، ينتمى إلى عائلة تجارية غنية متخصصة فى تجارة الشاي وترعرع في منطقة راقية من كولومبو ، وقد تلقى تعليمه بالخارج.
 
بعد مغادرته مدرسته الخاصة ، درس هندسة الطيران في المملكة المتحدة وأجرى دراسات عليا في أستراليا قبل أن يعود إلى الاستقرار في سريلانكا. منذ أن ورث ممتلكات كثيرة ، لم يكن مضطرا للعمل ولم يفعل.
 
ومن ناحية أخرى، قالت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية أنه لا توجد إجابة بسيطة عن الأسباب التى ربما تكون دفعت هؤلاء لارتكاب هجمات مماثلة،  موضحة أنه من المحتمل أنهم وقعوا فريسة للأيديولوجية المتشددة العنيفة التى تشجع على قتل "الكفار"، وغالبًا ما يقترن ذلك بالاعتقاد بأن المسلمين السنة يتعرضون للهجوم ويجب الانتقام.
وأشارت "سى إن إن" إلى أن سببا آخر ربما يتعلق بفكرة الانتماء إلى مجموعة بعينها والرغبة فى الانضمام إلى الآخرين، حسبما قال خبير الإرهاب مارك ساجيمان في كتابه عام 2004 والذى يحمل عنوان "فهم شبكات الإرهاب.. السير الذاتية لـ 172 إرهابيًا سنيًا"، حيث وجد أن الأصدقاء وأفراد الأسرة غالباً ما ينضمون إلى الجماعات المتشددة معًا. 
 
في الواقع ، عرف خبراء الإرهاب منذ فترة طويلة أن الإرهاب هو في الغالب مسعى برجوازي، هدفه كسب الأموال. 
 
وأوضحت الشبكة أن جماعات إرهابية أخرى مثل طالبان، تقوم بتجنيد عشرات الآلاف من العناصر الذين ينتمون إلى حد كبير إلى صفوف الفقراء وتدفع لهم رواتبهم الشهرية.
 
وتابعت "سى إن إن" قائله إن هذا هو السبب في أن طالبان هي واحدة من أكبر عصابات المخدرات في العالم: عليهم أن يتقاضوا رواتب كبيرة كل شهر.
ولكن على النقيض من ذلك ، تتألف الجماعات الإرهابية البحتة من المؤمنين الحقيقيين الذين يتطوعون ولا يتقاضون رواتب بشكل عام، فمثلا بعض أكثر الإرهابيين شهرة في العصر الحديث كانوا من أكثر الناس امتيازًا على هذا الكوكب، أسامة بن لادن نموذجا، حيث كان ابن قطب البناء السعودي. كما أن خلفه أيمن الظواهري ، كان جراحا من عائلة مصرية بارزة.
 
وقدمت "سى إن إن" نموذجا آخر، وهو عمر فاروق عبد المطلب ، أو ما يعرف باسم  "مفجر الملابس الداخلية" الذي حاول تفجير طائرة ركاب أمريكية فوق ديترويت يوم عيد الميلاد عام 2009 ، هو ابن مصرفي نيجيري ثري وكان يدرس في جامعة كوليدج بلندن ، وهي واحدة من أفضل الجامعات العالم. 
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اعرف الحد الأدنى للقبول بمدارس الثانوى العام فى القاهرة بعد تخفيضه مرتين

تشيلسي في اختبار صعب أمام وست هام بديربي لندن بحثا عن الفوز الأول في البريميرليج

كل عام وأنتم بخير.. معهد الفلك يكشف موعد المولد النبوى الشريف 2025

موعد مباراة الأهلي ضد غزل المحلة فى الدوري والقناة الناقلة

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا


جمعوا 100 مليون دولار.. غانا تسلم أمريكا "النصابين الثلاثة".. ما القصة

النصر يتفوق تاريخيًا على الأهلى قبل نهائى كأس السوبر السعودى 2025

اتحاد الكرة يمدد موعد سداد اشتراك الأندية فى كأس مصر

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم الخميس 21 – 8 – 2025

تنفيذ الإعدام بحق المتهم الرئيسى فى جريمة اغتصاب سيدة أمام زوجها بالإسماعيلية


ألفينا وشيكو بانزا يقودان الزمالك للفوز على مودرن سبورت بثنائية.. فيديو

تعرف على مواعيد مواجهات منتخب الناشئين في كأس الخليج

تغيير جذري في خط دفاع الأهلي في مباراة غزل المحلة بالدوري

برازيلي واسمر برقصه سامبا.. شاهد هدف خوان ألفينا للزمالك في مرمى مودرن

وزارة التعليم: شهادة البكالوريا معترف بها دوليا مثل الثانوية العامة

الرئيس السيسى والأمير محمد بن سلمان يؤكدان أهمية الإسراع فى تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصرى السعودى

الأقباط يختتمون صوم السيدة العذراء فى موعد مختلف 2025.. صوم الأربعاء لا يسقط حتى لو تزامن مع العيد.. الصيام ليس مجرد طقس غذائي بل تدريب على ضبط النفس.. والبابا شنودة: يوم الجمعة مقدس أكتر من صوم أم النور نفسه

فيلم روكى الغلابة يتخطى 40 مليون جنيه إيرادات خلال 22 يوم عرض

بي اس جي ضد أنجيه.. أنريكي: منفتحون على ضم صفقات جديدة قبل علق الميركاتو

فيديو.. انبهار لجنة تحكيم مسابقة دولة التلاوة بصوت "ياسين" أصغر المتسابقين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى