عيب.. لا تقتل أخلاقك وأنت تواجه أعداءك

سامح جويدة
سامح جويدة
سامح جويدة
اختلافك مع أهل بيتك مهما كانت أبعاده لا يعطيك الحق فى أن تلجأ لبلطجى سفاح وتستقوى به، وأنت تعرف جيدا أنه طالما دمر وسرق بيوت جيرانك واستباح دماءهم تحت دعاوى استرجاع حقوقهم وحريتهم،  هذا مثال بسيط وساذج لعلاقة بعض تيارات المعارضة وبعض الفنانين مؤخرا بالغرب أو بالولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص.. فأمريكا ليست منبر الحريات ومنبع حقوق الإنسان كما يزعمون، انظر على تاريخهم الأسود فى فيتنام ثم الصومال ثم أفغانستان ثم العراق ثم سوريا ثم ليبيا، لتعرف حقيقة هذا الكائن المفترس الذى يستحل كل شىء إجرامى، ليصل إلى مصالحه ويزيد أرصدته ويبيع أسلحته.. أمريكا الذى أعلن رئيسها الحالى منذ أيام سيطرة إسرائيل على الجولان بعد أن كسر كبرياء العرب جميعا ووهب القدس لليهود، وكأننا نعود من جديد للحروب الصليبية الوحشية.. أمريكا التى مول رئيسها السابق «أوباما»، كل روافد الإرهاب والحركات الإسلامية المتطرفة فى المنطقة ليحولها إلى جهنم وليمهد الطريق لمن بعده للحصاد.. أمريكا التى خدعت العراق وشجعتها على عزو الكويت بعد أن استغلتها لسنوات فى حرب ضد إيران.. وبعد ذلك دمرتها تماما وسرقت آبارها وآثارها وثرواتها، وتركت أبناءها للخراب.. أمريكا التى يحكمها حفنة من رجال الأعمال والمال الذين اتفقوا على أن تنمو ثرواتهم بدماء الأطفال ودمار الضعفاء وأن يكونوا أسياد العالم فى صناعة وتسويق السلاح، «أمريكا هى أكبر بائع للأسلحة فى العالم، حيث باعت بشكل معلن نحو ثلث الأسلحة العالمية فى السنوات العشرة الماضية وبعض الدراسات الدولية تؤكد أن السوق الخفية لتجارة الأسلحة الأمريكية الخفيفة والمتوسطة للميليشيات والجبهات المسلحة والتيارات الإرهابية تتعدى وحدها مئات المليارات كل عام، وأن الولايات المتحدة وسياساتها الخارجية فى دعم وتقوية هذه التيارات قد رفعت معدلات بيع الأسلحة فى العالم بنسبة 20% منذ عام 2012 وحتى الآن»، هذه المعلومات موجودة بكثافة على الإنترنت والمواقع الإخبارية وبدراسات موثقة من الكثير من المؤسسات البحثية، فهل يجهلها السادة أعضاء الكونجرس الذين اجتمعوا مع بعض الفنانين والاعلاميين المغمورين ليبحثوا معهم عن الأوضاع الأمنية والسياسية فى مصر ويسمعوا منهم شكواهم فى تعديل الدستور الذى لن يتم إلا باستفتاء شعبى!! أليس الأولى بهم أن يسمعوا أنين ملايين الأطفال والعجائز والنساء الذين ماتوا ويموتون كل يوم بأسلحتهم وذخيرتهم.. أو أن يوقفوا خطط سياساتهم الخارجية الملعونة فى تفكيك الشعوب ودعم الإرهاب والمليشيات المسلحة.. أم أنهم يستمتعون بأداء هذا الدور المزدوج المريض الذى يقتل القتيل ويمشى فى جنازته أو ييتم الأطفال ويسأل بعد ذلك عن صحتهم.
 
أما تيارات المعارضة أو الفنانين وأصحاب الرأى الذين لهم توجهات مخالفة للنظام السياسى المصرى فهل يتصورون أن هذه هى الطريقة المثالية فى إعلان رفضهم أن يقفوا على أعتاب السفاح ليطلبوا حقوقهم المزعومة من وطنهم.. وأى معارضة تلك التى تلجأ للأعداء على حساب أمن وسلام الأهل والوطن.. أى معارضة تلك التى لا تحصد إلا العار والتخوين والتجريس بدلا من أن تحصد التأييد والتشجيع والمساندة الشعبية.. فهل تعارضون لشعبكم أم لمصالحكم الشخصية؟.. وهل تتصورون أن هناك من سيدعمكم فى الوقوف على أبواب سفاحين العالم والندب واللطم والسب فى حق حكم وطنى مهما بلغت عثراته.. هذا فى عرف الشرفاء خيانة وليست معارضة أو حوارا فى حقوق الإنسان.. المعارضة الحقيقية يجب أن تكون واضحة وشريفة لها قاعدة شعبية وأهداف وطنية وأساليب مترفعة ونبيلة، أما ما حدث فهو يضعف أى معارضة ويحطم رموزها ويوسخ أهدافها ويجعل من الاختلاف تأمر ومن النقد خيانة.. كلمة أخيرة أتصور أهمية توجهها لبعض عناصر الإعلام المصرى الذين خانهم التوفيق و سقطوا فى قاع الابتذال فى هجومهم على الفنانين الذين شاركوا فى هذا الاجتماع المشؤوم «عيب.. لا تجعل غضبك يشوه نفسك ولا تقتل أخلاقك وأنت تواجه أعداءك».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شهادة البكالوريا.. اختيار الطالب للنظام من أولى ثانوى وممنوع التحويل

ريبيرو يعود اليوم إلى القاهرة لقيادة فترة إعداد الأهلى للموسم الجديد

"شجرة مريم" شاهدة على رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.. تجديد الموقع لجذب السياحة الدينية إلى قلب حى المطرية الشعبي بشرق القاهرة.. وكاهن كنيسة مارمرقس بأسوان: مأوى قديم يبعث برسائل جديدة عن اللجوء والسلام

بيراميدز ينتظر وصول فيستون ماييلى وبلاتى توريه للانتظام فى التدريبات

المحجور عليه أبرزهم.. تعرف على الفئات الممنوعة من التصويت في الانتخابات


إعلام إيرانى: إصابة الرئيس الإيرانى فى محاولة اغتيال خلال الهجوم الإسرائيلى الأخير على طهران

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الأحد

التشكيل المتوقع لقمة تشيلسي ضد باريس سان جيرمان فى نهائى مونديال الأندية

أهم الأخبار الفنية على مدار الساعة.. محمد هنيدى: أنا زى الفل وخضوعى لعملية جراحية شائعة.. رامى صبرى يُحيى الذكرى الرابعة لوفاة شقيقه بطريقة مؤثرة: نص حياتى مات معاه.. أحمد سعد يكشف عن خطة إطلاق ألبومه "بيستهبل"

انتهت المراجعة وتنتظر اعتماد الوزير.. نتيجة الدبلومات الفنية على اليوم السابع


رعب فى كاليفورنيا بعد تسجيل 40 هزة أرضية متتالية ومخاوف من حدوث زلزال كبير

مظاهرات حاشدة فى تل أبيب للمطالبة بوقف حرب غزة وإنجاز صفقة تبادل الأسرى

هيئة الإسعاف: الأطفال الأكثر إقبالًا على إجراء المكالمات المزيفة بادعاء الحرائق

وظائف جديدة في شركة كهرباء بمرتبات تصل إلى 13 ألف جنيه.. تفاصيل

نتيجة الثانوية الأزهرية 2025.. اعرف موعد إعلانها

هبوط أرضى بميدان التجنيد بالحلمية ومحافظة القاهرة تكشف الأسباب

الداخلية تضبط المتهم بالاستيلاء على مبلغ مالى بالإكراه من سائق

رودريجو يتجاهل سؤالًا مباشرًا عن أرسنال وسط شائعات الرحيل

وزارة الداخلية تضبط المتهم بضرب شخص بسبب أولوية المرور

ترقبوا نتيجة الدبلومات الفنية 2025 على موقع اليوم السابع

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى