وكالة الأنباء الجزائرية: بوتفليقة يطلب من الجزائريين العفو والمسامحة والصفح

بوتفليقة
بوتفليقة
كتب : أحمد جمعة

وجه الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة المنتهية عهدته رسالة الى الشعب الجزائري ذكر فيها بما قام بها خلال الفترة التي قضاها على رئاسة الدولة، طالبا من الجزائريين والجزائريات "الـمسامحة والـمعذرة والصفح عن كل تقصير" ارتكبه فى حقهم.

 

ونشرت وكالة الأنباء الجزائرية نص رسالة بوتفليقة وجاء كالتالى:

 

"بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على أشرف الـمرسلين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين

 

أخواتي و إخواني الأعزاء..

 

وأنا أغادر سدة الـمسؤولية وجب علي ألا أنهي مساري الرئاسي من دون أن أوافيكم بكتابي الأخير هذا وغايتي منه ألا أبرح الـمشهد السياسي الوطني على تناء بيننا يحرمني من التماس الصفح ممن قَصَّرت في حقهم من أبناء وطني وبناته، من حيث لا أدري رغم بالغ حرصي على أن أكون خادما لكل الجزائريين و الجزائريات بلا تمييز أو استثناء.

الآن، و قد أنهيت عهدتي الرابعة، أغادر سدة الـمسؤولية و أنا أستحضر ما تعاونا عليه، بإخلاص وتفان، فأضفنا لبنات إلى صرح وطننا وحققنا ما جعلنا نبلغ بعض ما كنا نتوق إليه من عزة وكرامة بفضل كل من ساعدني من بناته وأبنائه البررة.

عما قريب، سيكون للجزائر رئيس جديد أرجو أن يعينه الله على مواصلة تحقيق آمال وطموحات بناتها وأبنائها الأباة اعتمادا على صدق إخلاصهم وأكيد عزمهم على الـمشاركة الجادة الحسية الـملـموسة، من الآن فصاعدا، في مواصلة بناء بلادهم بالتشمير على سواعدهم و بسداد أفكارهم ويقظتهم الـمواطنية.

أجل، رغم الظروف الـمحتقنة، منذ 22 فبراير الـماضي، أحمد الله على أني ما زلت كلي أمل أن الـمسيرة الوطنية لن تتوقف وسيأتي من سيواصل قيادتها نحو آفاق التـــقدم والازدهار مـولِيّا، وهذا رجائي، رعاية خاصة لتمكين فئتي الشباب والنساء من الوصول إلى الوظائف السياسية والبرلـمانية والإدارية، ذلك أن ثقتي كبيرة في قدرتهما على الـمساهمة في مغالبة ما يواجه الوطن من تحديات وفي بناء مستقبله.

 

أخواتي، إخواني،

 

إن كوني أصبحت اليوم واحـــدا من عــــامة الـمــــواطنين لا يمنعني من حق الافتخار بإسهامي في دخول الجزائر في القرن الحادي و العشرين وهي في حال أفضل من الذي كانت عليه من ذي قبل، ومن حق التنويه بما تحقق للشعب الجزائري الذي شرفني برئاسته، مدة عشرين سنة، من تقدم مشهود في جميع الـمجالات.

لـما كان لكل أجل كتاب، أخاطبكم مودعا وليس من السهل عليّ التعبير عن حقيقة مشاعري نحوكم و صدق إحساسي تجاهكم ذلك أن في جوانحي مشاعر وأحاسيس لا أستطيع الإفصاح عنها و كلـــماتي قــــاصرة عن مـــكافـــــأة ما لقيته من الغالبية العظمى منكم من أياد بيضاء و من دلائل الـمحبة و التكريم.

لقد تطوعت لرئاسة بلادنا استكمالا لتلك الـمهام التي أعانني الله على الاضطلاع بها منذ أن انخرطت جنديا في جيش التحرير الوطني الـمجيد إلى الـمرحلة الأولى ما بعد الاستقلال، وفاء لعهد شهدائنا الأبرار، وسلخت مما كتب لي الله أن أعيشه إلى حد الآن عشرين سنة في خدمتكم، و الله يعلم أنني كنت صادقا و مخلصا، مرت أياما وسنوات كانت تارة عجاف و تارة سنوات رغد، سنوات مضت و خلفت ما خلفت مما أرضاكم و مما لـم يرضكم من أعمالي غير الـمعصومة من الخطأ والزلل.

ولـما كان دوام الحال من الـمحال، وهذه هي سنة الحياة، و لن تجد لسنة الله تبديلا و لا لقضائه مردا وتحويلا، أغادر الساحة السياسية و أنا غير حزين و لا خائف على مستقبل بلادنا، بل أنا على ثقة بأنكم ستواصلون مع قيادتكم الجديدة مسيرة الإصلاح و البذل و العطاء على الوجه الذي يجلب لبلادنا الـمزيد من الرفاه و الأمن بفضل ما لـمسته لدى شبابنا، قلب أمتنا النــــابض، من توثب وإقدام و طموح و تفاؤل.

 

أخواتي، إخواني،

 

كنتم خير الإخـوة و الأخـوات و خير الأعوان و خير الرفاق، وقضيت معكم، و بين ظهرانكم، أخصب سنوات عطائي لبلادنا. ولن يعني لزوم بيتي، بعد اليوم، قطع وشائج الـمحبة والوصال بيننا و لن يعني رمي ذكرياتي معكم في مهب النسيان و قد كنتم، وستبقون، تسكنون أبدا في سويداء قلبي.

أشكركم جميعا على أغلى ما غنمت من رئاستي لبلادنا من مشاعر الفخر والاعتزاز التي أنعمتم بها علي وكانت حافزي على خدمتكم في حال عافيتي وحتى في حال اعتلالي.

أطلب منكم و أنا بشر غير منزه عن الخطأ، الـمسامحة و الـمعذرة والصفح عن كل تقصير ارتكبته في حقكم بكلـمة أو بفعل. وأطلب منكم أن تظلوا مُــوَفِّيـنَ الاحتفاء والتبجيل لـمن قضوا نحبهم، ولـمن ينتظرون، من صناع معجزة تحريرينا الوطــــني، و أن تعـــــتصموا بــــحبــــل الله جميـــــعا ولا تفرقوا و أن تكونوا في مستوى مسؤولية صون أمانة شهدائنا الأبرار."من الـمؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا". صدق الله العظيم.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المولد النبوى الشريف 2025.. الأمة الإسلامية تستعد للاحتفال فى 4 سبتمبر

الخارجية الإيرانية: لا يحق لأوروبا تفعيل العقوبات بموجب آلية الزناد

أهداف مباراة سيراميكا وإنبى فى دورى Nile.. تسديدة السولية تخطف الأنظار

"اليوم السابع" مرحلة جديدة من التألق المهني والشباب الدائم.. أرقام غير مسبوقة تتجاوز 1.4 مليار مشاهدة خلال عام.. منصات سوشيال ميديا تتخطى 12.7 مليار في 6 أشهر وأرشيف إلكتروني يتصدر محركات البحث بـ 7 ملايين خبر

حكاية دين بقيمة 100 ألف جنيه رفض صديق الفنان عمر طلعت زكريا سدادها


مصدر مقرب من أنغام يكشف آخر مستجدات حالتها الصحية

مصطفى قمر وعمرو دياب صداقة منذ 35 عاما.. صور

روسيا تفرض عقوبات على ممثلي وسائل إعلام ومنظمات غير الحكومية ببريطانيا

تعنت الاحتلال يهدد أمن المنطقة.. أحزاب ونواب: شروط إسرائيل تعرقل جهود التهدئة والمقترح المصري القطري خطوة نحو اتفاق شامل.. ويشكل ركيزة أساسية في جهود وقف العدوان وعودة السلام وحفظ حقوق الفلسطينيين

الأهلى يكتسح القادسية 5-1 ويتأهل للقاء النصر فى نهائى السوبر السعودى


سرقة شقة المطرب أحمد شيبة فى بيانكى.. وأمن الإسكندرية يضبط المتهمين

عزاء والد محمد الشناوي اليوم فى الحامول بكفر الشيخ

لماذا يريد ترامب طلاء جدار المكسيك الحدودى بالأسود؟.. "CNN" تجيب

مصر تواصل دعم أطفال غزة بتوزيع حليب الأطفال عبر اللجنة المصرية.. فيديو

شاهد.. محمد الشناوى يلقى النظرة الأخيرة على جثمان والده

هيئة الدواء تكشف الوضع الوبائى لأحدث متحورات كورونا نيمبوس

"المجرمون بيتقبض عليهم بملابس الجريمة".. الداخلية تتفاعل بسرعة مع جرائم الشوارع.. بناء منظومة أمنية متكاملة تحقق الردع العام.. تمنح المواطن الثقة في قانون لا يفرّط في حقه.. وتراجع في معدل الجرائم

نتيحة تقليل الاغتراب.. مكتب التنسيق يعلن الانتهاء من أعمال المرحلة وفرز الرغبات

ترامب : أريد دخول الجنة من بوابة السلام إن أمكن

إعدام قاتل شيماء جمال.. القصة كاملة من جريمة بشعة لقصاص عادل بالإعدام شنقًا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى