"إبدأ بنفسك "

بقلم: الدكتورة دينا شرف الدين
بقلم: الدكتورة دينا شرف الدين
بقلم: الدكتورة دينا شرف الدين

دعوة خالصة من القلب لجموع الشعب المصري العظيم  ، أذكره و نفسي بأننا شعب مؤمن بالفطرة و أن النظافة من الإيمان، فهل لنا أن نُفّعل هذا الجانب من الإيمان بعد أن تم تجاهله و التغاضي سهواً أو عمداً عن مدي أهميته لصحة و سلامة الإنسان بالمجتمع و خاصة الأطفال ؟

 

فقد تحدثت منذ فترة قريبة بمقال سابق عن تجربة رواندا الشهيرة بمسألة النظافة ، ذلك بعد تدميرها بالكامل خلال سنوات الحرب الأهلية و المذابح المروعة و مدي قوة إرادة و تصميم شعبها و فطنته إلي ضرورة إعادة البناء السريع  و التحول الإرادي من دولة أنهكتها و دمرتها نيران العصبية و القبلية و التخلف إلي دولة يُضرب بها المثل في النظافة و مزار سياحي عالمي و معدلات تنمية اقتصادية عالية بشكل يرفع له القبعة .

 

و لكن رواندا و من مثلها من دول صغيرة الحجم قليلة السكان  قد تصبح مثل هذه التجارب  فيما يخص الإرادة و الثقافة الشعبية ناجحة فعالة لأنها داخل نطاق السيطرة و سهولة التطبيق .

 

و من رواندا و تونس إلي الإمارات العربية المتحدة التي تبلغ من العمر سبعة و أربعون عاماً تحولت خلالهم من صحراء بدوية إلي مدن عالمية تزينها ناطحات السحاب كأكبر و أهم المزارات السياحية العالمية ،

و في دولة كالإمارات نجد بها التجربة مختلفة ، حيث لعب دور الحكومة و الرقابة المشددة و القوانين الصارمة التي لا تستثني أحد و الغرامات الموجعة الدور الأكبر في التزام و احترام الجميع لكل أوجه و أسباب هذا التطور العظيم  و علي رأسه النظافة التي لا تخطئها عين .

 

أما عن مصركدولة كبيرة مترامية الأطراف مكتظة بالسكان الذين تخطوا حاجز المائة مليون نسمة فالمسألة ليست بالسهولة التي قد تحققها  الإرادة و الثقافة الشعبية أو القوانين و الرقابة و الغرامة و غيرها من الأساليب  التي اتبعتها  غيرها من الدول و نجحت بها.

 

و لكن :

 

هل ننتظر  أن تخصص الدولة وزارة خاصة للنظافة أو قطاع جديد بوزارة الداخلية للرقابة علي النظافة و فرض الغرامات القاسية و التفرغ  لمتابعتها ، أم نطالب الشرطة و الجيش بترك ملاحقة المجرمين و محاربة الإرهاب و إقرار النظام و توفير الأمان  و التفرغ  لملاحقة الخارجين علي قانون النظافة المزمع ؟فالحل الأمثل أن نترك الدولة للتفرغ  بما يثقل كاهلها من مهام و مسؤوليات لا أول لها من آخر  و إصلاح. ما أفسدته سنوات الثورة و توابعها التي لم تنته بعد ،و لنكن لوطننا عوناً  لا معوقاً ، و ليبدأ كل منا بنفسه  و نظافته الشخصية و بيته و  حول منزله و هذا أضعف الإيمان .

 

فإن قام  عدد من الأشخاص بشارعٍ ما بهذا السلوك ، حتماً  سيصاب بعض الآخرين ممن يسكنون نفس الشارع  بالخجل  و البعض الآخر بالعدوي الإيجابية و الحماس  الجمعي الذي له أكبر تأثير في مثل هذه الأمور  التي تستلزم الحماس و الإقبال، ثم  إن نجحت و فعلت هذه التجربة بأحد الشوارع  سرعان ما ستنتقل لباقي شوارع المنطقة المعينة عن طريق العدوي أو الخجل سيان ، فكل ما يعنينا هنا هو التفعيل و الإنتشار الذي هو الحل الأمثل و ربما الأوحد في مجتمع كبير مترامي الأطراف متعدد الطبقات مختلف الثقافات مثل مجتمعنا  ، تصعب به إحكام عمليات الرقابة و إقرار الغرامة كما يحدث بالإمارات ، لكن من السهل إيقاظ ضميره الجمعي و حسه الوطني و إيمانه الفطري .

 

فعندما أقر السيد محافظ القاهرة غرامة مالية تخص القاء القمامة و مخلفات المباني بالشوارع ، للأسف لم تفلح و لم تتفعل نظراً  لأن صغار الموظفين  هم  من يفسدون جميع الأمور فمنهم الموالي و منهم المرتشي و منهم  من لا يقوم بأداء واجبه مما أفسد الفكرة و حولها إلي مجرد حبر علي ورق .

 

أما إن كانت الرغبة نابعة من داخل المواطن نفسه و خالصة لوجه الله و الوطن ، فلن يحتاج  آنذاك إلي رقيب سوي ضميره فحسب .

 

و آنذاك عندما تنتشر الفكرة و تدخل حيز التنفيذ الفعلي و تتناقلها الأخبار ، ربما يتوقف خجلاً قطاع أصحاب السيارات الفارهة الذين نراهم  بأعيننا يفتحون النافذة هم أو أولادهم ليقذفوا بأكياس القمامة بالشوارع و الطرقات العامة  كثقافة اعتادوها و علموها بطريق غير مباشر لذريتهم !

 

نهاية :

 

أتوجه بدعوة عامة لجميع المصريين  المؤمنين بالحفاظ علي صحتهم و صحة أولادهم  و اتقاء الأمراض و الأخطار و من قبلهم الله عز و جل  بالنظافة ثم النظافة

 

كما  أدعو كافة وسائل الإعلام  المقروءة و المسموعة و المرئية بجانب وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة  لنشر تلك الدعوة بكثافة حتي نستطيع توصيلها  لكل ربوع  مصر  و تغطيتها  من باب التشجيع في البداية إلي أن تدور العجلة و تدفع نفسها بنفسها  لتتحول فيما بعد إلي رغبة و إرادة و ثقافة شعب كبير عريق .

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زى النهارده..هدف "تسلل للمعلم" يخطف الاضواء فى قمة الأهلى والزمالك

حر نار.. تحذير عاجل من الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الأربعاء 14 مايو 2025

مصر ترحب بتصريحات ترامب الخاصة بحق الشعب الفلسطيني في مستقبل أفضل

بشرى سارة.. "التعليم" تعلن عن مسابقة فى يونيو لتعيين معلمى الحصة

فى بيان حاسم.. الأوقاف: امتهان حرمة المساجد جريمة ومخالفة شرعية


الحرارة ترتفع لـ 44 درجة.. تغيرات مفاجأة فى حالة الطقس اعتبارا من الجمعة

الزمالك يفقد فرصة المشاركة فى دورى أبطال أفريقيا رسميا بعد الخسارة من بيراميدز.. صور

التحقيقات: التيك توكر أم رودينا تمتلك حسابا بـ2.4 مليون جنيه ومحافظ إلكترونية

جنازة سما عادل إحدى ضحايا حريق خط غاز طريق الواحات من مسجد الحصرى غدا

الخارجية السورية ترحب بتصريحات ترامب بشأن رفع العقوبات المفروضة على دمشق


النحاس: دفاع الأهلى أمام سيراميكا لضمان الفوز.. ونجحنا في استغلال الفرص

منى زكى تنتظر عرض فيلمها الجديد الست وتستعد لبدء تصوير رزق الهبل

وفاة "سما عادل" المصابة فى حريق خط غاز طريق الواحات

ترامب: أنا وولي العهد السعودي نكن لبعضنا كثيراً من الود.. صور

سوء الحظ يطارد موهبة الأهلى محمد عبد الله. .إصابة وحادث ورحيل منتظر

وزارة المالية الصينية: خفض التعريفات الجمركية على السلع الأمريكية لـ10%

أمريكا والسعودية توقعان اتفاقية مبيعات دفاعية بقيمة 142 مليار دولار

وزير العمل يعلن 1072 فرصة عمل فى الإمارات بمرتبات تصل لـ55 ألف جنيه

نيويورك تايمز: قبول ترامب للقصر الطائر يتجاوز حدود اللياقة

إيقاف مباريات الدوري الليبي في طرابلس.. والبدري ممنوع من مغادرة الفندق

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى