شائعة برائحة الموت.. "محمود" كبش فداء لصفقة آثار وهمية فى "أم دينار".. المتهم: خطفنا الطفل وخنقناه ورميناه بالنيل فلم يموت فنزلنا المياه وغرقناه وساومنا والده على الكنز .. والدة الضحية: "جارنا حرمنى من ضنايا"

أسرة القتيل والضحية والمتهمين
أسرة القتيل والضحية والمتهمين
كتب - محمود عبد الراضى

«أم دينار» قرية صغيرة على أطراف شمال محافظة الجيزة، حيث المنازل البسيطة المتراصة بجوار بعضها، ومواطنون مشغولون طوال اليوم بالعمل فى الزراعات، ينتهى اليوم كما بدأ لا جديد.

كانت الحياة تسير بطريقة طبيعية داخل القرية، حتى تناثرت شائعة مفادها عثور مواطن بسيط على قطع أثرية، ورغم أن الشائعة لا أساس لها من الصحة، إلا أنها انتشرت فى القرية الصغيرة انتشار النيران فى الهشيم، وبالرغم من بساطة حال المواطن منزله، إلا أن جاره فى المنزل الملاصق له، لم يصدق أن هذا الأمر مجرد شائعة.
 
أسرة القتيل
أسرة القتيل
 
الجار المتهور، قرر أن «ينوله من الحب جانب»، فاختمرت فى ذهنه فكرة اختطاف طفل جاره ومساومته على اقتسام القطع الأثرية المزعومة، وفى سبيل تنفيذ ذلك استعان باثنين من أصدقائه ونجحوا فى استدراج الطفل بزعم شراء حلوى له واختطافه، ثم الاتصال بوالده من أرقام غريبة ومساومته على قطع أثرية مقابل عودته.
 
«ساعات صعبة وقاسية مرت علينا بدون محمود».. هكذا تحدثت شقيقة الطفل لـ«اليوم السابع»، مضيفة: نحن 3 بنات و«محمود» الولد الوحيد، وروح والدى ووالدتى فيه، فهو الأصغر فى المنزل، وهو بمثابة مصدر السعادة والبهجة التى غادرت منزلنا البسيط فجأة.
 
جارنا شاركنا البحث عن أخى، فتارة يبكى وأخرى يسوق لنا اقتراحات للعثور عليه شقيقة الضحية تكمل حديثها ولم نشك لحظة أنه المتهم، حتى توصلت الشرطة إلى هوية المتهم وضبطوهم وكانت المفاجأة أنه المتهم الرئيسى فى خطف شقيقى وقتله.
 
الطفل المجني عليه
الطفل المجني عليه
 
«دا منظر بيت واحد بيتاجر فى الآثار..!!»، كانت هذه الكلمات لجدة الطفل لوالده، مضيفة، «إحنا ناس على باب الله والناس بتتصدق علينا..منه لله اللى روج للكلام دا»، فقد عشنا أيام صعبة ونحن نبحث عن حفيدي، فتارة نسمع صوته فى التليفون وهو يستغيث، وأخرى نسمع صوت الجناة وهم يهددونا بقتله، فقد كنا فى «فيلم رعب»، ولم ندرِ أنهم تخلصوا منه منذ البداية ويتلاعبون بمشاعرنا ويساومننا وهو فى ذمة الله.
 
«الإعدام» هو الشىء الوحيد الذى يبرد نار قلبى، هكذا تحدثت والدة الطفل، مضيفة: سأعيش العمر كله حزينة على ابنى، وأشعر الآن أن الحزن فالق كبدى، ولكن أملى فى الله أن يقتص من الجناة، الذين روعوا ابنى وقتلوه بدماء باردة، وحرمونى منه، فقد كان يكبر أمام عينى يوماً بعد الآخر، وكنت أعده ليكون سنداً لوالده، لكنهم حرمونى منه بسبب طمعهم.
 
وبدوره، انهار المتهم أمام رجال المباحث معترفاً بجريمته كاملة، مؤكداً تداول شائعة باستخراج والد الطفل قطعتين أثريتين فاتفق مع شخصين على اختطاف ابنه وقتله، لخشيته من اعترافه عليه، وإيهام والده أنه على قيد الحياة ومساومته على إعادته مقابل تسليم القطع الأثرية.
 
المتهمون
المتهمون
 
وأضاف المتهم، أنه نجح فى استدراج الطفل بزعم شراء حلوى واصطحبوه داخل سيارة ميكروباص ملك وقيادة أحدهما، واحتجزوه بمحل مهجور بمنطقة أبو غالب، ثم صوروه فيديو يطلب فيه من والده الاستجابة لطلباتهم خشية قتله بسلاح نارى بحوزتهم، ثم خنقه أحدهم واعتقدوا وفاته فألقوه بمياه الرياح البحيرى، إلا أنهم فوجئوا أنه على قيد الحياة، فنزل أحدهم للمياه وأغرقه حتى تأكد من وفاته، ثم اتصلوا بوالده وساوموه على إعطائهم القطع الأثرية، وخلال المكالمة شغلوا الفيديو السابق تسجيله للمجنى عليه، لإيهامه بأنه مازال برفقتهم ويستغيث به.
 
وأرشد المتهمون عن السيارة وطبنجة صوت «المستخدمتين فى الواقعة»، وشريحة المحمول المستخدمة فى مساومة والد المجنى عليه.
وتلقى مركز شرطة منشأة القناطر بمديرية أمن الجيزة، بلاغاً من أحد المواطنين مقيم قرية أم دينار بخروج ابنه، 10 سنوات، للهو أمام منزله، وعدم عودته، وتلقيه اتصالا هاتفيا من مجهول طلب منه مبلغ مالى كفدية لإطلاق سراحه.
 
وتم تشكيل فريق بحث بمشاركة قطاع الأمن العام بإشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية، واللواء دكتور مصطفى شحاتة مدير أمن الجيزة، حيث توصلت جهود رجال المباحث بإشراف اللواء عاصم أبو الخير إلى أن مرتكبى الواقعة ثلاثة أشخاص من بينهم جار المبلغ، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطهم، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة.
p.11
 
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شاهد بوسترات مسلسل أزمة ثقة قبل عرضه على قناة ON الأحد المقبل

متحدث الخارجية الأمريكية السابق: نتنياهو أخبرنا أنه سيواصل الحرب لعقود

التنظيم والإدارة يعلن توقف امتحانات مركز تقييم القدرات غدا بسبب حريق بالجراج

الطقس غدا.. ارتفاع طفيف ومؤقت فى درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 38 درجة

الداخلية تضبط عصابة "الثقب السوداء" للتسول بالأطفال أسفل كوبرى بالهرم.. فيديو


حقيقة "الثقب الأسود" فى الهرم.. مصدر بـ"محافظة الجيزة" يكشف تفاصيل جديدة

أحمد عبد القادر ميدو لـ"اليوم السابع": نحن درع السفارات ضد إرهاب الإخوان.. وهندافع عن سفارتنا ولو فيها موتنا.. الإخوان تسعى لصرف الأنظار عن جرائم الاحتلال.. وفى رسالة للمصريين: انتبهوا للمؤامرات التى تحاك ضدنا

زيارة الرئيس السيسى للسعودية فى عيون إعلام المملكة.. حفاوة الاستقبال والود بين قيادات الدولتين فى الصدارة.. رهان على تنسيق عالى المستوى لحل أزمة غزة ووأد مخططات الاحتلال.. الرياض: العلاقات الثنائية محور التوازن

إدانة دولية واسعة لقرار إسرائيل بالموافقة على بناء مستوطنات بمنطقة E1 شرق القدس

كوكا يغيب عن افتتاح الدوري السعودي لأسباب غير فنية.. تعرف عليها


البكالوريا أم الثانوية العامة.. تفاصيل الاختلافات الكاملة فى المواد والمجموع

الكيس تحول لخراج.. قلق جمهور أنغام على حالتها الصحية بعد التطورات الأخيرة

وزير الدولة للإنتاج الحربى يكشف عن إنتاج أحدث منظومات المدفعية بالعالم فى مصر

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ونشاط للرياح وسحب والعظمى بالقاهرة 36 درجة

الإمارات تنفذ الإنزال الجوى الـ77 للمساعدات فى غزة

محمود جهاد يستفسر عن سر استبعاده من حسابات فيريرا

بوليانسكى: سوريا على مفترق طرق صعب والمصالحة الوطنية التحدى الأكبر

"إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها".. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى