سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 إبريل 1955.. عبدالناصر يغادر القاهرة إلى «باندونج» لحضور مؤتمر«الحياد الإيجابى» بعد نجاحه فى منع إسرائيل من المشاركة

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر
كان الوقت مساء يوم 8 إبريل، مثل هذا اليوم عام 1955 حين أقلعت الطائرة التى تقل الرئيس جمال عبد الناصر فى طريقها إلى «باندونج» فى إندونسيا لحضور مؤتمر«الحياد الإيجابى» الأول والذى بدأت فعالياته من 18 إبريل 1955 إلى يوم 24 من نفس الشهر، وشارك فيه وفود 29 دولة من آسيا وأفريقيا، وكان أبرز المشاركين فيه الرئيس الإندونيسى أحمد سوكارنو، وجوهر لالا نهرو رئيس وزراء الهند، وشوين لاى رئيس الوزراء الصينى، وجمال عبد الناصر، واستهدف مقاومة الإمبريالية والتمييز العنصرى وتأكيد حق الشعوب فى الاستقلال والتعايش السلمى، فى وقت كانت الحرب الباردة على أشدها بين أمريكا والاتحاد السوفيتي «روسيا» منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية فى سبتمبر 1945.
 
انعقد مؤتمر«الحياد الإيجابى» بعد ثلاث سنوات من قيام ثورة 23 يوليو 1952، و«كان اشتراك مصر فيه معركة كبرى فى حد ذاتها»، بوصف الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه «ملفات السويس»، مضيفا: «من ناحية بذلت بعض الدول الأجنبية الغربية محاولات مستميتة لمنع مصر من أن تشترك فى هذا المؤتمر للتضامن الآسيوى الأفريقى، وتحمل دورها فى حركة التحررالوطنى، ووصل الأمر إلى حد أن «كيرميت روزفلت» مسئول المخابرات المركزية الأمريكية جاء بنفسه إلى القاهرة لمقابلة جمال عبد الناصر، يحمل تقريرا بأن واشنطن لديها معلومات بأن جماعة الإخوان ترتب لاغتياله أثناء وجوده فى إندونسيا، وكان «روزفلت» يحمل معلومات تفصيلية عن نشاط الإخوان وقوتهم فى ذلك البلد الآسيوى المسلم البعيد.. يؤكد «هيكل»: «كان روزفلت يحمل معلومات مفصلة عن اجتماعات عقدت فى جاكرتا، وقررت فيها تنظيمات الإخوان هناك أن تنتقم من جمال عبدالناصر».. كانت فكرة الانتقام لدى الجماعة بعد فشل محاولتها لاغتيال جمال عبدالناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية يوم 26 أكتوبر عام 1954.. يذكر«هيكل» رد فعل عبد الناصر على ما قاله «رزفلت»: «أزاح جمال عبد الناصر كل هذه التقارير والمعلومات جانبا قائلا، إنه لن يتخلف عن اجتماعات باندونج».
 
كانت إسرائيل مجالا لمعركة قوية خاضها عبد الناصر قبل انعقاد المؤتمر.. ودارت حول مشاركتها فيه، ورفض عبد الناصر ذلك جملة وتفصيلا، ودارت بشأنه مفاوضات ماراثونية كان هو محورها من جهة والزعيم الهندى ورئيس وزراء بورما فى الجهة الأخرى.. يكشف هيكل: «كانت الدعوة الأصلية لباندونج موجهة من خمس دول آسيوية اجتمعت فى كولمبو «أكبر مدن سيريلانكا»، وطرحت فكرة اللقاء الآسيوى الأفريقى الواسع ودعت إليه، ورأى الداعون توجيه دعوة إلى إسرائيل بوصفها «بلد آسيوى»، واتصل جمال عبد الناصر بالزعيم الهندى «نهرو» ورئيس وزراء بورما «أونو»، يوضح لهما أن حضور إسرائيل للمؤتمر معناه أن تقاطعه كل الدول العربية، واقتنع نهرو، ولكن«أونو» لم يقتنع بسهولة فبعث لعبد الناصر يقول له إنه لا يستطيع أن يسحب الدعوة من بلد فى آسيا وجهت إليه الدعوة فعلا».
 
رد عبد الناصر على «أونو» برسالة عبارة عن خطاب مفصل يشرح فيه تركيبة إسرائيل ودورها فى خدمة الاستعمار فى المنطقة، لكن «أونو» عاد وكتب لعبدالناصر بأن الدول الآسيوية قد تطلب حجة مقنعة ومحددة لمنع إسرائيل من الحضور، وأضاف: «قد لا يكون ملائما للعرب أن يفرضوا صراعهم مع إسرائيل على أصدقائهم فى آسيا وأفريقيا».. يؤكد هيكل، أن «أونو» تساءل عن الأساس الذى يمكن أن يرتضيه العرب، فرد عبد الناصر: «العرب على استعداد لقبول قرار التقسيم «1948»، فإذا ما قبلته إسرائيل، فإن الطريق يصبح ممهدا».
 
أسفرت جهود عبد الناصر عن نتيجة مهمة، يذكرها هيكل قائلا: «بعد أيام، ويبدو أن أونو اتصل بإسرائيل وعرف رفضها القاطع لقرار التقسيم، فاتصل بعبد الناصر ليقول له، إنه تأكد له الآن، أن إسرائيل مصممة على العدوان، ولا تريد حلا معقولا، ولهذا قرربالتشاور مع نهرو ومع بقية مجموعة «كولمبو» سحب الدعوة الموجهة لإسرائيل للاشتراك فى المؤتمر».
 
هكذا نجحت معركة عبد الناصر ومنع اشتراك إسرائيل فى باندونج، ووفقا لهيكل فإنه فى طريقه لحضور المؤتمر، قام بزيارة باكستان والسبب أنه «لم يكن يريد لعلاقات مصر التى تتوثق مع الهند أن تبدو وكأنه محور ضد باكستان، وشرح لرئيس وزراء باكستان «محمد على» أن مصر لا تريد أن تتورط فى الصراعات بين المعسكرين الكبيرين، وأن هذا أهم ما يجمعها مع الهند، ورد محمد على قائلا: «إننى أوافق على الابتعاد عن الكتل الكبرى ولكن ليس الآن».
 
غادر عبد الناصر باكستان، فقام بأول زيارة له إلى الهند، وكان أول زعيم أجنبى يخطب فى اجتماع مشترك لمجلسى البرلمان فى العاصمة نيودلهى، ويؤكد هيكل: «واصل عبد الناصر سفره إلى باندونج ومعه «نهرو»، وتوقفا يوما فى «رانجون» عاصمة «بورما» حتى يتمكن من مقابلة «أونو» بعد كل ما كان بينهما من مراسلات حول اشتراك إسرائيل فى المؤتمر وليتعرف عليه شخصيا قبل أن تجمعهما لقاءات المؤتمر الكبير.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء: الدولة تشجع القطاع الخاص فى مجال تصنيع الألبان للأطفال

رئيس الوزراء: شركة آتون ريسورسز أعلنت عن كشف منجم جديد للذهب فى مصر

مصادر بالتعليم: تعديلات الثانوى بقانون التعليم تواكب التخصصات الجديدة

تشكيل إنبى وحرس الحدود في إياب ربع نهائي كأس عاصمة مصر

شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور


بعد حذفه بيان الانفصال.. مها الصغير تحذف بوست ردها على أحمد السقا

قناة السويس تتحدى "العواصف" وترسم مسار التعافي حتى عام 2029.. 18.7 ألف سفينة و745 مليون طن حمولة مستهدفة.. والحكومة تسعى لإيرادات بقيمة 10.5 مليار دولار بدعم من توقعات متفائلة لصندوق النقد الدولى

الحكومة: مد خدمة المدرسين المحالين للمعاش أثناء العام الدراسى لنهاية العام

الحكومة: الدراسة بالتعليم قبل الجامعى 12سنة إلزامية منها 6 ابتدائى و3 إعدادى

أحمد السقا يحذف بيان انفصاله عن مها الصغير بعد انتقاده بسبب الصياغة


البحوث الفلكية تكشف موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025

900 ألف دولار تمنع إيقاف قيد جديد على الزمالك

حلمى طولان مدير فني لمنتخب مصر فى البطولة العربية بتواجد الصقر والحضرى

فحص عقود بيع 6 فيلات بقيمة 50 مليون جنيه من نوال الدجوى إلى حفيدتيها

أطباء بلا حدود: إسرائيل تخنق غزة عمدا بتدمير نظامها الصحى وبمساعدات غير كافية

مها الصغير بعد طلاقها من أحمد السقا: مفيش حاجة مبهرة قد وقفة ربنا جنبك

أحمد السقا يعلن طلاقه من مها الصغير بعد زواج دام 26 عامًا ويؤكد: ربنا يسعدها في حياتها المستقبلية وسبحان مقلب القلوب ومبدلها.. الشائعات على مدار السنوات تتحول لحقيقة.. وهكذا تحدث الثنائي عن مشاكلهما الزوجية

الزمالك يكثف المفاوضات مع العراقى مهند على لضمه فى الصيف

تأجيل محاكمة عمر زهران فى اتهامه بسرقة مجوهرات شاليمار شربتلى لـ18 يونيو

أول تعليق لـ مها الصغير بعد إعلان السقا طلاقهما: واصبر حتى يحكم الله

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى