القارئ محمود حمدون يكتب: نبؤة

ورقة وقلم
ورقة وقلم

تلك خطيئتك , تتحمّلها وحدك , معها تحمل وزر من آمن بك و سار على دربك .

عبارة صريحة صكّت وجهه , كحجر هوى من شاهق على رأسه , فانبرى يدافع عن نفسه و هو موقن أن صوته هباء يضيع بين من لا يؤمنون : لا لم تكن خطيئة أحد , كل ما هنالك أنى رأيت .

رأيت ؟!! ماذا رأيت و لم يره غيرك ؟ لا زلت سادراً فى غيّك القديم .

قاطعه بجفاء لا يعلم من أين أتاه : بل أنتم الجاهلون , أجزم عن يقين أنكم تدركون ما قلت , لكنّكم تتهيّبون أن تسيروا ورائى , لا ألزم أحداً بشىء , فعلمى أن التركة ثقيلة , الأعصاب خائرة ,  الوهن نال من الكافة..

اندفع الصوت محذّراً: لا تلق بسبابك ذات اليمين والشمال.

لا أقذف بحق أحد , فعفّة اللسان طبع متأصل لدى , لكن ساءنى غباؤكم , أن تديروا ظهوركم عمّا قلت , ثم إنى تركتكم و شأنكم , قلت لنفسى: هؤلاء لا تُجدى  معهم نصيحة , لا يستجيبون لنبؤة .

هذه المرة كان الصوت يأتيه على مهل , لغة رصينة , كأنما جفل صاحبها: ماذا رأيت؟!

قال: أبصرت أثاراً , كانت واضحة للكل , من عجب أن الناس لم تلحظها من قبل , سرت وراءها , اقتفيتها شبراً بشبر , خطوة تلو أخرى , حتى وصلت للمنتهى , حينها أدركت قيمته  , فقبضتٌّ بيدى هذه , و لوّح بيمينه , بعض من شذرات , اختلستها ؟! ربما , لا ضير فى ذلك , لكنّى لم آخذها من وراء أحد , كنتم تمشون أمامى تهرولون , تتسامرون , تتضاحكون , يتوه بعضكم فى غنج و تأوّد بعضهن , أخرون يحدوهم أمل الوصول للمغنم , أقلّكم شأناً كنت أنا, هكذا حسبتم , ربما كان رأيكم صواباً .. لكن للقدر تدبير آخر ..

و الآن ,أتحاكموننى على عطيّة إلقيت بليل إلى ؟ على سوء حظ توارى قليلاً للخلف فانكشف بعض ما كان ينبغى أن يكون , ثم عادت الحياة بعدها سيرتها الأولى !! علام سخطكم هذا ؟!!

جاءه الصوت من جديد , كلماته قليلة , واضحة قاطعة : لم تكن الهبة محل غضبنا منك , بل بتصرف منك لم نعهده عنك , كنت من قبل تجول فى الآفاق محدّثاً من تقابله , كلما هلّت على بالك بدعة أو أصابت قريحتك فكرة جديدة , تلك المرة حلّ بك صمت غريب .. فلم تعد أنت كما عرفناه , أصبحنا نخشاك خشيتنا للموت ..

سأله : أهاجر مرتحلاً بعيداً عنكم ؟ يمكننى هذا , فالهدوء مطلب عزيز أسعى وراءه .

لا , فقط هاجر بداخلك , أغلق عليك بابك , دع ما يُريبُك إلى ما لا يُريبُنا .

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

البنك الأهلى يلتقى المصرى فى صراع المركز الرابع بالدورى اليوم

تامر حسنى يجدد تعاونه مع الشاعر محمد سليم فى أغنيتين جديدتين

تريزيجيه يبحث عن النهاية السعيدة مع الريان في نهائي كأس أمير قطر اليوم

الطقس اليوم السبت 24 - 5 - 2025.. موجة شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

ماهى سيناريوهات تتويج الأهلى وبيراميدز بلقب بطل دوري nile ؟


اعترافات تشكيل عصابى بتهمة سرقة الهواتف بدار السلام

ممنوع الموبايل.. ضوابط امتحانات نهاية العام فى الجامعات

الحكومة تستهدف نمو قطاع النقل 6% بحلول 2030 واستثمارات تصل 1.5 تريليون جنيه

مواعيد مباريات نصف نهائي كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

سياح العالم يستمتعون بالبالون الطائر وسفارى الخيول بين معابد الأقصر.. صور


مشهد ولا فى الخيال.. موسم هجرة الطيور يرسم لوحات الطبيعة بالبحر الأحمر.. آلاف من طائر اللقلق الأبيض يزينون الشواطئ.. أحد أكبر الطيور الأوروبية يظهر بمرسى علم ويضع أعشاشه على الجزر.. والمحميات تأمن مسارها.. صور

بيراميدز يبحث عن التاريخ اليوم أمام صن داونز بنهائي دوري أبطال أفريقيا

مواعيد قطارات "القاهرة - الإسكندرية" والعكس اليوم السبت 24 - 5 - 2025

رحلة بلا عودة.. تفاصيل اللحظات الأخيرة لغطاسى ميناء السخنة فى السويس

باقٍ 28 يومًا.. موعد الانقلاب الصيفى وبداية فصل الصيف رسميًا

اليوم.. انطلاق ورش العمل باتحاد الكرة لمناقشة تطوير مسابقات الناشئين

طبيبة أطفال فلسطينية تستقبل أطفالها الـ7 أشلاء متفحمين نتيجة القصف الإسرائيلى

هتقفل المادة.. نموذج استرشادى فى الفلسفة والمنطق لطلاب الثانوية العامة 2025

رأى طبى وراء انضمام عبد الله السعيد لقائمة الزمالك فى مواجهة بتروجت

متى يسقط حق الزوجة فى نفقتى المتعة والعدة؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى