القارئ أحمد صابر يكتب: أدب اللاشىء

ورقة وقلم
ورقة وقلم

لو كان العقاد حيًا بيننا ورأى مثل هذه المهازل الفكرية التى تغتال عقول الشباب لصور الناس بأبشع الصور، ولكتب من السخرية ما لا يحتمله الناس ولا تستوعبه المجلدات، فقد كان العقاد معتادًا على أن يقيم حديقة حيوان خيالية فى مجلسه لوصف أصحابه وتلاميذه على سبيل الفكاهة أو التقييم، وعلى أساس ما يراه من الصفات فهو يعطى كل شخص لقبًا يناسبه لحيوان يشبهه فى هذه الصفات، فهذا قرد لكثرة تنقله بين الكتب وهذا كالزرافة لعلو غايته وهذا.. وهذا.. إلخ، ومن هذه الألقاب ما كان لاذعًا إذا كان الشخص غبيًا يسىء الفهم، فماذا لو كان حيًا بيننا ورأى كيف يستخدم " الأدب " كستار لكل فعل ردىء أو قول سفيه .

لو كان هنا لجلد هؤلاء المدعون بسياط لسانه الذى لا يرحم، فما عدت أعرف كيف تخلف بنا الفكر إلى هذه الدرجة من السطحية وهذا الحد من التفاهة بعدما كنا روادًا للأدب وصناعًا للفن! شعراء اليوم ما عادوا يكتبون شعرًا وإنما يقذفون علينا من ركاكة الألفاظ وسطحية الخيال ما يفقد الإنسان متعة الاستماع للشعر، هذا بالإضافة إلى السرقات الشعرية، فلا أكاد أسمع بيتًا إلا وأجده مكررًا لشاعر آخر مع اختلاف بعض الكلمات.

والكارثة أنهم يكتبون هذا اللا شىء تحت مسمى "الأدب" ثم نمر معًا بكتاب الروايات والقصص، ولا أعمم فهناك الكثير من البارعين الذين يرقون بفكر القارئ وينقلونه من عالمه الخاص إلى عالم أسمى وفكر أرقى، أما هؤلاء الآلاف من الفارغين الذين يصدرون روايات وقصص مكررة أو مبتذلة لكسب بعض المال وتحقيق الشهرة، فهم لا يعرفون أن ما يفعلونه إضرارًا لعقول الناس واستخفافًا بأذواقهم، هل من المعقول أنه كلما حدث لأحدهم موقفًا سارع لكتابة قصة أو عمل رواية وهو لا يمتلك من العلم شيئًا ولا من الموهبة حظًا ليصدر لنا هذا اللاشىء تحت مسمى " الأدب ".

ولا أخفى عليكم أننى صادفت أحد الشباب يضع صورةً شبه عارية على صفحته فى موقع التواصل دون مراعاة للعرف أو لتقاليد مجتمعنا المحافظ، فحاولت مسرعًا أن أخبره بأن هذه الصورة لا داعى لها، فرد على بقوله الساذج: " أن هذا الفعل من أدب السخرية "، ولا علاقة لهذه الصورة بأدب السخرية من قريب ولا من بعيد، لكنه سوء الفهم وإساءة الاستخدام، ولذلك قصدت تسمية المقال بـ"أدب اللاشىء".

واعتبارًا لهذا الفهم المغلوط الذى انتشر بين الناس، أتمنى أن نضع مزيدًا من الرقابة على دور النشر لنختار ما يصلح للقراءة ونستبعد ما ينشر بغرض تجارى قد يضر بثقافة الأجيال وعقول الأطفال .

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

غياب الزعيم عادل إمام عن عزاء شقيقته

مجدى فكرى يقلب السوشيال ميديا بصور لرجل مختل عقليا.. والفنان يكشف الحقيقة

من حريق شقة بطلة فيلم اللى بالى بالك لكل بيت مصرى.. تحذيرات أمنية لا تحتمل التأجيل.. الخبراء يضعون روشتة لمواجهة الحرائق.. الحذر أثناء استخدام وسائل التدفئة.. ويشددون على كواشف الدخان والتأكد من سلامة الأسلاك

حكاية مكالمة حزينة جمعت عبد الحليم حافظ وأم كلثوم قبل وفاة الأخيرة

بعد مصرع نيفين مندور.. حوادث مأساوية أنهت حياة فنانين بعيدا عن الكاميرا


الأربعاء.. 18 فبراير أول أيام شهر رمضان فلكيًا

الأهلى يتلقى عروضا سلوفينية وروسية لرحيل جراديشار

ضبط 1496 قضية فى النقل والمواصلات و3962 سرقة كهرباء خلال 24 ساعة

فريق النيابة يعاين حريق شقة الفنانة نيفين مندور بعد وفاتها بالإسكندرية

إعلان نتيجة الدوائر الـ30 الملغاة لانتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب غدا


حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

بعد وفاة الفنانة نيفين مندور.. إرشادات مهمة للتعامل مع الحرائق داخل الشقق

ننشر جداول امتحانات الفصل الدراسى الأول للنقل والشهادتين الابتدائية والإعدادية الأزهرية

نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

الأهلي مهتم بضم محمد توريه لتدعيم هجومه في يناير

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

وزارة التربية والتعليم: امتحانات نصف العام فى مواعيدها والدراسة مستمرة حتى نهاية ديسمبر.. وتؤكد: المديريات التعليمية تحدد 4 يناير موعد تقييمات الترم الأول للمواد غير المضافة و10 من نفس الشهر للمواد الأساسية

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى