أين القصور التى عاش فيها نبيا الله يوسف وموسى فى مصر..؟! «2»

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
تناولنا فى مقالنا أمس، السر وراء عدم تسجيل أى شاهد أثرى لقصص الأنبياء فى معظم تاريخ الشعوب القديمة، رغم ثراء قصص الأنبياء فى الكتب المقدسة، وفى مقدمتها القرآن الكريم، وأكدنا عدم التشابه بين ما ورد فى القرآن الكريم، وبين ما دونته الشواهد الأثرية، ومراجع التاريخ، إلا أن الانتصار دائما وأبدا للقرآن، لأنه هو الحق الذي يجب أن يتبع، وأن تصحح الدراسات التاريخية بناء عليه.
 
ونطرح اليوم السؤال الأهم: أى منطقة فى مصر، عاش فيها كل من النبى يوسف، والنبى موسى، وأين القصور التى أقاما فيها؟ لأن القرآن لم يحدد المكان على وجه الدقة، وكما ذكرنا، فإن كل الشواهد التاريخية لم تذكر شيئا من الأصل عن الأنبياء بشكل عام، ونبيا الله، يوسف وموسى، على وجه التحديد.
 
لذلك فإن المكان الذى ألقت فيه أم موسى طفلها فى اليم «النهر» غير محدد مكانه على وجه الدقة، خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار، ووفقا لما ذكره القرآن، أن ماء النهر جرف الطفل حتى قصر الفرعون، ومن ثم فإن القصة لها شقان، الأول، إلقاء الطفل فى النهر، والثانى، أن هناك قصر الفرعون الذى شهد رعرعة النبى موسى..!!
 
وسنتحدث عن الشق الثانى، وهو قصر الفرعون، فكل ما خلفه الفراعنة لنا من آثار عظيمة، تتلخص فقط فى أماكن للعبادة، وأماكن للدفن والأثاث الجنائزى، ولم نعثر على قصر واحد لأى ملك من ملوك الثلاثين أسرة فرعونية، لدرجة أن عددا كبيرا من العلماء والباحثين فى التاريخ، ذهبوا إلى رأى أن الفراعنة، قدسوا الموت أكثر من الحياة، فتركوا كل تراثهم المتعلق بالعبادة والعيش فى الحياة الأخرى «الأبدية» ولم يتركوا قصرا أو منزلا واحدا..!!
 
والقرآن الكريم، عندما تحدث عن سيدنا يوسف، وأيضا سيدنا موسى، كان الاختلاف فى توصيف الحاكم، فأشار إلى لقب «الملك›› عند حديثه عن حاكم مصر آنذاك عندما قال المولى عز وجل فى سورة يوسف: «وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ».
 
وفى سورة الإسراء، عند الحديث عن الحاكم فى عهد موسى، قال المولى عز وجل: «وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْألْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَه فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا».
 
وهنا يظهر الاختلاف فى لقب الحاكم، ما بين «الملك» فى عهد سيدنا يوسف، والفرعون فى عهد سيدنا موسى.. وخبراء وعلماء الآثار والتاريخ لهم رأى وحجة، فى هذا الاختلاف، مفاده، أن لقب الفرعون كان يطلق على «القصر» وليس الملك، وهو ما يتوافق مع قصة سيدنا موسى، عندما ألقى به فى اليم، وجرفه التيار حتى «قصر» الملك، وهو اللقب الذى انتشر بكثافة مع بداية الأسرة الثامنة عشرة، أعظم أسرة فرعونية فى تاريخ مصر.. ومن ثم فإن لقب الفرعون لم يكن معروفا قبل الأسرة الثامنة عشرة، وكان لقب الملك فقط هو المنتشر.
 
وهنا يمكن التأكيد على تقارب ما ذكره القرآن عن نبيى الله يوسف وموسى، فقد عاش النبى يوسف فى حقبة تاريخية، كانت مصر تمر بظروف اقتصادية واضطرابات سياسية صعبة، بينما عاش سيدنا موسى فى فترة شهدت فيها مصر رخاء وازدهارا لم تشهده عبر تاريخها، سواء من قبل أو حتى من بعد، وهى الفترة ما بين تأسيس الأسرة الثامنة عشرة، والعشرين، والقرآن أظهر تجبر «الفرعون» وثراءه الفاحش وازدهار ملكه وتجبره فى الأرض، ومن ثم دائما التخمين أن فرعون موسى هو رمسيس الثانى..!!
 
 وللحديث بقية غدا إن شاء الله.. إن كان فى العمر بقية..!!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إمام عاشور وزيرز وصابر في تشكيل منتخب مصر ضد نيجيريا

القبض على أب متهم بقتل ابنه 9 سنوات بسبب خلافات أسرية

غرفة ملابس منتخب مصر جاهزة قبل مواجهة نيجيريا الودية.. صور

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

هجوم سيبرانى مريب يضرب مجلس النواب الألمانى خلال زيارة زيلينسكى


كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش


الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

التأمينات الاجتماعية تحدد موعد صرف معاشات يناير 2026.. اعرف اقرب منفذ ليك

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

محمد صلاح على مقاعد البدلاء.. التشكيل المتوقع لمصر في ودية نيجيريا

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

بدء استلام ملفات التعيين.. قضايا الدولة تفتح باب التقدم لوظيفة مندوب مساعد

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى