"لآخر نفس" دراما متماسكة ومشوقة وتعيد اكتشاف ياسمين عبد العزيز فى مناطق جديدة.. حبكة جذابة وإيقاع مشدود ومونتاج بميزان منضبط.. وأداء مبهر من أبطال المسلسل يربط المشاهد أمامه من الحلقة الأولى

ياسمين عبد العزيز
ياسمين عبد العزيز
كتب على الكشوطى

ربما يلجأ بعض المخرجون فى الحلقات الأولى من مسلسلاتهم إلى حيلة تقديم بانوراما لأبطال المسلسل، مع إضافة القليل من التفاصيل الجاذبة قبل الدخول إلى عمق القضية التى يطرحها المسلسل، وذلك من باب "التسخين" كما يقال، وهو عادة ما يجعل المشاهد يبدأ تقرير ما إذا كان سيكمل متابعة للمسلسل أم لا بعد الحلقة الثالثة تقريبا من أى مسلسل، إلا مسلسل ياسمين عبد العزيز "لآخر نفس"، والذى له نصيب من اسمه، فمن أول نفس لآخر نفس لا يستطيع المشاهد الابتعاد عن الشاشة أثناء عرض المسلسل، فمن الحلقة الأولى استطاع المخرج حسام على أن يقدم إيقاعا منضبطا لحلقات المسلسل بقدرة جيدة فى التحكم فى المونتاج الذى هو واحدا من أهم أبطال المسلسل حتى الآن، خاصة أن العمل يعتمد فى جزء كبير من أحداثه على مشاهد الفلاش باك، والتى هى سلاح ذو حدين وغالبا ما تكون ضد مصلحة المسلسل، لكن فى حالة "لآخر نفس" كان عاملاً مهما ومؤثرا فى جعل الأحداث أكثر إثارة وغموض.

 

 

"لآخر نفس" اعتمد على الأداء الخاطف والمشاهد السريعة والمنظمة والمرتبة ترتيبا تصاعديا يخطف الأنفاس معه، فالحلقة الأولى لم تكن "فرشة" للأحداث ولكنها كانت محركا لباقى الأحداث، كما أن طبيعة المسلسل اللاهثة التى تدفع المشاهد للتركيز بكل دقة فى كل تفصيلة جعلت من المشاهدة متعة، خاصة أن رموزا معينة أو كلمات بسيطة تفتح قصصا وحواديث كبيرة بالمسلسل، مثلما حدث مع مفتاح غرفة الفندق الذى قاد ياسمين عبد العزيز إلى اكتشاف مجموعة من الألغاز، حيث فقدت "سلمى" ياسمين عبد العزيز زوجها الضابط "حازم" فتحى عبد الوهاب فى ظروف غامضة، ليقود ذلك المفتاح الذى وجدته ياسمين داخل إحدى براويز الصور إلى صندوق فى خزينة الفندق به المزيد من الأسرار والكواليس التى تقود مشاهد العمل فى الأحداث الجديدة من المسلسل، وهو بالفعل ما حدث فى الحلقة الثانية من المسلسل.

 

كما شهدت الحلقة الثانية من مسلسل "لآخر نفس" العديد من الأحداث المثيرة، وذلك من خلال توضيح علاقة حازم "فتحى عبد الوهاب" زوج سلمى "ياسمين عبد العزيز" الراحل بالجماعات الإرهابية وتجار المخدرات، وهو ما لم تكتشفه ياسمين عبد العزيز بعد، حيث تشك فى أن هناك أمرا غير مفهوم ولكنها ليست متأكدة، إضافة إلى أن الحلقة الثالثة كشفت عن المزيد من الحقائق حول زوجها وتاريخه مع الجماعات الإرهابية بعد فصله من الداخلية، خاصة أن الحلقة الثالثة، وهى تعتبر ذروة الدراما فى الربع الأول من حلقات المسلسل، شهدت اختطاف طفلى ياسمين عبد العزيز والكثير من الأحداث المشوقة ليضع المخرج حسام على المشاهد فى حالة ترقب لأحداث الحلقات الجديدة، خاصة أنه يغلق الحلقة بحرفية شديدة ما يجعل المشاهد منتظرا لموعد عرض الحلقات الجديدة.

 

ياسمين عبد العزيز والتى ركزت فى الفترة الماضية فى تقديم أعمال سينمائية لايت، استطاعت بذكاء شديد أن تختار عملا ينقلها إلى منطقة مختلفة عن المكانة التى حصلت عليها فى السنوات الماضية من خلال تقديم الكوميديا والابتعاد عن الدراما، رغم أنها تمتلك الكثير من المقومات التى تؤهلها لتقديم مثل نوعية هذا المسلسل قبل سنوات عديدة، لكن لربما فضلت تقديمها فى وقتنا الحالى خوفا من جراءة التحول من النقيض للنقيض.

أداء ياسمين عبد العزيز فى المسلسل منضبط ومتماسك بعيدا عن المبالغة، وفى نفس الوقت يخدم أحداث المسلسل فهى المرأة التى انقلبت حياتها رأسا على عقب فلم تعد تفهم شيئا ولا تميز شيئا سوى أن هناك أمرا مريبا ولغزا تحاول فك طلاسمه ومعرفة حقيقة زوجها، إلا أنها تصطدم بواقع لم يكن فى مخيلتها أن يحدث يوما، تتعرض إلى مواقف لم تكن تخطر على بالها، ولذلك فهى استطاعت أن تقدم شخصية المرأة المكلومة والقوية فى نفس الوقت لحظات انهيارها مقدمة للتماسك فلا تتعامل مع الشخصية من باب جلب التعاطف مع الشخصية أو دفع المشاهدين للبكاء والحزن، ولكن أداء متوازن ما بين المرأة التى تقف على حافة الانهيار وبين المرأة التى تريد التماسك والوقوف أمام الصعاب التى تواجهها، خاصة مع خطف طفليها وهو المشهد الذى قد نكون شهدناه من قبل فى العديد من الأفلام والمسلسلات، لكن ياسمين عبد العزيز قدمته بمهارة شديدة فلا تركت نفسها للسقوط والانهيار ولا قدمت انفعالات مبالغ فيها، بل ركزت على طبيعة شخصيتها وهى المرأة المتماسكة التى لا تكل ولا تمل من مواصله طرح الأسئلة والبحث لها عن إجابات، وهو ما يحسب أيضا لصالح ورشة السيناريو التى قدمت العمل أمين جمال وعبد الله حسن وطارق الكاشف.

 

المسلسل إخراج حسام على وإنتاج شركة سينرجى وبطولة ياسمين عبد العزيز، فتحى عبد الوهاب والذى قدم أداء راقيا ومتميزا، وأحمد صلاح حسنى، أحمد العوضى، إيهاب فهمى، ومحمد عز، وثراء جبيل، وأحمد كمال، حازم إيهاب، مراد مكرم، هند عبد الحليم، هبة عبد الغنى، عواطف حلمى، مصطفى حشيش.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

تنفيذ حكم الإعدام فى دبور "سفاح الإسماعيلية"

تفاصيل إطلاق السلاحف "على" و"فرح" بمياه البحر المتوسط فى بورسعيد (صور)

الحجار يتغنى بأعماله الأيقونية والسيمفوني يعزف زوربا بمهرجان القلعة الليلة

الطقس اليوم.. حار بأغلب الأنحاء ونشاط للرياح وسحب والعظمى بالقاهرة 35 درجة

محكمة جنايات دمنهور تصدر حكمها اليوم على توربينى كفر الدوار


محافظة الجيزة تتصدى لمخالفات البناء.. إزالة 6 أبراج فى حى الهرم ومجازاة مسؤولين لتقاعسهم عن تنفيذ قرارات إزالة.. المحافظة تحذر المواطنين من شراء وحدات سكنية داخل عقارات مخالفة.. والمحافظ: لن نتهاون مع المخالفين

الإيجار القديم.. القانون يحدد حالات الإخلاء الفورى للوحدات وفقا للمادة 18

النائب العام الليبى يقرر حبس صاحب مزرعة أطلق أسده على عامل مصرى

محمد صلاح ينافس على عرش ملوك المساهمات التهديفية فى دوريات أوروبا 2025

فرص عمل فى الأردن برواتب تصل إلى 24 ألف جنيه.. اعرف الشروط والتفاصيل


شاطئ الغرام أيقونة مصيف مطروح وملتقى العشاق والذوق الرفيع.. يتميز بموقع فريد وإطلالة بانورامية على واجهة المدينة وخليج مرسى مطروح.. يتوافد عليه آلاف المصطافين يوميا للاستمتاع بروعة الطبيعة والسباحة الآمنة.. صور

فاكسيرا تكشف طريقة علاج الإصابة بالحزام النارى.. اعرف التفاصيل

اعرف مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الخميس 21-8-2025

8 لاعبين يغيبون عن الزمالك أمام مودرن سبورت بالجولة الثالثة من الدورى

الصحة: 125 مليون شخص حول العالم يتأثرون نفسيا وجسديا لإصابتهم بالصدفية

عمر طارق: دعم الجماهير يحفزنا دائما.. ونعد بالوصول لأبعد نقطة فى الأفروباسكت

مصطفى العش يدخل حسابات ريبيرو للمشاركة أساسيا أمام المحلة

اعترافات صادمة.. المتهم بتصوير السيدات بحمام كافية: باستمتع

خطوة واحدة تفصل هارفي إليوت من الانضمام إلى لايبزيج

السكة الحديد تطلق غدا خدمة جديدة للركاب لتوفير راحتهم.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى