القارئ عامر بن عيد أحمد: ومضت نورا

صغيرتي، عَرفتكِ خفيفة الروح، فضفاضة القلب - وإن كنتِ تكتمين عنى بعض الأشياء - أقصىٰ أمانيكِ ألا تفقدين خفّتكِ؛ خفّتكِ فى البقاء، خفتكِ فى الرحيل، لطالما كانت أكبر مخاوفكِ أن تكون ثقيلة. كنتِ أول من يُغادرنا، أهدأ من يغادرنا، أجمل من يغادرنا، كان قلبكِ ورقة شجرة هشة، وكان العالم خريفًا دائمًا، وكنا نحنُ من العالم لِبُعدنا عنكِ؛ حتى بعدتِ عنا. لازلت أتذكر يديكِ وأنتِ تفتشين كُتبى لتقرأينها بعد سفرى باستمرار، ثم تُعيدينها مرة أخري. كنتِ من بيننا نورًا.

يا "نورا"؛ ما إن رحلتِ عنا، حتى ذهب الشعاع المُضيء من بيننا. فرحمة الله لكِ، ورحمة الله عليكِ، ورحمة الله على قلوبنا بُعدكِ. وألحقنا الله بكِ، وهو عنا راضٍ، بحُسن الخاتمة، لا لنا ولا علينا.