اللعب السياسى فى زمن «الهاشتاجات»

محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى
بقلم محمد الدسوقى رشدى
فى السنوات الماضية، وكما كان مخططًا، حاولت السوشيال ميديا بفيسبوكها وتويترها، أن تنال من كل شىء، وتشوه صورة كل شىء فى المعادلة السياسية والرياضية والفنية المصرية، بعض المحاولات نجحت وكثير منها فشلت خاصة التى استهدفت اثنين.
 
الأول منهما هو كيان الجيش المصرى وصورته.. حاول النشطاء منفردين، وحاولت لجان الإخوان الإلكترونية شن كل الحملات لتشويه الجيش المصرى والنيل منه وفشلت، بل وانسحقت تمامًا هذه اللجان فى كل حملة خاضتها، وأنفقت عليها ملايين أمام صخرة الجيش المصرى ورجاله بوعى شعب أدرك أن جيشه مستهدف، فقرر أن يكون درعه وسيفه لحمايته من الهجمات الإلكترونية.
 
الكيان الثانى هو رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، على عكس من سبقوه، وتحديدًا المعزول محمد مرسى، لم تنجح السوشيال ميديا بحملاتها المختلفة فى النيل من صفة الرئيس وشخصه، وغباء الإخوان ومنظمى حفلات «الهاشتاجات» حال بينهم وبين إدراك تلك الحقيقة القائلة بأن المواصفات الشخصية للرئيس السيسى، فيما يخص هذا النطاق، مختلفة عن الآخرين، لم يدركوا أن الرئيس منذ اللحظة الأولى فى خطاباته التى يقتطعونها من سياقها للسخرية لم يكن يحدثهم، بل كان يحدث ملايين آخرين فى الشارع، أثر فيهم باستخدامه «نحن» حينما يخاطبهم بدلًا  من «أنا» التى اعتادوا عليها فى السنوات السابقة.
 
يدرك الإخوان جيدًا ومن يمول حملاتهم الإلكترونية أن لعبة «الهاشتاجات» هدفها الرئيسى إحداث شرخ فى جدار الثقة بين المواطن والرئيس، والتأثير على شعبية الرئيس باستهداف شخصه، ولكن غاب عنهم إدراك أن منهج السيسى مختلف منذ اللحظة الأولى، لا يراهن علىالشعبية ولعبة الهتاف باسمه، لاحظ أن الرئيس فى كل مناسبة يرفض الهتاف باسمه ويطلب الهتاف لمصر.
 
لم يقرأ الإخوان شخصية السيسى جيدًا، وإلا كانوا استخلصوا من تحركاته أن الرجل الذى قرر الابتعاد عن المسكنات، وعمليات الإرضاء الشعبية، والعمل فى مشروع إعادة تأسيس العمود الفقرى للوطن بمشروعات البنية التحتية، وكل ما ينقذ مستقبل الوطن الاقتصادى لا يضع فى قائمة اهتمامه الأولى شعبيته أو صورته، هو يتصرف وفق عقيدة الجيش الذى تربى داخل صفوفه، بأن المقاتل يتحرك فى أرض المعركة مضحيًا بنفسه وبدمه دون انتظار مقابل، أو تصفيق حاد من الجماهير.
 
لم يفهم الإخوان ومن معهم شخصية الرئيس حتى هذه اللحظة، لذا ستظل حملاتهم الإلكترونية تتحطم على صخرة الغباء، والمفاجأة المستمرة والمكررة بأن كل «هاشتاج» ينفقون عليه المال لإهانة الدولة ومؤسساتها، سواء الجيش أو الرئاسة، سيجد من يرد عليه من المواطنين الذين أدركوا بالتجربة أن كل قادم من أرض الإخوان أو نشطاء السبوبة تحت شعار الوطن، هو أمر مشكوك فيه، لأنهم لم يعهدوا من الإخوان ولا من آلهة السوشيال ميديا العمل لوجه الله أو الوطن.
 
المعارضة حق، وانتقاد السلطة حق، سواء كان كتابة أو «هاشتاج» أو هتافًا، ولكن يبقى السؤال: من يعارض، ومن «يهشتج»، ومن يدفع، ومن يمول حالة «الهشتجة»؟.. تعلمنا فى السنوات الماضية أن الإخوان وذيولهم من أهل السوشيال ميديا لا يفعلون شيئًا لله وللوطن، وتعلمنا أن فقدان النشطاء للثقة الشعبية وفشل الإخوان فى لعبة الإرهاب وحملات التشكيك والشائعات لم يترك فى جعبتهم سوى سلاح واحد، هو اللعب على «فيس بوك» و«تويتر»، واللجوء إلى الساحة الافتراضية بشعارات الوهم والترافيك المزيف، يعنى أن اللاجئ أفلس فى إحداث أى تغيير أو تأثير فى أرض الواقع، وتعلمنا أيضًا أن ركوب بعض الشخصيات أى تحرك «هشتاجى» على السوشيال ميديا، مثل أيمن نور ومعتز مطر والبرادعى وحمزة زوبع وغيرهم، ثم تبنى فضائيات الإخوان والجزيرة القطرية هذه الحملة الإلكترونية أمر يدفعنا للشك فى هذه التحركات، واليقين فى أنها ليست لوجه الوطن، لأن المعادلات الرياضية تخبرنا وبكل بساطة أن كل تحرك إلكترونى يتصدر مشهده غير الشرفاء هو بالتبعية غير شريف، تحركه الأغراض وتتلاعب به أيادى النصب الإلكترونية لمنحه وهجًا بأرقام إلكترونية سهل تزييفها ومضاعفتها بحفنة دولارات.
 
الحقيقة الوحيدة الجلية هنا أنه لا يوجد شخص أكثر بؤسًا من هذا الذى يتخيل أن المعارضة «هاشتاج»، وزميله الذى يتصور أنه يستطيع هز السلطة الحاكمة بنفس «الهاشتاج»، وصاحبهما الهارب فى تركيا الذى يعتقد أنه يستطيع هز الدولة المصرية أو إرباكها وتشويه مؤسساتها بـ«هاشتاج»، وأخوهم المغيب على السوشيال ميديا المقتنع بأن الثورة ستشتعل بـ«هاشتاج».
 
«هشتج» كما تريد فى الساحة الافتراضية يا سيدى أنت وهو، ولكن تذكروا أن المصريين فى الشوارع أصبحوا أكثر وعيًا من مكتب إرشادكم ونشطائكم ومموليكم وإعلام معتز مطركم، أهل مصر تعلموا من التجربة جيدًا، ولن يصدقوا ولن يؤمنوا ولن يثقوا إلا بمن يستمد قوته من الناس، ومن أرض هذا الوطن الذى يصعب أن يمنح مدده إلا للمخلصين الذين يعملون للحفاظ عليه، لا إلى من كان يريد تهميشه لصالح الممول القطرى أو التركى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القطار السريع يحقق المعادلة الصعبة.. ساعتان من العين السخنة للإسكندرية بسرعة 250 كم وتجربة استثنائية للسفر.. وعربات بطابقين في القطار الإقليمي لأول مرة في البلاد.. وجرار البضائع يصل مصر قريبا.. صور

بعد إعلان رؤية هلال ربيع الأول.. تعرف على موعد المولد النبوى الشريف 1447

أرسنال يدك ليدز بثنائية تيمبر وساكا فى شوط مثير بالدورى الإنجليزى.. فيديو

نائب رئيس مجلس الوزراء يقرر تكريم عامل مزلقان بني سويف لشجاعته

أمن الجيزة يلقي القبض على المتهم بقتل شقيقه في الحوامدية


أول تعليق من بيب جوارديولا بعد خسارة مان سيتى ضد توتنهام

الأهلي يرفع كأس السوبر السعودي وسط حسرة رونالدو.. فيديو

الجيش السوري ينفى تسمم وزير الدفاع مرهف أبو قصرة

إسرائيليون من أمام مقر إقامة رئيس وزراء الاحتلال: نتنياهو سيقتل الرهائن فى غزة

صاحبة دعوى تعويض ضد الزمالك: تلقيت 1000 مكالمة سب وتنمر عقب نشر إعلان الدباغ


بعد حالات غرق شاطئ "أبو تلات" احذروا شواطئ غرب الإسكندرية.. "ملتم" أغسطس يسبب تيارات شديدة ودوامات.. الهانوفيل فى المقدمة بسبب "المقبرة".. و"أبوتلات" فى المرتبة الثانية بسبب تيارات مصب النيل

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

4 لاعبين في الزمالك يترقبون الظهور الأول مع فيريرا أمام فاركو

رئيس التمثيل التجارى يكشف لـ"اليوم السابع": خطة مصر لزيادة الصادرات إلى أفريقيا.. عبد العزيز الشريف: إدخال سلع جديدة فى هيكل الصادرات وزيادة الكميات الموجهة للخارج.. صادرات القاهرة تجاوزت 3.1 مليار دولار 2025

صفقة إيزاك إلى ليفربول تعجل برحيل 4 لاعبين من الريدز

إسرائيليون لـ"بن غفير": أنت إرهابي مُدان وقاتل رهائن

دينا الشربيني تشارك روبي الغناء بحضور كريم محمود عبد العزيز وزوجته

رامي ربيعة.. العين ضيفًا على دبا في الدوري الإماراتي اليوم

محمد أبو لولى.. طفل فلسطينى أصابته شظية إسرائيلية بشلل رباعى

ابنة هوجان تطالب الشرطة بكشف لقطات الكاميرات لتوضيح ملابسات رحيل والدها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى