124 ألف نبى ورسول ولا يوجد أثر أو وثيقة تاريخية واحدة تتحدث عنهم؟! «7»

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
القرآن الكريم، أصدق الكتب المقدسة، ذكر ما تعرض له الرسل والأنبياء من اضطهاد، ورفض ومقاومة شديدة لرسالاتهم، ما أجبر معظمهم إلى الهجرة، واتخاذ مناطق جديدة، لانطلاق دعواتهم الإصلاحية، وما نجم عنها من زخم اجتماعى وسياسى وأخلاقى وأدبى لا حصر له، ولذلك فإن ثوراتهم الإصلاحية الشاملة، لا يمكن نكرانها..!!
 
ورغم هذا الزخم كما أوضحنا سلفا، فإنه على النقيض لم تذكر الشواهد الأثرية، والوثائق التاريخية للحضارات القديمة، شيئا عن أى نبى، لدرجة أن عددا من علماء الآثار فى العراق، أصيبوا بحيرة من أمرهم، وتساءلوا لماذا لم نجد أى شاهد أثرى عن تاريخ الأنبياء رغم القول بوجود 124 ألف نبى؟!
 
السؤال، من حيث الشكل والمضمون، وجيه، مع التأكيد على أن علم الآثار الـ« Archaeology» هو المصدر الوحيد للمعلومات عن العصور الماضية، فالقول بعدم وجود معلومات أثرية عن تاريخ الأنبياء لا يعنى الجزم بعدم وجودهم، نظرا لإمكانية معرفة تاريخهم من المصادر الأخرى.
 
وحاول علماء الآثار، الجنوح إلى أن معظم المعلومات الواردة عن تاريخ الأمم، مسجلة على جدران المعابد والمقابر، والقصور فى دول أخرى، كونها مبنية من الحجر، واستطاعت الصمود أمام عوامل التعرية، وغدر الطبيعة، وكانت منصات تتحدث بلسان الملوك والحكام، وتمجد بطولاتهم وإنجازاتهم، ولا تتطرق لأى معارضة، من أى نوع، وبما أن الأنبياء والرسل، قادة ثورات التصحيح، دينيا وأخلاقيا واجتماعيا وسياسيا وأدبيا، فبالطبع لا يمكن أن تذكرهم الشواهد الآثرية والوثائق التاريخية..!!
 
وعلى النقيض، فإن منازل وأماكن عبادة عامة الشعب التى كان يمكن من خلالها التعرف على وجهة نظرهم فى الحكم وأنظمة الحكم، وتاريخ الأنبياء والرسل، كانت مبينة من مواد، لا تصمد أمام غدر الطبيعة، فانقرضت، انقراض الديناصورات، وأصبح التاريخ أسير لوجهة نظر واحدة، منحازة للملوك والحكام، ومتحدثة عن الإنجازات والبطولات وقهر الأعداء الأجانب!!
 
ومن بين الأسباب أيضا التى ساقها علماء الأديان، وبعض علماء الآثار، عن سر عدم وجود شاهد أثرى واحد يتحدث عن نبى من آلاف الأنبياء، أن التدوين فى أغلب العصور السابقة لم يكن بالأمر الهين وكان يتطلب إمكانيات كبيرة لم تكن متوفرة للجميع، فالكتابة باستخدام الألواح الطينية، وورق البردى وعلى جدران المعابد والمقابر ومختلف الشواهد الآثرية، لم يكن أمراً متوفراً للجميع، ولا تتوافر إلا للملوك والحكام والأمراء فقط، بالإضافة إلى أن الأنبياء أصحاب رسالة إصلاحية، فلم يكن من بين اهتماماتهم، التدوين وترك الآثار المادية التى تسرد تاريخهم، وذلك لأسباب، كثيرة أهمها تعليم الناس الزهد وتجنيب الناس التعلق بالآثار دون التعلق بالفكرة!!
 
كما عزا علماء الأديان الأسباب أيضا، إلى أن الأنبياء صاروا أنبياء عند مريديهم ومن اقتنع برسالتهم، وليس كذلك عند معارضيهم الذين يظهرونهم فى صورة المعارضين والخارجين عن نواميس الأمة، دينيا وسياسيا، فاتهموهم بأنهم سحرة، تارة، وكهنة، تارة ثانية، والباحثون عن السلطة عن طريق التمرد، تارة ثالثة، وغيرها من الصفات الرديئة التى نعتوا بها الأنبياء!!
 
فعلى سبيل المثال، صوروا سيدنا موسى عليه السلام، بالقائد العسكرى الذى يقود حملة على الحبشة لصالح فرعون ثم يقود مجموعة متمردين، للتبشير بديانة التوحيد الذى دعا إليها إخناتون، فى أكبر حركة تمرد ضد أبوالآلهة، أمون رع.. كما وصفوا سيدنا سليمان عليه السلام إلى «شلمانصر» الحاكم الذى نصبه «الآشوريين» ليحكم بلاد الكنعانيين.. كما حاولوا وصف رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بالساحر والتاجر صاحب العقلية الفذة ويقود العرب ساكنى الصحراء إلى مجابهة الإمبراطورية الفارسية والرومانية ويحولهم إلى صناع حضارة، وهكذا يتحول النبى فى نظر من لا يؤمن به إلى شخص آخر تصنعه الأغراض والأهداف والقراءات الانتقائية أو الناقصة..!!
 
وللحديث بقية إن شاء الله.. إن كان فى العمر بقية!!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

باريس سان جيرمان يدمر ريال مدريد برباعية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية

العراق: قطعنا شوطا كبيرا بملف النازحين ولم يتبقَ منه سوى مراحل قليلة

انقسام داخل بيت الأمة.. الهيئة العليا لحزب الوفد توافق على طرح الثقة فى عبد السند يمامة بعد تصاعد الغضب بسبب أزمة انتخابات الشيوخ.. السكرتير العام يتولى الإدارة حتى انعقاد "العمومية الحاسمة" فى 25 يوليو

انقطاع الكهرباء بمناطق في العاشر من رمضان نتيجة اشتعال النيران بمحطة محولات 66

استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة


أمين عام الناتو يبحث مع وزير الخارجية الألماني سبل تنفيذ مخرجات قمة لاهاي

التشكيل الرسمي لمباراة باريس سان جيرمان ضد ريال مدريد بنصف نهائي مونديال الأندية

رئيس الوزراء عن صورته مع آبى أحمد: وفق البرتوكول فقط ومصر لن تفرط فى حقوقها المائية

ابنة كريم محمود عبد العزيز فى ظهور خاص معه خلال الحلقة 9 من مملكة الحرير

مدبولى: الدولة اللى نجحت فى عمل أفضل برامج إسكان قادرة تتعامل مع موضوع المستأجرين


إبراهيم سعيد يبكى فى أول ظهور له بعد الخروج من السجن: عايز حقى.. فيديو

فلومينينسي ضد تشيلسي.. ثنائية عاطفية تمنح جواو بيدرو أرقامًا تاريخية

نتنياهو: أؤيد رفع العقوبات على إيران حال وقف جميع أنشطتها النووية

الاتصالات: تصريحات الوزير حول زيادة كفاءة الإنترنت بعد حريق رمسيس مجتزأة

10 محظورات حددتها الهيئة الوطنية فى دعاية المرشحين بانتخابات مجلس الشيوخ

موعد مباراة بي اس جي ضد ريال مدريد في كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

الطقس غدا.. شديد الحرارة رطب وشبورة والعظمى فى القاهرة 37 درجة

الأهلى يُخطر وسام أبو على بموعد الاستعداد للموسم الجديد لحين حسم العروض

فيلم ريستارت لـ تامر حسنى يحصد 87.6 مليون جنيه خلال 6 أسابيع عرض

خلاف فى البيت الأبيض.. "AP": ترامب فوجئ بقرار تعليق أسلحة لأوكرانيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى