فى ذكرى رحيل أمل دنقل.. نقرأ معا قصيدة "الموت فى لوحات"

الشاعر الراحل أمل دنقل
الشاعر الراحل أمل دنقل
كتب أحمد إبراهيم الشريف

تمر اليوم ذكرى رحيل الشاعر المصرى الكبير أمل دنقل، الذى توفى بعد رحلة مع المرض اللعين فى 21 مايو من عام 1983، وقد كان أمل دنقل على معرفة بالموت، فقد كتب عنه الشعر ومن ذلك قوله فى قصيدة "الموت فى لوحات":

(1)

مصفوفة حقائبى على رفوف الذاكرة

والسفر الطويل ..

يبدأ دون أن تسير القاطرة !

رسائلى للشمس..

تعود دون أن تمسّ !

رسائلى للأرض..

تردّ دون أن تفضّ !

يميل ظلّى فى الغروب دون أن أميل!

وها أنا فى مقعدى القانط.

وريقة.. وريقة.. يسقط عمرى من نتيجة الحائط

والورق الساقط

يطفو على بحيرة الذكرى، فتلتوى دوائرا

وتختفى .. دائرة .. فدائرة !

(2)

شقيقتى "رجاء" ماتت وهى دون الثالثة.

ماتت وما يزال فى دولاب أمّى السّري

صندلها الفضّيّ!

دارها المشغول، قرطها، غطاء رأسها الصّوفيّ

أرنبها القطنى!

وعندما أدخل بهو بيتنا الصامت

فلا أراها تمسك الحائط.. علّها تقف!

أنسى بأنّها ماتت..

أقول.. ربّما نامت..

أدور فى الغرف.

وعندما تسألنى أمّى بصوتها الخافت

أرى الأسى فى وجهها الممتقع الباهت

وأستبين الكارثة!

(3)

عرفتها فى عامها الخامس و العشرين

والزمن العنّين ..

ينشب فى أحشائها أظفاره الملويّة

صلّت إلى العذراء، طوفّت بكلّ صيدليّة

تقلّبت بين الرجال الخشنين!

.. وما تزال تشترى اللّفائف القطنيّة!

.. ما تزال تشترى اللّفائف القطنيّة !

... ... ... .. .. ...

وحين ضاجعت أباها ليلة الرعد

تفجّرت بالخصب و الوعد

واختلجت فى طينها بشارة التكوين !

لكنّها نادت أباها فى الصباح ..

فظلّ صامتا !

هزّته .. كان ميّتا !!

(4)

من شرفتى كنت أراها فى صباح العطلة الهادئ

تنشر فى شرفتها على خيوط النور و الغناء

ثياب طفليها، ثياب زوجها الرسميّة الصفراء

قمصانه المغسولة البيضاء

تنشر حولها نقاء قلبها الهانئ

وهى تروح و تجيء

... ... ... ... ... ... ...

والآن بعد أشهر الصيف الرديء

رأيتها .. ذابلة العينين و الأعضاء

تنشر فى شرفتها على حبال الصّمت و البكاء

ثيابها السوداء !

(5)

حبيبتى فى لحظة الظلام، لحظة التوهّج العذبة

تصبح بين ساعدى جثّة رطبه !

ينكسر الشوق بداخلى، و تخفت الرغبة

أموء فوق خدّها

أضرع فوق نهدها

أودّ لو أنفذ فى مسامّ جلدها

لكن .. يظلّ بيننا الزجاج .. و الغياب .. و الغربة !

.. ... ... ... ... .... .. ...

وذات ليلة، تكسّرت ما بيننا حواجز الرّهبة

فاحتضنتنى .. بينما نحن نغوص فى قرار التربة

تبعثرت فى رأسها شرائح الصورة و النجوم

واختلطت فى قلبها الأزمنة الهشيم

لكنّها و هى تناجى

سمعتها تناديني

باسم حبيبها الذى قد حطّم اللّعبة

مخلّفا فى قلبها .. ندبة !!

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد مباريات الأهلى وبيراميدز فى دوري nile قبل قرار لجنة التظلمات اليوم

"معلومات الوزراء" يستعرض تقرير الأونكتاد حول تقليل الفجوة بين الجنسين فى التجارة العالمية

مندوب العراق بالجامعة العربية لـ"اليوم السابع".. بغداد تعود لقلب المشهد العربى.. التنمية بوابتنا للمستقبل وسبيل الخلاص للمنطقة.. شراكتنا مع مصر نموذج يُحتذى به فى العلاقات.. والعاصمة الإدارية خطوة نحو المستقبل

طبيب الزمالك يقدم تقريرا شاملا عن حالة مصابى الأبيض

رئيس الوزراء يبدأ زيارة إلى منجم السكرى


الزمالك يدرس مقترح أيمن الرمادى لاستغلال فترة التوقف قبل مواجهة بتروجت

الطقس اليوم الخميس 15-5-2025.. أجواء حارة نهارا والعظمى بالقاهرة 30 درجة

سيناتور أمريكى: يبدو أن ترامب اعتبر العملية ضد الحوثيين مكلفة للغاية

لجنة التظلمات تحسم اليوم مصير شكاوى الأهلى والزمالك وبيراميدز في أزمة القمة

180 دقيقة حاسمة.. محمد صلاح يطارد الذهب والأرقام القياسية في إنجلترا


الرئيس الإيرانى ردا على ترامب: لن نرضخ لأى متنمر

أمير قطر يفاجئ ترامب بهدية غير متوقعة بعد توقيع اتفاقيات تاريخية

متحف العلمين العسكرى.. بانوراما توثق نهاية الحرب العالمية الثانية (صور)

حريق بكورنيش مصر القديمة.. والحماية المدنية تتمكن من إخماده (صور)

القنوات الناقلة لمباراة مصر والمغرب اليوم الخميس في كأس أمم أفريقيا للشباب

بعد وفاة الضحية الثامنة فى انفجار خط غاز الواحات.. ما عقوبة المتهمين؟

فى فيديو مؤثر.. حسام البدري يشكر الدولة على عودته الآمنة من ليبيا

مواعيد مباريات اليوم الخميس 15-5-2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة الأهلي أمام البنك فى دوري nile والقناة الناقلة

Once Upon a Time In Gaza يفتتح عروضه العالمية من مهرجان كان السينمائي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى