أبطال الحر يرفعون شعار "العمل عبادة"

محمود عبد الراضى
محمود عبد الراضى
بقلم محمود عبد الراضى

لا حديث يعلو فى مصر بين المواطنين وعبر منصات التواصل الاجتماعى سوى الحديث عن ارتفاع دراجات الحرارة بشكل ملحوظ فى كل أنحاء الجمهورية، وسط تخوفات بعض المواطنين من النزول للشارع لعدم تعرضهم لضربة شمس أو إصابتهم بالإجهاد الحرارى.

وبالرغم من هذه الظروف المناخية الصعبة والقاسية التى تعانى منها البلاد تزامناً مع صوم المواطنين، تجد هناك فئات من المجتمع لا يبالون بذلك، يتحركون أسفل أشعة الشمس الحارقة يواصلون عملهم فى هدوء، تداعبهم أشعة الشمس فى "عز الضهر" فلا يتوقفون عن عملهم.

رجال المرور يضربون مثالاً واضحاً فى الإخلاص وأداء رسالتهم النبيلة خلال هذه الأيام، من خلال الانتشار المرورى على كل الطرق والمحاور الرئيسية، لتسيير حركة المرور ومنع التكدسات، هدفهم راحة المواطنين والوصول لعملهم أو منازلهم آمنين سلامين.

وأنت تجلس داخل سيارتك المكيفة تسمع الأغانى، ستلمح بجوارك شرطى المرور يقف بثبات وسط الشارع، يتصبب عرقاً وهو سعيد، ووجهه بشوش بأداء رسالته، بينما زميله الآخر يمسك بيد عجوز ليعبر بها الشارع، وثالث يقدم نصائحه لقائدى السيارات لعدم تعرضهم لحوادث، من خلال الكشف على إطارات السيارات فى هذا التوقيت وعدم ترك مواد كيميائية بالمركبة وعدم ملء "تنك" البنزين لآخره، وغيرها من النصائح التى تضمن أمن وسلامة المواطن.

على نفس المنوال، يضرب رجال الحماية المدنية مثالاً فى التضحية من خلال مواجهة ألسنة النيران فى الحرائق، التى تندلع لأسباب متعلقة بارتفاع دراجات الحرارة، ولا يبالون بهذه الأجواء الملتهبة أثناء أداء واجبهم.

المشهد يبدو بطولياً لرجال أمن يقفون فى الكمائن بأماكن نائية وعلى الحدود يحرسون فى سبيل الله، لا يبالون بأى شىء، يعرفون جيداً أن أعينهم لن تمسها النار.

وبعيداً عن رجال الشرطة، الأمر ذاته ملفت للانتباه من هؤلاء الذين يعملون بمهن شاقة، ممن يعملون فى مخابز ويواجهون لهيب النيران، وعمال "الطوب" والمصانع بالمناطق الجبلية، فلم يمنعهم ارتفاع دراجات الحرارة من البحث عن الرزق الحلال.

وفى جنوب الخير يضرب أهالينا فى الصعيد دوماً المثال فى "الرجولة"، حيث يتواجد المزارعين بحقولهم "فى عز الضهر"، يقفون صامدون فى منتصف الزراعات عندما تتوسط الشمس السماء، تضرب أشعتها الحارقة أجسادهم فتزيدهم قوة وإصراراً على مواصلة الجهد.

هؤلاء جميعاً يستحقون منا الاحترام والتقدير، هؤلاء هم الأبطال الحقيقون، دون غيرهم من أصحاب اللياقات البيضاء الذين يجلسون أٍسفل أجهزة التكيف فى الحجر المغلقة خلف أجهزة اللاب توب، يبحثون عن مجد زائف عبر منصات التواصل الاجتماعى، لا تعرف أيديهم العمل والجهد والبناء، لا يشغلهم سوى النقد و"التنظير"، هؤلاء لن يضيفوا شيئا للوطن، وإنما هم أدوات هدم يستخدمها غيرهم فى إطلاق الشائعات والترسيخ لها، بينما أهالينا الصامدون فى الشوارع أسفل الشمس هم الأبطال الحقيقيون الذين نطمئن على وطننا طالما هم موجودين على أرضها الطيبة.

موضوعات متعلقة

ثقافة الطمع

ثقافة الطمع الثلاثاء، 21 مايو 2019 12:00 م

التسول الإلكترونى فى رمضان

التسول الإلكترونى فى رمضان الإثنين، 20 مايو 2019 12:07 ص

كلهم "سليم الأنصاري"

كلهم "سليم الأنصاري" الجمعة، 17 مايو 2019 10:59 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مرموش يواجه ربيعة.. موعد مباراة مانشستر سيتي ضد العين في مونديال الأندية

لماذا تعد صفقة لويس دياز مثالية لـ برشلونة ؟.. 5 نقاط تجيب

موعد مباراة الأهلي وباتشوكا استعداداً لكأس العالم للأندية والقنوات الناقلة

"ميسي" الخطر الأكبر على الأهلي فى افتتاح كأس العالم للأندية 2025

دار الإفتاء: لا حرج فى التوجه إلى عرفات يوم التروية بدلا من منى


النيابة تستكمل التحقيق مع 5 عمال فى واقعة التنقيب عن الأثار بقصر ثقافة الأقصر

اليوم.. إعلان نتائج صفوف النقل بالإسماعيلية من الابتدائى حتى الثانوى

الأرصاد تحذر: رياح مثيرة للأتربة وشبورة فى طقس اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025

الأهلي يتفوق وبيراميدز يتقدم على الزمالك فى تصنيف أندية العالم

كومان: مونديال الأندية "سخيف" ويدمّر اللاعبين


لجنة الانضباط تخطر الزمالك بعدم الاختصاص فى نظر شكوى زيزو

مستشفى العاصمة الإدارية تفتتح وحدتي الشبكية والقرنية بقسم طب وجراحة العيون

محافظ البنك المركزي وأشرف صبحي وعبد اللطيف المناوي في عزاء والدة عمرو الجنايني

ترتيب محمد صلاح.. قائمة الأكثر حصداً لجائزة رجل المباراة بدوريات أوروبا

رسميًا.. الخلود يعلن نهاية مشوار أليو ديانج وعودته إلى الأهلي

مها الصغير: تحملت ما يفوق طاقتى وسأتخذ إجراءات قانونية ضد المتجاوزين فى حقى

العثور على زوجين متوفيين داخل منزلهما فى المنوفية

مروان حمدى يسجل 10 أهداف في موسم مميز مع بيراميدز

نور الشريف فى صورة نادرة من مهرجان الأفلام السوفيتى فى أجواء ثلجية

المشعر الحرام.. هنا يبيت الحجيج فى حضن الرحمة استعدادا ليوم النحر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى